حكايات غريبة عن الموت.. قصة استئذان روز اليوسف من عزرائيل لمدة نصف ساعة
الأربعاء، 13 يونيو 2018 02:00 صزينب عبداللاه
أشهر من جاءت فى تاريخ الصحافة، فهى رائدة من رواد صاحبة الجلالة، وصاحبة قصة كفاح فريدة من نوعها، جاءت إلى مصر طفلة وحيدة يتيمة بلا أهل أو مال واستطاعت أن تصنع أمجادا فى تاريخ الصحافة والفن وأن تكتب اسمها بحروف من ذهب على مر التاريخ.
روزاليوسف لبنانية من أصل تركي، اسمها الحقيقى فاطمة اليوسف، ولدت في بيروت يتيمة الأم من أسرة مسلمة، وكان أبوها تاجرًا واضطر للسفر من بيروت وترك أبنته عقب ولادتها في رعاية أسرة مسيحية كانت تدللها باسم روز، وعندما انقطعت أخبار الأب تبنت العائلة الطفلة الصغيرة التى لم تعرف حقيقة قصتها إلا فى سن العاشرة ، وفى طريق هجرة الأسرة من لبنان إلى أمريكا رست السفينة التى تستقلها بالاسكندرية، لتقود الصدفة الطفلة اليتيمة إلى أول طريق المجد، وتتعرف على المخرج المسرحي اسكندر فرح، الذي علمها التمثيل وضمها إلى أسرته وبعدها تعرفت على الفنان عزيز عيد، وبدأت طريقها في دنيا الفن ككومبارس، ثم أدت أدورا كبيرة على المسرح وعملت مع جورج أبيض وتألقت، ثم عملت مع يوسف وهبي وأصبحت بطلة فرقة رمسيس.
وبعدها بدأ مشوار «روزاليوسف» الصحفى عندما تركت فرقة رمسيس بعد خلاف مع يوسف وهبي فاعتزلت التمثيل واتجهت إلى الصحافة، وأصدرت في أكتوبر 1925م مجلة «روز اليوسف» التى انتشرت ونجحت واستمرت حتى الأن.
وساهمت «روز اليوسف» في حركة الأدب والثقافة، كما أصدرت مجلة صباح الخير التي كانت رمزا «للقلوب الشابة والعقول المتحررة»، كما كان يقول شعارها وكانت بمثابة جامعة تخرج منها أكبر نجوم الصحافة.
وتزوجت روزا اليوسف من ثلاثة رجال هم: «محمد عبد القدوس» ، الذى كان يعمل ممثلا مع نجيب الريحانى وأنجبت منه الأديب الكبير«إحسان عبد القدوس»، ثم تزوجت من عملاق المسرح زكي طليمات، ثم من المحامي قاسم أمين حفيد قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة.
وكانت روزاليوسف تتمتع بشخصية قوية صارمة وكانت تقول دائما كلنا سنموت، ولكن هناك فرق بين شخص يموت وينتهي وشخص مثلي يموت ولكن يظل حيا بسيرته وتاريخه.
ولوفاة روزاليوسف قصة فريدة، فعندما كانت تشاهد فيلما فى سينما ريفولى أصيبت بأزمة قلبية ولكنها تماسكت، وطلبت من صديقتها التى كانت معها أن تنصرف وخرجت وأخذت تاكسى وعادت إلى منزلها وارتدت ملابس النوم ودخلت سريرها وماتت عليه، خلال نصف ساعة، ليكتب الأديب يوسف إدريس عن وفاتها، قائلا : إن روزاليوسف استأذنت من عزرائيل لمدة نصف ساعة، وكتب أحمد بهاء الدين أن موت روز اليوسف يعبر عن إرادتها وقوتها لأنها قاومت الموت حتى تعود إلى منزلها.