هل يعد فوز " لاريجاني" برئاسة البرلمان الإيراني هزيمة للمعتدلين؟.. متشددو طهران يحكمون

الإثنين، 04 يونيو 2018 11:21 م
هل يعد فوز " لاريجاني" برئاسة البرلمان الإيراني هزيمة للمعتدلين؟.. متشددو طهران يحكمون
حسن روحانى
كتب أحمد عرفة

انعكست التحديات التي تواجهها إيران على المستوى الداخلي من تزايد قوة الثورة الإيرانية ضد نظام الملالي، أو الخارجي فيما يتعلق بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، والتهديدات الإسرائيلية  بتوجيه ضربة عسكرية  ضد إيران، على الانتخابات التي شهدها رئاسة البرلمان الإيراني التي أسفرت عن إعادة انتخاب علي لاريجاني رئيسًا لمجلس الشورى الإسلامي.


لاريجاني يسعى لأن يكون خليفة روحاني

دراسة أعدها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، كشفت عن مساعي رئيس المجلس الشورى الإسلامي الحالي، إلى أن يصبح الرجل الأول في إيران، في ظل طموحات لاريجاني لأن يصبح رئيس إيران المقبل خلفا لحسن روحانى.

download
 

 

الدراسة أكدت أن إعادة انتخاب علي لاريجاني رئيسًا لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني كشفت حرص النظام الإيراني خلال الفترة الحالية على عدم إجراء تغيير في توازنات القوى السياسية، ربما انتظارًا لتبلور تداعيات التطورات الطارئة على الساحة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالمسارات المحتملة للاتفاق النووي، الذي يتعرض لتحديات عديدة بسبب الانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه وعدم قدرة الدول الأوروبية حتى الآن، على تقديم ما تعتبره إيران ضمانات لاستمرار العمل به في المرحلة القادمة.


هزيمة تيار المعتدلين

وأشارت الدراسة إلى أن تيار المعتدلين في إيران حقق النتائج الأبرز في انتخابات مجلس الشورى الأخيرة التي أجريت في عام 2016، كان قريبًا جدًا من انتزاع منصب رئيس البرلمان من تيار المحافظين، حيث نجح زعيم كتلة "أوميد" في المجلس محمد رضا عارف في الحصول على المركز الأولى خلال الجولة الأولى للانتخابات، بـ114 صوتًا، يليه علي لاريجاني بـ101 صوتًا، ثم النائب المحافظ حميد رضا حاجي بابائي بـ54 صوتًا، وهو ما دفع المحافظين الأصوليين، إلى ممارسة ضغوط على بابائي، من أجل الانسحاب لصالح لاريجاني، وهو ما تحقق بالفعل في النهاية، على نحو عزز من فوز الأخير بالمنصب مرة أخرى، حيث حصل على 147 صوتًا مقابل 123 صوتًا لعارف.

 

download (1)
 

 

ولفتت الدراسة إلى أن المحافظين الإيرانيين يسعون لفرض سيطرتهم على معظم مؤسسات صنع القرار في النظام، بالتوازي مع تصاعد حدة التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتدشين مرحلة جديدة من العزلة والعقوبات الدولية على إيران بسبب برنامجها النووي ودورها الإقليمي، وذلك لا ينفصل أيضًا عن محاولات المحافظين منع تيار المعتدلين من تمرير مشروعاته السياسية خلال المرحلة القادمة، وخاصة بعد نجاح الأخير في استصدار قرار من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان بالمصادقة على لائحة انضمام إيران إلى معاهدة حظر تمويل الإرهاب "FATF"، في 29 مايو 2018، مع وضع شروط متعددة لتفعيل ذلك.

  تعزيز قدرة المعتدلين على فتح القضايا الخلافية

وأوضحت الدراسة أن استمرار هذا النهج يعني تعزيز قدرة المعتدلين على فتح القضايا الخلافية الأخرى التي تحظى باهتمام خاص من جانب القاعدة الانتخابية المؤيدة لهم، وخاصة فيما يتعلق بقضية الإقامة الجبرية المفروضة على كل من مير حسين موسوي ومهدي كروبي زعيمى حركة الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو 2009 وأسفرت عن فوز الرئيس السابق أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية.

ولفتت الدراسة إلى أن نجاح لاريجاني في الاحتفاظ بمنصبه لا يمثل هزيمة كاملة للمعتدلين، لاعتبارات عديدة، يتمثل أهمها في أن لاريجاني كان حريصًا خلال الفترة الماضية على مواصلة التنسيق مع المعتدلين، على نحو دفعهم إلى إفساح المجال له للفوز بمقعد مدينة قم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، كما حرص على الوصول إلى توافق معهم حول القضايا والملفات التي تحظى باهتمام خاص من جانب الحكومة.

1
 

 

   ويمثل هذا التوافق آلية مستقرة سعى لاريجاني إلى مواصلة تبنيها خلال الأعوام الأخيرة، حيث تمكن من الاحتفاظ بقنوات تواصل مع كل القوى السياسية الرئيسية، حتى في ظل اتساع نطاق الصراع فيما بينها.

   وتوقعت الدراسة، أن لاريجاني يسعى إلى تعزيز فرصه في الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة التي سوف تجري في عام 2021، وهو الهدف الذي حاول تحقيقه أكثر من مرة إلا أنه كان يتعرض باستمرار لضغوط من أجل الانسحاب ودعم بعض المرشحين الآخرين، حيث أن لاريجاني يرى أن عدم ترشح الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي تولى منصبه لفترتين متتاليتين، في الانتخابات القادمة يمكن أن يدعم قدرته على الوصول إلى هذا المنصب، خاصة أن ذلك سوف يُعرِّض تيار المعتدلين لأزمة داخلية بسبب عدم وجود شخصية تحظى بإجماع داخله يمكن أن تترشح للانتخابات القادمة وتحافظ على الرصيد السياسي للمعتدلين الذي تحقق في الأعوام الأخيرة، إلا أن هذه الطموحات ربما تواجه عقبات لا تبدو هينة، أهمها أن هناك منافسين عديدين للاريجاني، خاصة من داخل تيار المحافظين الأصوليين، ربما تتعزز فرصهم في ظل الضغوط الدولية التي تتعرض لها إيران حاليًا، على غرار إبراهيم رئيسي المشرف على العتبة الرضوية في مدينة مشهد والمرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق