نصيحة الفاشل تجيب ورا.. إيران توجه إرشادات لكوريا الشمالية في تفاوضها مع ترامب
الثلاثاء، 12 يونيو 2018 02:00 ص
لا يتوقف العالم عن إنتاج المفارقات، كأن تجد شخصا فاشلا في أمر ما، ويوجه نصائح للآخرين حول هذا الأمر نفسه، أو باختصار أن تجد نفسك أمام إيران وهي تتقمص دور المرشد لكوريا الشمالية.
خاضت إيران جولات تفاوض عديدة وشاقة للوصول إلى الاتفاق النووي، لكنها لم تستطع الإبقاء على علاقة إيجابية ومتوازنة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومقنعة للبيت الأبيض، ما قاد مؤخرا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق، وبدء سريان عقوبات اقتصادية جديدة على طهران، وفي ضوء هذا الفشل والعلاقات المتوترة مع واشنطن، ربما تكون إيران آخر من يصلح لتقديم النصائح في هذا الشأن.
المفارقة الإيرانية جاءت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإیرانیة، بهرام قاسمی، اليوم الإثنين، الذي تقمص دور الناصح موجها إرشادات لبيونج يانج وزعيمها كيم جونج أون بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومسار التفاوض، متحدثا عن ماضي الولايات المتحدة السيئ، من ناحية وضع العراقيل والانتهاك والانسحاب من الالتزامات الدولية الثنائية ومتعددة الأطراف، وحث المسؤول الإيراني حكومة كوریا الشمالية على التعامل بحذر تام في المفاوضات.
وقال "قاسمي"، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية، تعقيبا على لقاء دونالد ترامب وكيم جونج أون، إن "موقف إیران بشأن هذه القضیة واضح ولم یطرأ أي تغییر علیه، نحن مهتمون باستتباب السلام والاستقرار والأمن في شبه الجزیرة الكوریة كباقي مناطق العالم، ونرحب بكل خطوة تسهم في هذه العملیة فضلاً عن التنمیة الاقتصادیة والازدهار في هذه المنطقة".
وشدد المتحدث في تصريحاته، على أن طهران لیست لدیها وجهة نظر متفائلة بشأن هذا الموضوع، نظرا لماضي وتاریخ السلوك والعلاقات المعروفة من الولایات المتحدة، خاصة التي یتبعها ترامب وقام بها خلال فترة ولایته، منها وضع العراقیل والانسحاب من الاتفاقیات والعقود وعدم الالتزام بالتعهدات، خاصة فیما یتعلق بالاتفاق النووي، متابعا: "نعتقد وتعتقد أنه على حكومة بيونج يانج التعامل مع هذا الأمر بحذر شدید لأن طبیعة الإدارة الأمریكیة تجعلنا نحكم بعدم التفاؤل".
وأكد قاسمى تأييد إيران للسلام والأمن الذي هو في صالح شبه الجزیرة الكوریة، بحسب تعبيره، إلا أنها تنظر للسلوك الأمريكي نظرة تشاؤم، وردا على سؤال حول انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وانسحاب بعض الشركات الأوروبیة من إیران، ودور الدبلوماسیة الاقتصادیة، قال: "بعض الشركات الأوروبية اتخذت مواقف بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإعلان عودة العقوبات ضد طهران، وهذه الشركات الأوروبية لديها مهلة نهائية من 90 إلى 120 يوما حتى عودة العقوبات، وعليها انتظار ما سيحدث ونتیجة محادثات إيران مع شركائها الأجانب".