لصوص ولكن ظرفاء.. ترامب يسخر من العراق بمساعدات إنسانية بعد 27 سنة سرقة
السبت، 09 يونيو 2018 10:12 ص
27 سنة تقريبا مرت على دخول الولايات المتحدة الأمريكية العراق للمرة الأولى، عقب غزو الكويت في مطلع التسعينيات، و14 سنة على احتلالها بشكل كامل ودخول بغداد في 2003، وخلالها نهبت واشنطن كثيرا من ثروات العراق، وما زالت.
في خطوة مثيرة للسخرية، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوزيع مساعدات على الأقليات المسيحية والإيزيدية في العراق، من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فيما يبدو أنه إحسان ممن استغل ثروات العراق وحقق مليارات منها.
في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس العراقي أطلقت الولايات المتحدة وقوى دولية، من خلال مظلة الأمم المتحدة، ما عُرف بـ"برنامج النفط مقابل الغذاء"، وفيه فرضت على العراق شروطا وأسعارا مجحفة لقاء ثرواتها النفطية، ولكن يبدو أن هذا الأمر لم يقنعها، فقررت لاحقا غزوها مباشرة.
مع غزو العراق في ربيع العام 2003، احتلت الولايات المتحدة الأمريكية كامل مساحة البلد الغني بالثروات النفطية، وعلى مدى 14 سنة نهبت مئات المليارات من الدولارات، في وقت كانت تتمتع فيه بالسلطات الأمنية والتنفيذية والسياسية أيضا، ولا رقيب عليها في ممارساتها، ولاحقا عقب تشكيل حكومة عراقية والاقتراب من استقرار الحياة السياسية، غيرت واشنطن استراتيجيتها لاستنزاف ثروات العراق، عبر ما يُعرف بجهود ومشروعات إعادة الإعمار، بينما كانت وحدها السبب المباشر في الخراب.
خطوة ترامب الأخيرة بشأن فتات المساعدات الذي لا يوازي واحدا في المليون مما نهبته الولايات المتحدة من العراق، تأتي في إطار التوظيف الإعلامي أكثر من كونها تحركا إنسانيا وتحملا لمسؤولية مباشرة عما وصل له العراق، وقد ذكر البيت الأبيض فى بيان أوردته قناة الحرة الإخبارية الأمريكية صباح اليوم السبت، أن هذه الخطوة تهدف لاستبدال برامج الأمم المتحدة التي وصفها بالبطيئة وغير الفعالة.
كان مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي، قد أكد فى بيان سابق أنه طلب من رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مارك جرين، السفر إلى العراق وإعداد تقرير شامل حول أى مشكلات يمكن أن تؤدى لتأخر وصول المساعدات للأقليات.