"معانا أو ضدنا".. واشنطن تخير الدوحة بين قطع العلاقات مع طهران أو انتظار العقوبات

يزداد يوميا الخناق على قطر، بسبب العلاقات الوثيقة التي أقامها النظام القطري وعلى رأسه تميم بن حمد، مع إيران، في ظل سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ضد طهران منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 12 مايو الماضي، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

سياسة الدوحة مع طهران

الدوحة من ناحيتها تستخدم سياسة "الازدواجية" ففي الوقت الذي يهاجم فيه وزير خارجيتها محمد عبد الرحمن، إيران خلال إحدى اللقاءات التلفزيونية الأمريكية، نجد تتعزيز علاقات وتطبيع مباشر بين النظامين القطري والإيراني، وهو الأمر الذي أزعج كثيرا الولايات المتحدة الأمريكية، التي لوجت مرارا بأنها ستعاقب حلفاء طهران في ظل الاستراتيجية التي أعلن عنها مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي خلال عدة أسابيع.

قط ستجد نفسها مضطرة خلال الفترة المقبلة إما أن تختار أن تظل حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وتضطر للانقلاب على إيران، أو تختار استمرار العلاقات المتبادلة بين الدوحة وطهران، وبالتالي ستنتظر عقوبات أمريكية جديدة عليها حلال أقدمت على هذا الأمر.

واشنطن تحظر قطر

ويبدو أن اختيار الدوحة لطهران على حساب الولايات المتحدة الأمريكية، صعبا للغاية، خاصة في ظل خشية طهران أن تقدم واشنطن على نقل القاعدة الأمريكية "العديد" من الدوحة، وأن ترفع الإدارة الأمريكية يديها عن تنظيم الحمدين، خاصة أن الدوحة أبرمت خلال الفترة الماضية صفقات عسكرية كثيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة خلال الزيارات التي أجرها تميم بن حمد لواشنطن خلال الأشهر الماضية، وكذلك وزير الدفاع القطري محمد العطية والذي أعلن خلال زيارته بأنه قطر ستزيد من استثماراتها داخل الولايات المتحدة، وهو ما اعتبره مراقبون حينها أنها محاولة لاستمالة واشنطن لاتخاذ نفس الموقف القطري والدفاع عنها في أزمتها مع الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب.

الكاتب الكويتي، أحمد الجارالله، سلط الضوء على التطورات التي ستشهدها العلاقة بين إيران وقطر خلال الفترة المقبلة، في ظل الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ضد طهران.

وقال الكاتب الكويتي، في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر": هناك شويه تطورات على موضوع قطر، هذه المره تحرك قطري بعيد عن المكابره السائدة، والسؤال هذا التحرك هل ستقبل به دول المقاطعة أم أنها ستطلب إجراءات آوليه لإبداء حسن النية؟

واضاف أحمد الجارالله، أن الولايات المتحدة الأمريكية، طلبت من قطر أن تتفهم أمر التحالف معها وأن تتفهم الشروط الأمريكية الإثنا عشر التي طالبت أمريكا إيران أن تراعيها إذا تريد إيران علاقات متوازنه مع أمريكا وهي شروط تنطبق على كل حلفاء.

ولفت أحمد الجارالله، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقه الحليف يا مع أمريكا يا مع إيران الآن حلفاء إيران في وضع حرج بتحالفهم الأمريكي.

مطالبات لقطر بالاستجابة بمطالب واشنطن الـ12

الدوحة ستكون مطالبة بكل تأكيد بأن تختار إما أن تستجيب للطلب الأمريكي، وتنفذ المطالب الـ12 شرطا الذين حددهم مايك بومبيو، وإما تنتظر سياسة أمريكية مختلقة تجاه تنظيم الحمدين، وهو ما يخشاه النظام القطري الذي يعقول كثيرا على القمة الخليجية الأمريكية المقرر لها في سبتمبر المقبل، لمناقشة الأزمة الخليجية.

اتصالات ترامب مع أمير قطر خلال الفترة الأخيرة جميعها كانت تتحدث عن الخطر الإيراني في المنطقة العربية، وضرورة أن تواجه قطر هذا الخطر، وهو ما يؤكد أن ترامب سيسعى للضغط على قطر خلال الفترة المقبلة لقطع علاقاتها ضد نظام الملالي.