بين الفرانكو ومجمع اللغة.. هل تظل "العربية" حبيسة الكتب أم تصبح ضحية السوشيال؟
الأربعاء، 13 يونيو 2018 10:00 م
قرون طويلة مضت واللغة العربية ثابتة في قواعدها، راسخة في بنائها واستخدامها، وبين وقت وآخر تظهر تقليعة أو موضة لغوية سرعان ما تنتهي، هكذا كان الأمر، ويبدو أنه لن يستمر.
في السنوات الأخيرة فرضت ثقافة عصر مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" والوسائط الإلكترونية نفسها على استخدام اللغة وتوظيفها، بينما ما زال مجمع اللغة العربية حبيس جدرانه ومعارفه القديمة، دون تقديم أطروحات جديدة لتطوير البناء اللغوي وآلية توظيفه في التداول اليومي، وبين الحالتين ظهرت دعوات غريبة وصادمة، منها دعوة لتعرية العربية من الهمزات والنقاط، والعودة بها لشكلها البدائي غير المنقوط الذي كانت عليه قبل أكثر من ألف سنة.
لم تكن الدعوة إلى العودة لاستخدام اللغة العربية بدون نقاط هى الأولى بعد انتشار ما يسمى بـ«الفرانكو آراب» وغيرها من أدوات التعبير المختلفة التى حلت بديلا عن اللغة العربية التقليدية المتعارف عليها.
البوست الذى انتشر على وسائل التواصل الإجتماعى داعيا إلى العودة لاستخدام اللغة العربية بدون همزات أو نقاط ، ولاقى الكثير من التفاعل معه ، ما بين مؤيد ومعارض للفكرة جاء كالتالى :«هل تعلم أن النقاط تم اختراعها للعجم وليس للعرب حيث أن العرب قديما كانوا لا يستخدمون النقاط ، وأنت كذلك يمكنك أن تقرأ مقاطع كاملة بدون نقاط ، كما كان يفعل العرب القدامى ، وكانوا يفهمون الكلمات من سياق الجملة ، وأبسط مثال على ذلك أنك تقرأ هذا المقطع بدون نقاط أو همزات».
اللافت أن بعض المواقع كانت قد روجت بقوة إلى استخدام هذه الطريقة الجديدة لنطق وكتابة الفرانكو آراب زاعمين أن طريقتها بسيطة وهى استخدام الحروف الانجليزية وتعويض الحروف الناقصة بالأرقام.
بعض المواقع ضربت مثلا لطريقة تعلم الفرانكو آراب مؤكدة أنه عند كتابة الهمزة بالإنجليزي نستخدم رقم 2، وعند الحاجة إلي كتابة حرف العين بالانجليزي نستخدم رقم 3 مثل كلمة 3amel eh.
كذلك الحال بالنسبة لكتابة حرف الخاء باللغة الإنجليزية البعض يستخدمن حرفي kh، ويتم استخدام رقم 5 بدل حرف «الخاء».
واحتل الهاشتاج مرتبة الأعلى تداولا فى صدارة موقع التغريدات الصغيرة "تويتر" مساء اليوم الخميس، حيث عبر البعض عن استنكاره لهذه الطريقة فى الكتابة، فيما اعترض آخر على الهجوم على مستخدمى "الفرانكو"، معتبرين أنها تتيح الكتابة بحرية فى وسائل المواصلات دون تطفل أحد.
يذكر أن فضل وضع النقط في المصحف الشريف يرجع هو التابعي الجليل: أبو الأسود الدؤلي من أصحاب علي ـ رضي الله عنه ـ فشكل المصحف بالنقط، فجعل النقطة أمام الحرف علامة على الضمة، وفوقه علامة على الفتحة، وتحته للكسرة.
ثم جاء نصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر بأمر وبتعليمات من الحجاج بن يوسف الثقفي وإلي العراق من قبل الخليفة عبد الملك بن مروان ليتم وضع الأجزاء والأحزاب.