الجو حر نار.. أهم الإرشادات الطبية للتعامل مع ارتفاع حرارة الطقس فى مصر
السبت، 09 يونيو 2018 01:45 م
تشتهر أغلبية مناطقنا العربية من بين دول العالم بصيفها اللاهب ودرجات الحرارة المرتفعة التى تجعل الصيف فيها بشكل خاص أصعب الفصول مناخياً على الإطلاق، ويسود اليوم بمصر طقس شديد الحرارة على معظم أنحاء الجمهورية نهارًا لطيف ليلاً، وبالنسبة لدرجات الحرارة فهى بالقاهرة العظمى 40 والصغرى 25 درجة، والإسكندرية العظمى 30 والصغرى 25، ومطروح العظمى 28 والصغرى 20 درجة ، وتصل درجات الحرارة العظمى لـ45 بأسوان والصغرى 31 درجة، وعندما تصل درجة الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية، وخاصة فى أيام شهر رمضان المعظم، أى أثناء فترة الصيام، فإن هذا يعنى أن جسم الإنسان مقبل على فقدان كميات كبيرة من المياه نتيجة العرق، وكذلك فقدان المعادن.
ينتج عن الحر الشديد بعض الأمراض التى تصيب الإنسان لعدم استطاعته على آداء عملية التحول الحرارى، وإبقاء الجسم يتمتع بالبرودة، ويختلف ارتفاع حرارة الجسم الذى تسببه الإصابة بالحمى عن اشتداد حرارة الجسم الناتج عن الأمراض التى تسببها أشعة الشمس وارتفاع حرارة الجو، فالحمى عادة ما تكون ردة فعل الجسم على الالتهابات، وغير ذلك من الأعراض البسيطة منها والخطرة، أما تلك الناتجة عن حرارة الجو فتزيد حرارة الجسم نتيجة لعدم تمكنه من تحويل الحرارة بصورة تتميز بالكفاءة، أو لأن الحرارة الخارجية المكتسبة مرتفعة للغاية.
ويقول د. سعيد محمد سعيد استشارى الأمراض الجلدية، إن أخطر الأمراض التى تصيب الإنسان جراء ارتفاع درجات حرارة الجو هى تشنج العضلات وتورم الساقين واليدين وانقطاع الأنفاس والتوتر الناتج عن الحرارة، والإغماء الناتج عن انخفاض ضغط الدم والإرهاق المفرط، وضربة الشمس التى تحدث عندما يفشل الجسم فى ضبط حرارته، والتشنج الحرارى، وتهيج الجلد نتيجة فرط التعرق، وارتفاع ضغط الدم، كما يفقد الجسم كميات كبيرة من الصوديوم والبوتاسيوم، كما تسبب الرطوبة المرتفعة تدهوراً فى الحالة الصحية لمرضى الربو الشعبى المزمن، حيث تزيد نسبة ضيق الشعب الهوائية مع ازدياد نسبة ثانى أوكسيد الكربون فى الدم بسبب قلة نسبة الأوكسجين.
مع ارتفاع درجة الحرارة تزداد نسبة الاعتماد على مكيفات الهواء، والتى لها تأثير سلبى على الجهاز التنفسى، نتيجة تراكم بعض الغبار والأتربة المنزلية وتكاثر ما يسمى بـ"حشوة الفراش"، الأمر الذى يؤدي إلى الإصابة بحساسية الصدر والربو الشعبى المزمن، وخاصة حساسية الصدر لدى الأطفال، وتشمل أعراضها ضيق التنفس والسعال المستمر مع ازدياد عدد مرات التنفس، كذلك تؤدى هذه العوامل إلى الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية، حيث يشعر المريض بعطس مستمر ورشح مزمن فى الأنف، وزكام لدى التعرض لفترات طويلة لهواء المكيفات، حيث يصاب باحتقان الجهاز التنفسى الذى يعزز فرص الإصابة بالفيروسية الرئوية والبكتيرية للجهاز التنفسى، حيث يشعر المريض بارتفاع في درجة الحرارة مع كحة وضيق فى التنفس وآلام فى الصدر، ما يستدعى إجراء أشعة وعلاج مبكر لمنع حدوث مضاعفات.
وينصح الأطباء لتقليل الأضرار السلبية أثناء ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة صيفا بتقليل الاعتماد على مكيفات الهواء أو تجنب الانتقال المفاجئ من الجو الحار إلى البارد، حيث إن أكثر من 40% من أفراد المجتمع يعانون من أمراض الحساسية فى فصل الصيف، وتجنب التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس خلال ساعات الظهيرة، منعا للإصابة بضربات الشمس، وحماية الجلد من الاحتراق، بالإضافة إلى ضرورة إغلاق النوافذ والستائر خلال ساعات النهار بالمنازل لمنع دخول حرارة الشمس القوية، والاعتياد على ارتداء ملابس مناسبة ذات ألوان فاتحة لتعكس حرارة الجو، وضرورة الإكثار من تناول المياه والمشروبات الباردة والمرطبة، حيث تساعد فى تخفيض حرارة الجسم، وبالتالى استمرار آداء أجهزة الجسم دورها الطبيعى، كما تسهل عملية التبريد عن طريق إفراز العرق، ويفضل الابتعاد تماماً عن تناول المأكولات الدسمة أثناء موجات الحر، حيثُ يسبب هضم الجسم للدهون على فقدان كميات كبيرة من المياه تسبب العطش الشديد، وبالتالى ضعف قُدرة الجسم على تبريد نفسه بالتعرق، إلى جانب الإكثار من الاستحمام.
كما ينصح الأطباء بضرورة الاعتماد على الملابس الصيفية المريحة والمصنوعة من القطن أو الكتان ذات الألون الفاتحة مثل الأبيض، حيث تعمل على عكس الأشعة والحرارة، فى حين تعمل الألوان القاتمة مثل اللون الأسود على امتصاص الأشعة والحرارة، ما يزيد الشعور بالحر، وتناول السلطات والخضراوات يومياً، بالإضافة إلى ضرورة تهوية القدم وتجفيفها بصفة مستمرة، و بالنسبة للفتيات والسيدات يجب عدم المبالغة فى كميات الكريمات والمستحضرات المختلفة على البشرة.