خيوط تكشف تفاصيل اتفاقية سرية بين أمريكا وتركيا فى منبج السورية
الأربعاء، 13 يونيو 2018 08:00 ص
بماذا وعدت تركيا الولايات المتحدة مقابل التواجد في منبج؟، كان هذا عنوان مقال الكاتبة الصحفية زينب جورجانلي لها بصحيفة "سوزجو" التركية ، الذى كشفت من خلاله اتفاقية سرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، لتبقي الأخيرة فى منبج السورية.
تقول جورجانلي، إن حزب العدالة والتنمية يسعى لفعل الشيء نفسه الذي فعله عقب انتخابات السابع من يونيو التي أفقدته غالبية البرلمان والزج بنقاشات الحملة الانتخابية إلى السياسات الأمنية، ولهذا فإن الجلوس على مائدة المفاوضات مع الولايات يخدم رؤية حزب العدالة والتنمية، الذى يعمل على إظهار مغادرة وحدات حماية الشعب الكردية لمنطقة منبج على أنها انتصار، غير أن الغرض الفعلي من الأمر ليس هذا.
ويعد الجانب المفيد لتركيا في اتفاقية منبج هو انسحاب قوات حماية الشعب الكردية من المنطقة، أما الجانب المفيد للولايات المتحدة هو حصر التصدي التركي لقوات حماية الشعب الكردية في منبج وإزالة كوباني (عين العرب) من على طاولة المفاوضات خلال الوقت الراهن على الأقل. أي أن تركيا تعترف بسيادة قوات حماية الشعب الكردية في كوباني نوعا ما، بحسب جورجانلي.
وقد وضعت القوات الأمريكية تمركزها فى سنجار، الأمر الذى كشف الستار عن جزء الاتفاق المتعلق بمنبج، لكن التطورات على الساحة تفيد بوجود جانب آخر لم يتم الكشف عنه. وفي الوقت الذي توجه فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى الولايات المتحدة لتأكيد اتفاقية منبج تمركز الجنود الأمريكان في سنجار العراقية التي يسيطر عليها تنظيم العمال الكردستاني.
مناورة أمريكية
القاعدة الأساسية للعلاقات الدولية هى المصلحة المطلقة، أي أنه لا بد أن الولايات المتحدة تسعى لمصلحة ما بتقديمها أداة ترويجية للعدالة والتنمية قبيل الانتخابات، بحسب الصحيفة.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي ويس ميتشيل إلى ماهية تلك المصلحة، خلال خلال مؤتمر شارك فيه الأسبوع الماضي، حيث شدد على أن تركيا البلد الوحيد القادر على موازنة الثقل الإيراني في المنطقة على المدى الطويل ليكشف بهذا عن ثمن اتفاقية منبج.
وفى الوقت الذى تمكنت الولايات المتحدة من استخدام وحدات حماية الشعب الكردية ضد داعش، لكن عندما يتعلق الأمر بدولة كبيرة وعريقة مثل إيران فإن أجنحة التنظيمات الإرهابية هذه والدول العربية التي تبيع لها واشنطن الأسلحة الصاروخية تفتقر لجيش صادق لمعادلة القوى، وفي هذه المرحلة يعتمد الأمر على تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، العدالة والتنمية يلعب لعبة خطيرة للحفاظ على الحكم.
وأفاد خبير المخابرات الأمريكية (CIA) الصادر بحقه قرار اعتقال في تركيا هنري باركي، في تعليق منه على اتفاقية منبج قائلا، إن منبج مهمة جدا لأردوغان من أجل الانتخابات، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قدمت لأردوغان هدية باتفاقية منبج.