كاريكاتير العميان والمنتخب.. متى يُحاسب مسؤولو الأهرام؟!
السبت، 09 يونيو 2018 02:02 م
أتفهم جيدا وجهة نظرك إذا لم يعجبك أداء المنتخب الوطني في مبارياته الودية التي خاضها استعدادا لكأس العالم روسيا 2018، من حقك التعبير عن غيرتك على منتخبك الذي صعد إلى مونديال الحلم بمعجزة من الله بعد سنوات عجاف، لكن أن تهين اللاعبين والفريق الفني والبلد والعيشة واللي عايشنها فهذا غير مقبول.
ما فعله القائمون على صحيفة الأهرام يستوجب المساءلة القانونية، بعد نشر كاريكاتير تحت عنوان «منتخب العميان»، يصور كوبر واللاعبين معصوبي العيون وفي طريقهم إلى مونديال روسيا.
منتخب العميان!!.. إلى هذه الدرجة وصلت المهنية في صحيفة قومية يفترض أنها تأخذ بيد قارئ بسيط يتابعها وتوجهه نحو الطريق الصحيح، ثم نلوم بعدها على الناس في الشارع ما يفعلونه في البلد.
الصورة بألف كلمة وتوقيت نشر هذه الصورة الكاركاتيرية التي تدعو للسخرية قبل مقابلة الرئيس للمنتخب لتشجيعهم ورفع معنوياتهم بساعات قليلة تمثل إهانة واحتقار للمنتخب الوطني أمام الشعب المصري والعالم بهدف نشر الإحباط وتعكير المزاج العام للشعب المصري وفقد الثقة في المنتخب الوطني وتهديد الأمن والسلم الاجتماعي بخلق حالة توتر كبيرة في المجتمع وإحباط نفسية اللاعبين والجهاز الفني قبل انطلاق كأس العالم بأسبوع وذلك بغرض هدم الروح المعنوية للمنتخب الوطني والشعب المصري.. عذرا لا يمكن تفسير الأمر بغير ذلك يا أهرام.
أرى مثل كثيرون أن إهانة المنتخب الوطني قبل أداء مهمته الوطنية جريمة لا تغتفر وهدم الروح المعنوية جريمة أكبر خصوصا أنها ليست من قبيل النقد المباح أو التوجيه المفيد طبقا للأعراف الصحفية، هذه الجريمة وقعت في وقت يحتاج فيه اللاعبون إلى كل كلمة تدفعهم إلى المنافسة لتشجيعهم ومساندتهم وهو ما يعكس مدى استهتار مسؤولي الأهرام، وجعلها أداة هدم لا بناء واستخفافهم بالشعب المصري الذي انتظر 28 عاما على رؤية علم بلده يرفرف في كأس العالم من خلال مهمة المنتخب الوطنية الذي دفعته الصحيفة للهاوية وتحريضه على الهزيمة وجعله مثار سخرية العالم والمنتخبات الأخرى والفضائيات.
تتوالى السقطات المدوية للصحيفة القومية؛ في ذات العدد صفحة 11 تم نشر رسم كاركاتيري لصورة « زوج يحرض زوجته التي تجلس على سجادة الصلاة وترفع يدها بالدعاء في رمضان بأن تدعي لابنها الذي يؤدي امتحان الثانوية العامة بأن عيون المراقبين تعمى عنه وهو بيغش بكرة»، الأمر الذي يمثل تحريضا للطلاب على الغش وازدراء الفرائض الإسلامية والصلاة والصوم والسخرية من الدعاء وتحريض ضد المراقبين في الامتحانات بهدف نشر الفوضى داخل المنظومة التعليمية في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لإصلاح التعليم في مصر.
قبل ذلك بأيام انفرد «صوت الأمة» بتقرير عن الصحيفة القومية الكبرى التي سمحت لـ20 شخصا منسوبين إلى جماعة الإخوان الإرهابية، والمعزولين من العمل القضائي بنشر نعي كبير في صفحة الوفيات، جمع قائمة كاملة من الأسماء المدانة في ارتكاب جرائم في حق الوطن والمؤسسة القضائية، وتلويث ثوب القضاء الشامخ بممارسة السياسة ودعم كيانات إرهابية، والأكثر صدمة في الأمر أن المتوفى نفسه أحد المحسوبين على القضاء زورا ممن دعموا اعتصام رابعة الإرهابي، وكل المذكورين في النعي مدانون في جرائم وعوقبوا عليها بموجب القانون والضوابط والأعراف القضائية.
الخطأ الجسيم الذي تورطت فيه "الأهرام" لم يتوقف عند السماح لقائمة الـ20 معزولا بنشر نعي المستشار السابق محمود محيي الدين، أحد الأسماء الرئيسية في ائتلاف "قضاة الإخوان" الذين جرى عزلهم لاحقا، والمتهم الذي ألقى بيان المجموعة من فوق منصة اعتصام رابعة، بل منحت عددا منهم لقب "بك"، وربما يصعب التعامل مع الأمر باعتبار أن مسؤولي الإدارة التحريرية وإدارة الإعلانات بالصحيفة والمؤسسة القومية لا يعون خصومة الدولة مع الإرهاب، والصراع الكبير الذي تخوضه ضدهم، ولا يعون أيضا سياستهم التحريرية.
مع تكرار هذه الجرائم وغياب المحاسبة، في وجهة نظري، لن يُعاقب المسؤول، يجب اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة والتحقيق في هذا البلاغ وضبط وإحضار المبلغ ضدهم وسماع أقوالهم وسماع أقوال من يثبت اشتراكهم معهم في ارتكاب هذه الوقائع.