فوائد مقاطعة قطر.. انحسار الإرهاب في ليبيا وسقوط قيادات من القاعدة بمدينة درنة
الأحد، 10 يونيو 2018 11:00 ص
كان يبدو مع اتخاذ قرار الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) في الخامس من يونيو 2017 بمقاطعة قطر على خلفية دعمها للإرهاب، أن الأمر لن يغير شيئا، ولكن الحقيقة أنه غيّر الكثير.
على مدى سنة من المقاطعة مرت الدوحة بأزمات ومشكلات عديدة، وفقدت جانبا كبيرا من قدرتها على التواصل مع الإرهابيين والميليشيات المسلحة في عدد من المناطق، ما حدّ من قدرتها على إيصال التمويلات المالية والدعم اللوجيستي لهم على نطاق واسع كما كان يحدث سابقا، وهو ما كنت أبرز نتائجه تحقيق نجاحات واسعة في عدد من الجبهات الإقليمية الساخنة.
أبرز مكاسب المقاطعة العربية وتضييق الخناق على الدعم القطري للإرهاب، نجاح الجيش العربي السوري في استعادة زمام الأمور في ريف دمشق والغوطة ومناطق شاسعة من الأراضي السورية، والقضاء على عناصر تنظيم داعش في عدد من تحصيناتها القديمة، والأمر نفسه في اليمن التي يتواصل فيها نزيف الميليشيات الحوثية وخسائرها العسكرية والمادية والبشرية، والعراق الذي نجح في تطهير الموصل من داعش والوصول للأراضي السورية، والأهم ليبيا.
كانت ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في فبراير من العام 2011 مرتعا لعشرات الميليشيات ومئات الإرهابيين، ولكن خلال الشهور الأخيرة استطاع الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر استعادة زمام الأمور في عديد من المناطق، واقترب من تحرير مدينة درنة بشكل كامل، وكان جانبا كبيرا من الفضل في هذه النجاحات الكبيرة مرتبطا بتحجيم نفوذ قطر وتركيا، الذي أثبتت تقارير عسكرية وإعلامية تورطهما في الدعم المباشر ماديا وعسكريا لما يُعرف بـ"مجاهدي درنة"
ضمن أحدث الضربات الناجحة للعناصر المتطرفة في المدينة، لقيت قيادات تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي مصرعها على أيدي قوات الجيش الليبي خلال المواجهات التي دارت في منطقة شيحا الشرقية أمس، وأقرت مصادر إعلامية تابعة للتنظيم، بحسب ما نقلت "سكاي نيوز" العربية اليوم، بأن ثلاث قيادات رفيعة قُتلت في المواجهات، منها عمر رفاعي سرور جمعة، الذي يعد المفتي الشرعي لما يسمى "مجلس شورى مجاهدي درنة".
وبحسب ما تؤكد التقاير، فقد قُتل أيضا العنصر "الشرعي" وخطيب مسجد حي 400 "عبد السلام العوامي"، المولود في العام 1991 والمُكنى بـ"أبوعمر"، وهو من سكان حي 400 في منطقة الساحل الشرقي بدرنة، كما لقي القاضي أبي بوزيد الشلوي مصرعه بنيران الجيش الليبي، وهو من مواليد 1973 بمدينة بنغازي وهرب منها في العام 2014 .
وقد أحكم الجيش الوطني الليبي أمس السبت سيطرته على منطقة "شيحا" في مدينة درنة شمال شرقي البلاد بشكل كامل، بعد طرد العناصر المسلحة منها، وكانت المنطقة تعد آخر معاقل "مجلس شورى مجاهدي درنة"، ذراع تنظيم القاعدة، والمدعوم بشكل مباشر من قطر وتركيا.
النجاح الأخير الذي حققته القوات الليبية في درنة، يؤكد أن عوائد تحجيم قطر كبيرة ومتواصلة، وأننا بصدد الاقتراب من تحرير كامل التراب الليبي من قبضة الميليشيات، وهو الأمر المرجح أن يحدث في سوريا واليمن أيضا قريبا، طالما ظلت الإمارة الخليجية الضئيلة قيد الرقابة والتأديب.