نحسم الجدلية القديمة الجديدة.. هل موعد صلاة الفجر في مصر خاطئ؟
الثلاثاء، 05 يونيو 2018 11:00 م
لابد أنك صادفت منشورا على مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية، يتحدث عن عدم دقة موعد أذان الفجر في مصر، وربما قام أحد من أصدقائك بإعادة نشره مصحوبا بعبارة مثل «طلعنا بنصلي ونصوم غلط»، أو غيرها من العبارات الغاضبة، أو ربما المستفسرة.
لا تقلق فهذا نقاش قديم جديد، طرح منذ سنوات طويلة، وقلب على كل جوانبه، والجديد هذه المرة أن «هوجة السوشيال ميديا» وضعت بصمتها على المسألة.
الفجر الكاذب والفجر الصادق
عليك أن تعرف أولا أن هناك ما يسمى بالفجر الكاذب و الفجر الصادق، الفجر الكاذب هو ظاهرة فى الصيف تسمى الشفق البروجي، عبارة عن تشتت بعض الضوء القادم من الشمس بفعل الغلاف الجوى فيبدو كأنه بداية للشروق، أما الفجر الصادق فهو ظهور الضوء الأبيض من اتجاه شروق الشمس.
لكن المشكلة الحقيقية أننا وبسبب تلوث الضوء فى المدينة لا نستطيع أن نرى لا الفجر الصادق ولا الكاذب!، نتيجة شدة أضواء المدينة التى أصبحت تحجب عنا الكثير من رؤية الظواهر الفلكية الطبيعية.لذا فلم يعد هناك أى مجال لشخص ما أن يزعم بأنه يرى الفجر أو لا يراه، وهو الأمر الذى يحيلنا إلى رجال العلم، الذين وضعوا معايير فلكية لبداية ظهور الفجر، وهى أن تكون الشمس تحت الأفق بدرجة معينة حددتها لجنة مشتركة عملت لسنوات طويلة خلال السبعينات، واستقرت أن توقيت الفجر الصحيح هو عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية 19.5 درجة.
مجمع البحوث الإسلامية يحذر: لا تستمعوا لمن يقولون إن توقيت الفجر خاطئ
اتصلنا بالدكتور محي الدين العفيفي، أمين مجمع البحوث الإسلامية الذي قال لـ«صوت الأمة» إن فئة من الناس من تيارات معينة تعودت قبيل رمضان وبالتزامن إثارة هذا الموضوع، موجها رسالة، يقول فيها : «نحذر جميع المسلمين من الاستماع لمثل هذه المسائل، والتصريحات والكلام غير المسؤول وهناك بحوث موجودة فى مجمع البحوث منذ سنوات، وقد حسم مجمع البحوث الأمر، وأن المجمع يتابع مثل هذه الأقوال التى تثار قبل شهر رمضان كل عام، فقط لأجل تشكيك الناس فى التوقيت وإيقاعهم فى الحرج والحرام».
العفيفى أكد أيضا لـ«صوت الأمة» أن تحديد موعد صلاة الفجر تم عبر جمع بين آراء العلم الفلكية والشرعية ولا تتم المسألة دون أصول واضحة، مشيرا إلى أن هذه مسألة قديمة قتلت بحثا، ونحن نحذر جميع المسلمين فى مصر من الاستماع لهذا الكلام غير المسؤول.
لماذا يؤذن الفجر فى القاهرة قبل مكة؟
دار الإفتاء بدورها كانت قد أصدرت بيانا توضح فيه المسألة قبل عدة أيام، وعن كون إقامة أذان الفجر فى مكة المكرمة قبل القاهرة، فأكد البيان أن المسألة ليست متعلقة فقط بـ "خطوط الطول" ولكنها تتعلق أيضا بخطوط العرض، نظرا لأن محور الأرض يميل بزاوية 23.5 درجة ما يجعلنا ينبغى أن نأخذ خطوط العرض فى الحسبان، لذا فإن مدينة القاهرة فى المقارنة يجب أن تتم بمدينة "سكاكا" فى أقصى الشمال السعودى، والتى يؤذن فيها الفجر قبل القاهرة بنصف ساعة كاملة.
كما أن أقرب مدينة للمقارنة بمكة المكرمة هى "حلايب وشلاتين" والتى يبلغ فارق توقيت الآذان بينها وبين مكة 5 دقائق فقط لا غير.
معهد البحوث الفلكية: ننتظر حكم القضاء فى المسألة
أما الدكتور حاتم عودة مدير المعهد القومى للبحوث، أكد لـ «صوت الأمة» أن المعهد يحجم عن الحديث فى تلك المسألة، واتخذ قراره بعدم الحديث فيها إلا بعد أن يحكم القضاء فى القضية المرفوعة من إمام مسجد فى المنوفية واستاذ جامعى، ضد المعهد والإفتاء والمساحة والأوقاف، يعى فيها بأن موعد صلاة الفجر خاطئ، وأن المعهد احتراما منه للقضاء، لن يصدر أى تصريحات بهذا الشأن حتى موعد الحكم فى القضية خلال يوليو القادم.