فى اليوم العالمى للبيئة.. كيف تحول البلاستيك إلى أكبر قاتل فى الكون؟

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمى للبيئة، والذى رفع شعار "التغلب على البلاستيك"، وهو أمر قد يبدو غريبا بعض الشيء لدى الكثيرين فى عالمنا خاصة أن البلاستيك هو مادة لا تكاد تخلو منها أى صناعة فى العالم، كما لا يوجد منزل فى العالم لا يتواجد به عشرات من القطع البلاستيكية لكافة استخدامات الحياة.

الأكياس البلاستيكية القاتل الصغير بـ "5قروش"

لم تكن "الأكياس البلاستيكية معروفة قبل الستينات، إذ أنها اخترعت عام 1965 فى السويد، بحسب "الأمم المتحدة"، وظل العالم يستخدمها بديلا عن الأكياس الورقية، وظل الأمر طبيعيا إلى أن بدأ العالم فى 1997 اكتشاف الكارثة التى ولدها ثلاثين عاما من استهلاك الأكياس البلاستيكية، حين اكتشف الباحث الأمريكى تشارلى مور دوامة من النفايات شمال المحيط الهادئ، تتراكم فيها أطنان من النفايات البلاستيكية، وهو ما يهدد الكائنات البحرية.

فى عام 2002 تسببت المخلفات البلاستيكية فى كارثة إنسانية فى بنجلاديش، حين تسببت فى انسداد شبكات الصرف الصحى وهو الأمر الذى لم يساعد على تسريب مياه الفيضانات التى اندلعت فى تلك البلاد، وتسبب فى مضاعفة خسائر الفيضانات، وهو الأمر الى استدعى بانجلاديش لإصدار قرار بحظر الأكياس البلاستيكية فيها، لتكون أول دولة فى العالم تتخذ هذا القرار.

العالم يتجه لوداع الأكياس البلاستيكية

بعد ان اتخذت بنجلاديش هذا القرار بحظر الاكياس البلاستيكية سارت على طريقها 40 دولة فى العالم، كان آخرها كينيا التى فرضت القانون الأكثر صرامة فى العالم تجاه الأكياس البلاستيكية بوضع غرامة حدها الأدنى 19 ألف دولار وحدها الأقصى 38 ألف دجولار، وكذلك عقوبة قد تصل للسجن 4 سنوات فى حال الترويج لهذه الأكياس وبيعها!.

فى السودان والمغرب العربيان تم حظر استخدام الأكياس البلاستيك فى 2016، وبحلول عام 2019 فسيصبح استخدام الأكياس البلاستيكية ممنوعا فى الاتحاد الأوربى بشكل تام، بعد أن كان مسموحا باستخدامها ولكن مفروض عليها ضرائب باهظة.

أموال مهدرة وتحذيرات عالمية

تقدر الأمم المتحدة أن كل دقيقة تمضى فى العالم يتم استهلاك 1 مليون كيس بلاستيك فيها، أما فى مصر فيقدر برنامج النمو المستدام بمركز البيئة والتنمية الإقليمية أن مصر تستهلك فيها 12 مليار كيس بلاستك فى العام الواحد، تسببت بحسب المركز فى انسداد الصرف الزراعى وهو ما يرفع نسبة الملوحة فى بعض الترب ويعرض العديد من المحاصيل للتلف.

وضرب المركز مثالا بانتشار القناديل البحرية فى الساحل الشمالى العام الماضى، قائلا إن سببها هو غياب عدوه الطبيعى والمتغذى عليه وهو "السلحفاة البحرية"، والتى ماتت بسبب الأكياس البلاستيكية، إذ أنها تظنها "قناديل بحر" فتأكلها وينتهى به الأمر موتا مخنوقة، مما قلل أعدادها وزاد من انتشار قناديل البحر التى قد تسبب فى إغلاق شواطئ كاملة لأيم وبالتالى خسارة كل الاستثمارات المبنية عليه.