داخل منزلك خطر يهدد صحتك.. أشهر الأمراض المنقولة من الحيوانات الأليفة للإنسان
السبت، 09 يونيو 2018 03:46 م
يحرص كثير من الناس على تربية الحيوانات الأليفة داخل المنازل، إما لحبهم الشديد وولعهم بالحيوانات، أو من باب الوجاهة كما يعتقد البعض، أو ربما من باب تقليد الآخرين من دون وعى بمدى مسئولية رعاية هذه الحيوانات ومتطلباتها، من قطة أو أكثر إلى كلب أو أكثر أو كليهما معا فى بيت واحد أو طيور الزينة، والسلحفاة أو حتى ذلك النوع الذى يفضله البعض من فئران بيضاء، والنتيجة عادة تكون أمراض وحساسية وأعراض صحية غير طبيعية تحيرهم ويتساءلون عن السبب، بينما السبب متحرك أمامهم ليل نهار يشاطرهم حياتهم.
وتشمل الحيوانات المستأنسة للإنسان القطط بجميع أنواعها والكلاب والخيل وطيور الزينة وأسماك الزينة وغيرها، وهناك أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، تكمن خطورتها فى أنها أكثر ضراوة على الإنسان من الأمراض الآدمية، ويمكن تقسيم هذه الأمراض إلى أمراض بكتيرية، وفيروسية، وفطريات وطفيليات ومسببات أخرى، وهذه الأمراض تنقلها القطط والكلاب وطيور الزينة، وغيرها من الأمراض مثل السل البقرى، حيث إن الإنسان يأخذ هذا المرض عن طريق الحيوانات المصابة به، وكذلك مرض "البروسيلا" وهو ما يسمى بحمى البحر أو الحمى المالطية.
تعتبر القطط أشهر أنواع الحيوانات المستأنسة بالمنازل، ولكنها أيضا تعتبر مصدرا قويا للميكروبات والأمراض، فهى مصدر للقمل والبراغيث وبعض الأكاروسات، كما أنها تنقل أمراضا للإنسان مثل "مرض السل والجرب وغيرها"، بالإضافة إلى ما قد تسببه للأطفال والكبار أيضا من "خربشة وعض" وتنقل العديد من أخطر أمراض الجهاز الهضمى للأطفال، خاصة عندما تنام وتأكل وتلعب معهم داخل المنزل، ومن أخطر الأمراض الطفيلية "التكسوبلازموزس"، وينمو طفيل هذا المرض فى أمعاء القطط، ويخرج مع برازها، وحال وصوله إلى سيدة حامل سرعان ما يصيبها بالإجهاض المتكرر، ويمتد آثار هذا الطفيل إلى إحداث التخلف العقلى للأطفال المولودين من أم مصابة به.
ومن أخطر الأمراض التى تصيب مخالطى الحيوانات الأليفة أيضا ذلك المرض الذى تسببه دودة الكلب الشريطية التى تحدث مايسمى بداء "التكيس الديدانى"، وهى دودة صغيرة تعيش فى معدة الكلب، ويخرج بيضها مع البراز، وإذا ما أُصيب بها الإنسان سببت له وجود أكياس تختلف فى أحجامها من حجم الدبوس إلى حجم رأس طفل صغير داخل جسم الإنسان، وتختلف الأعراض لدى المصابين بها حسب أماكن وجودها، حيث إنها إذا وجدت على الكبد سببت أعراضا كبدية، وإذا وجدت على الرئة سببت أعراض الحساسية المعروفة محدثة التهابات رئوية، كما أن الكلاب تنقل عن طريق اللعاب عددا من الأمراض الخبيثة للإنسان مثل "أميبا الفم"، غير أنها مصدرا لـ"قراد الكلاب"، والذى ينقل للإنسان الحمى المخية الشوكية، والحمى الرملية، وحمى القراد الأفريقية، والحمى الراجعة وغيرها، وتعد مصدرا للقمل الذى ينقل الدودة الشريطية للإنسان، وتنقل أمراضا جلدية، إلى جانب مرض "سعار الكلب" الخطير.
الحساسية تأتى على رأس الأمراض التى تسببها الحيوانات الأليفة، مع الأخذ فى الاعتبار أن الحساسية مرض وراثى يصيب الأطفال بنوع من الأكزيما والطفح الجلدى والارتكاريا، مع الاستعدادات للإصابة بالربو، وكثير من الالتهابات فى جفون العين، وتكون الصورة أوضح لدى الأطفال الذين يقتنون حيوانات أليفة فى المنازل، ويرجع ذلك لعدة عوامل إما من الحيوان نفسه، أو من فراء الحيوان أو إفرازاته، فمن المألوف التصاق الأطفال بالحيوان المنزلى عن طريق الملامسة من خلال اللعب والملاطفة، وبالتالى فتزيد فرص إصابة الطفل بالحساسية، ولا ننسى مرض "السالمونيلا" أى ما يسمى بالتسمم الغذائى، حيث إنه يسبب التهابا بالأمعاء إذا ما كانت وصلت إليها أطعمة ملوثة، ويتركز الميكروب المسبب لهذا المرض فى براز الحيوانات المريضة.
تنقل الطيور أيضا للإنسان بعض الأمراض مثل الإصابة بـ"القراد" الذى قد يحمل بعض الأمراض من دم هذه الطيور إلى الإنسان، كما تنقل "حمى الدجاج"، والذى ينقل الميكروب الفيروسى المسبب للحمى المخية فى كل من الخيل والإنسان، كما تنقل طيور الزينة بعض الأمراض التى تنتج عن تلوث المياه ببعض "البروتوزا والبكتريا" والمسببة لـ"الدوسنتاريا"، كما ينقل الحصان للإنسان العديد من الأمراض لعل أهمها الأنفلونزا، والالتهاب الرئوى، والسل، وأميبا الفموديدان، والفلاريا المسببة لمرض الفيل، والتى ينقلها ذباب الخيل للإنسان، ويأتى مرض جنون البقر الذى يعتبر من الأمراض الخطيرة جدا، حيث يسبب تكسيرا أو تحللا فى الخلايا العصبية والمخية للإنسان والحيوان، ويسمى بـ"جنون البقر" حال إصابته الأبقار، بينما يسمى "الفقدان المزمن" حال إصابته البغال والغزلان والظباء، ويسمى المرض "إسكرابى" عندما يصيب الأغنام.
وينصح الأطباء بضرورة اتباع عدة أمور للوقاية من تلك الأمراض، حيث يفضل دائما عدم تربية أى حيوان أو طائر داخل المنازل، منعا لوصول الأمراض والطفيليات للإنسان، وأنه فى حالة تربية تلك الحيوانات والطيور الأليفة يراعى إجراء الكشف الدورى عليها بواسطة الطبيب البيطرى وعلاجها فورا، كما يجب تجنب ملامسة الأطفال والكبار على حد سواء للحيوانات، ومراعاة عدم نوم الكلاب أو القطط فى مكان نوم الإنسان أو فى السرير، إلى جانب عدم اشتراك الحيوان والإنسان فى طبق واحد أو غذاء واحد، واستمرار غسل الأيدى، خاصة بعد ملامسة الحيوانات.