المشهد العراقي يزداد تعقيدا.. بغداد بين تدخل جديد للناتو وأزمة انتخابات البرلمان
الجمعة، 08 يونيو 2018 06:00 م
حالة عدم استقرار تشهدها العراق، في ظل قرارات البرلمان العراقي بشأن نتائج الانتخابات البرلمانية، وإعادة الفرز في نسب من نتائج الانتخابات، بجانب إعلان حلف شمال الأطلسي اليوم الجمعة بمهمته الجديدة في بغداد.
مهمة جديدة للناتو
المهمة الجديدة التي أعلن عنها حلف الناتو الذي كشف عن زيادة تواجده في العراق خلال الفترة المقبلة، تأتي بعد ما يقرب من 60 يوما على قرار التحالف الدولي بإنهاء وجوده في بغداد بعد أن تم التخلص من تنظيم داعش الإرهابي، حيث تفتح خطوة الناتو تساؤلات عديدة هو الأهداف الخفية وراء هذا القرار من حلف الناتو؟ وهل هو محاولة للإبقاء على القوات الأجنبية أطول فترة ممكنة في بغداد؟
وكالة «سبوتنيك» الروسية، نقلت عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، تأكيده استعداد الناتو لزيادة وجوده في العراق، موضحا أن الناتو يدعم العراق وعليه التحقق أن كل التحديات مسيطر عليها لعدم رجوع إرهاب داعش إليها، لذلك سندرب القوات العراقية وسنبدأ مهمة جديدة لبناء مدارس وأكاديميات عسكرية لتمكينهم من محاربة الإرهاب فيما بعد، والاتحاد الأوروبي أيضا سيزيد وجوده في العراق لتدريب القوات العراقية.
إعادة فرز الانتخابات العراقية
القرار الذي أعلن عنه حلف الناتو يأتي تزامنا مع حالة التعقيد التي تشهدها نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، عبد إعلان البرلمان العراقي إعادة الفرز يدويا لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، في عدد من اللجان الانتخابية.
في هذا السياق، وصفت صحيفة «العرب» اللندنية، قرار البرلمان بإعادة فرز الانتخابات يدويا بأنه محاوة للالتفاف الجزئي على النتائج التي تهدد تأثير نفوذ الأحزاب الموالية لإيران داخل العراق، وهي أحزاب ذات الأغلبية في البرلمان الحالي، والهدف منه ليس تغيير نتائج الكتل الفائزة بالمراتب الأولى، وإنما تغيير نتائج الكتل الصغيرة بالشكل الذي قد يفضي إلى تغيير معادلة تشكيل الحكومة، موضحة أن ما قام به البرلمان بأنه يشبه انقلابا أبيض يهدف إلى إحداث التوازن بين الموالين لإيران والساعين للتحرر من سيطرتها، ومنهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
أبرز الخاسرين من نتائج الانتخابات العراقية
الصحيفة قالت إن تحالفي بغداد والأنبار هويتنا، التابعين لحزب الحل العراقي، بجانب الاتحاد الوطني الكردستاني، هي الأطراف التي ستخسر بعض مقاعدها، بسبب العد والفرز اليدويين للأصوات، موضحة أن انتهاء ضجة تزوير الانتخابات عند هذا الحد ربما يكون موضع رضا مختلف الأطراف، لا سيما الفائزة منها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإجراءات القضائية الأخيرة التي ستخضع لها النتائج لن تغير ترتيب الفائزين في المقدمة، وربما لن تتسبب أيضا في تغيير عدد مقاعد كل منهم، بل سينحصر أثرها في بعض الدوائر السنية والكردية، حيث سجلت اعتراضات معززة بأدلة دامغة، مؤكدة في ذات السياق، أن تعديل قانون الانتخابات لم ينص بأي حالة من الحالات على إلغاء أو إعادة الانتخابات، بل هو نص على طريقة تصحيحية للشكوك الموجودة في العملية الانتخابية وهي طريقة الفرز والعد اليدويين.