الدولار يتراجع والذهب يرتفع.. سر علاقة "توم وجيري" بين العملة الخضراء والمعدن الأصفر

كلما تراجع الدولار توفرت فرص كبيرة للذهب، ومع تراجع الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إحدى أبرز الوجهات الاستثمارية لكثير من رؤوس الأموال، يتجه كثيرون من المستثمرين للذهب. 

العلاقة بين الدولار والذهب تبدو أقرب إلى علاقة الصراع، أو علاقة "توم وجيري" في أفلام والت ديزني الشهيرة عن مطاردة القط للفأر، إذ تجمع العملة الخضراء والمعدن الأصفر مستويات أداء عكسية في حضورها على قائمة الاستثمارات أو الملاذات التي يلجأ لها المستثمرون.

لأن الذهب ملاذ استثماري آمن، فإن كثيرين من المستثمرين يتعاملون معه كمخزن مستقر للقيمة، وهذا القدر من الثبات يمنحه قدرة على امتصاص فوائد القيمة واهتزازات الاقتصادات العالمية أو تراجع أداء العملات الوطنية، وفي هذا الإطار ارتفعت في تعاملات اليوم الأربعاء أسعار الذهب العالمية، مدعومة بتراجع الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة، لكن توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية الأسبوع المقبل حدّت من المكاسب المتوقعة نوعا ما.

بحسب مؤشرات الأداء، فقد زاد الذهب في المعاملات الفورية 0.3% وصولا إلى 1298.98 دولار للأوقية، كما ارتفع سعر الذهب اليوم في العقود الأمريكية الآجلة تسليم أغسطس المقبل بنسبة 0.1% مسجلا 1303.10 دولار للأوقية.

وفي هذا السياق يقول مارك تو، مدير الأبحاث لدى مجموعة وينج فونج المالية في هونج كونج، إن "التوترات الجيوسياسية تقدم دعما محدودا فحسب لأسعار الذهب، بينما تعافي الاقتصاد الأمريكي قد يدفع البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة مجددا هذا العام، ومن ثم فإن الزخم الصعودي للذهب ليس قويا".

وقد تسارع نشاط قطاع الخدمات الأمريكي في مايو الماضي، ما يشير إلى نمو اقتصادي قوي في الربع الثاني من العام، ويعزز مبررات رفع أسعار الفائدة الأمريكية في الأسبوع المقبل، وقد يتضرر الطلب على الذهب جراء رفع أسعار الفائدة كونه من الأصول التي لا تُدر أي عوائد، وإن ظل محتفظا بقيمته، لكن تراجعا طفيفا في عوائد السندات الأمريكية ونزول الدولار يدعمان المعدن الأصفر المقوم بالعملة الأمريكية.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من 6 عملات رئيسية، بنسبة 0.2% وصولا إلى 93.705، وتراجعت عوائد سندات الخزانة أمس الثلاثاء، مع إقبال المتعاملين على شراء الديون الحكومية منخفضة المخاطر، بعدما تعهد رئيس الوزراء الإيطالي الجديد بتبني سياسات اقتصادية قد تزيد عبء الديون الثقيل بالفعل على البلاد.

ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6% إلى 16.55 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.3% مسجلا 903.50 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاديوم 0.1% إلى 994.50 دولار للأوقية.