التحذير العراقي لـ"أردوغان".. هل تفتح الباب للصدام المباشر بين "بغداد وأنقرة"؟
الثلاثاء، 05 يونيو 2018 11:00 م
تتصاعد حدة الأزمة بين كل من العراق وتركيا، على خلفية الضربات العسكرية التي تشنها قوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في انتهاك صارخ لسيادة العراقية، وهو ما سلط عليه الضوء حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، خلال الساعات الماضية.
تهديد تركيا للعراق
ويستخدم أردوغان، ذريعة تهديد الأكراد لأمن تركيا، في ضربهم في كل من سوريا والعراق، دون تنسيق مع الدولتين، رغم رفض حكومة البلدين هذا التدخل التركي، بل إن الرئيس التركي دائما ما يواصل تصريحاته العنترية بشأن مواصلة تركيا ضرب الأكراد.
تحذير عراقي شديد اللهجة، خرج اليوم من حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق، دعا فيه الرئيس التركي إلى احترام السيادة العراقية، بينما جاءت تصريحات الرئيس التركي لتعلن فيها أنقرة مواصلة سياساتها التحريضية ضد العراق، ويعلن فيها الرئيس التركي أن أنقرة ستواصل عملياتها العسكرية في العراق لضرب الأكراد.
أردوغان يواصل تصعيده
ونقل موقع "روسيا اليوم"، عن الرئيس التركي، تأكيده أن القوات التركية ستواصل عملياتها العسكرية في سوريا والعراق حتى القضاء على آخر إرهابي يصوب سلاحه نحو تركيا – على حد زعمه، لافتا إلى أن قوات بلاده ستدخل قضاء سنجار في شمال العراق، إذا اقتضى الأمر ذلك، في إطار حملتها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، وأنه تم تحييد 4497 مسلحا كرديا في منطقة عفرين شمال سوريا، فضلا عن تحييد 446 مسلحا في شمال العراق و443 آخرين في الأراضي التركية.
كما واصل الرئيس التركي مزاعمه بأن أنقرة تمكنت من هزيمة حزب العمال الكردستاني من خلال عمليات ناجحة خلال العامين الماضيين، وبدأت باتخاذ الخطوات اللازمة لتجفيف مستنقعات الإرهاب الأخرى بعد عفرين، داعيا المواطنين إلى عدم الاكتراث بالتقلبات الأخيرة لسعر العملة الوطنية الليرة، واصفا إياها بمضاربات تستهدف تركيا.
تحذير عراقي لتركيا
تصريحات الرئيس التركي قابلها، تحذير من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي دعا أنقرة إلى احترام سيادة بلده في نهجها تجاه المسلحين الأكراد.
وقال الموقع الروسي، إن تصريحات حيدر العبادي تأتي تزامنا مع ما تشهده المناطق الشمالية العراقية من عمليات عسكرية تركية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، حيث استنكر رئيس الوزراء العراقي قرار أنقرة البدء بملء سد إليسو الذي أنشئ على منبع نهر دجلة في الأراضي التركية في اللحظة الراهنة، لافتا إلى أن الحكومة التركية تعمدت هذا التوقيت في ملء السد بغض النظر عن المطالب العراقية، وتابع أن الموضوع سياسي وانتخابي، حيث تسعى أنقرة إلى استغلال السد كورقة لكسب أصوات المزارعين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة المقرر إجراؤها في 24 الشهر الجاري.
تصريحات رئيس الوزراء العراقي، فتحت الباب واسعا حول مدى إمكانية حدوث صدام بين العراق وتركيا، خاصة في عدم عدم توقف قوات أردوغان عن استهداف الشمال العراقي، رغم تحذيرات العراق للقوات التركية من الاستمرار على هذا النهج.
وكانت بغداد حذرت منذ عدة أشهر أيضا، أنقرة مع بدء عمليات تركيا العسكرية ضد الشمال عراقي، بأن العراق سيكون لها رد حاسم على تلك الانتهاكات التركية ضد أراضيها، إلا أن أنقرة لم تعبأ بتلك التحذيرات وواصلت عملياتها العسكرية مخالفة بذلك كل القوانين الدولية.