من وراء حريق مخزن صناديق الاقتراع بالعراق؟.. طهران وواشنطن المستفيد الأكبر
الإثنين، 11 يونيو 2018 04:00 ص
يبدو أن الحريق الذي نشب في أحد مخازن التي تحوي صناديق الاقتراع، ليس وليد الصدفة، بل إنه بفعل فاعل يريد إشعال المشهد السياسي في بغداد بعد أن قرر البرلمان العراقي إعادة الفرز يدويا لـ5 % من أوراق الاقتراع.
الانتخابات التي شهدت نتائجها فوز قائمة «سائرون» التي يتصدرها رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، لم تعجب الجانب الإيراني الذي يعلم أن التيار الصدري يرفض أي تواجد إيراني ويرى أن طهران تتدخل في السيادة العراقية، خاصة أن حلفاء إيران تلقوا ضربة كبرى في تلك الانتخابات البرلمانية خاصة قائمة نوري المالكي.
هدف إيران من حرق مخزن صناديق اقتراع
أيضا هناك جهات عديدة تريد تعقيد المشهد العراقي، فأيضا الولايات المتحدة الأمريكية تعد أحد الدول التي تسعى لتعقيد المشهد حتى تسمح لحلف الناتو بالتواجد أكبر فترة في العراق بعد أن أعلن حلف الناتو أن مهمته في بغداد ستشهد تطورا ملحوظا خلال الفترة المقبلة.
وفقا لما ذكرته وزارة الداخلية العراقية، فإن الحريق اندلع في أكبر مخزن يحوي صناديق الاقتراع قبل إعادة الفرز يدويا، موضحة أن محاولة إخماد حريق اندلع في مخزن يحوي أوراق الاقتراع في الانتخابات الأخيرة تمت بنجاح.
تفاصيل الحريق
كما أكد الحساب الرسمي لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية على «تويتر»، أن الحريق استهدف صناديق الاقتراع بجانب الرصافة في بغداد وأتلف الصناديق بالكامل.
الحريق جاء بعد 5 أيام فقط من القرار الذي اتخذه البرلمان العراقي بإعادة الفرز اليدوي لـ 5% من نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، وهو القرار الذي اعترض عليه المجلس الأعلى للقضاء العراقي، وأكد أن هذه الخطوة غير قانونية.
من جانبها ذكرت صحيفة «العرب اللندنية، أن هذا الحريق جاء بعد ادعاءات بالتزوير، حيث تمكن البرلمان المنتهية ولايته من عقد جلسة نهاية الأسبوع الماضي قرر خلالها تجميد عمل المفوضية وإحالة ملفها على القضاء للإشراف على عمليات العد والفرز اليدوي بدلا من الالكتروني، حيث أن قانون المفوضية القديم لا يسمح بهذا الإجراء، لكن البرلمان تمكن من إجراء تعديل للقانون وإقراره ما جعل الأمر ممكنا.
ارتباك في المشهد العراقي
الصحيفة، أوضحت أن حالة من الارتباك تسود العراق منذ إجراء الانتخابات في 12 مايو، نتيجة اتهامات بالتلاعب وتزوير النتائج، حيث شهدت مدينة كركوك اعتصاما منذ إعلان النتائج احتجاجا على فوز حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بستة مقاعد مقابل ثلاثة للعرب والتركمان، فيما كان لائتلاف "سائرون" الذي يدعمه رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر، نصيب الأسد، حيث حصل على المرتبة الأولى بين الفائزين في الانتخابات، متقدما على ائتلاف الفتح الذي تتضمن عدد كبير من قيادات الحشد الشعبي العراقي، ما جعله اللاعب الأبرز من أجل تشكيل التكتّل الأكبر في مجلس النواب، وبدأ بعدها مقتدى الصدر مشاورات تشكيل الحكومة العراقية.