العاصوف مسلسل سعودي يثير العاصفة.. والإخوان المسلمين «في الكنافة»
الإثنين، 04 يونيو 2018 11:09 م
بعد أن تسطر تاريخك بالدم وقتل الأبرياء بداعي الدفاع عن الدين، والوكالة عن الله في هدي العباد وتهذيب البلاد، لا تنتظر أن يأتي أناس عايشوا فجرك وشهدوا عليهم بأيديهم وألسنتهم، فيكتبون التاريخ ويجسدونه برواية أو فيلم أو مسلسل، فيصورونك ملاكاً من السماء ملأ الأرض بالخير وتراتيل السلام.
جماعة الإخوان الإرهابية، التي تترفع منذ نشأتها على أي نقد من أي فرد أياً كان درجة اتفاقه أو اختلافه معها، هاجت وماجت على مدار الأيام الماضية، بسبب عمل درامي سعودي، يؤرخ للفترة ما بين 1970 و1975، ويكشف كيف دخلت جماعة الإخوان السعودية، وتوغلت بين أطياف المجتمع، ناشرة فكرها الإرهابي المتطرف.
العاصوف، مسلسل سعودي مأخوذ من رواية الكاتب السعودي الراحل عبد الرحمن الوابلي «بيوت من تراب»، ومن إخراج السوري المثنى صبح، الذي لم تمنعه جنسيته عن الإلقاء بتهمة نشر تنظيم الإخوان المسلمين داخل الأراضي السعودية، على شيخ وفتاة يحملان الجنسية السورية.
ينقل المسلسل شكل الحياة السعودية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في الفترة من 1970 حتى 1975، كيف يتعلم الشباب، كيف يتاجرون ويسافرون ويتزوجون، المهن التي عليها إقبال كثيف، ومن لم يكن معروفاً من المهن واستحدث عند الحاجة.
بدأ التلميح في المسلسل إلى نشاط جماعة الإخوان المسلمين في السعودية، عندما أظهر المخرج جارة سورية متشددة دينياً وترفض أن تخلع العباءة حتى داخل المنزل وبين النساء وتطلب منهم إطفاء الراديو لأنها لا تسمع الأغاني في حين أن بنات العائلة السعودية يخبرنها بأنهن يرقصن دائماً ويستمعن للأغاني، بعدها تظهر الجارة السورية التي تسكن في الحارة مع شقيقها الشيخ، في زيارة لعائلة الطيان – نسبة الى مهنة بناء البيوت من الطين- وقد أحضرت معها الكنافة والتي كان لا يعرفها السعوديون في تلك الفترة وتسألها صاحبة البيت السعودي كيف تأكل الكنافة؟ فتشرح لهم الجارة السورية طريقة أكلها.
النقاد والنشطاء السعوديين، قالوا إن المخرج أوصل رسالة واضحة مفادها أن التطرف شأن خارجي، قدم إلى السعودية عبر أفراد التنظيم الدولي للإخوان، المتجنسين بجنسيات عربية مختلفة كالسورية، وعندما دخلوا هذا المجتمع السعودي وجدوا أن لديهم معرفة بشئون لازالت غائبة عن سكان شبه الجزيرة العربية، معرفة بمأكل وملبس ومشرب، نشروها وفي خططهم استغلال الأمر لاستقطاب أسر بأكملها نحوهم، ليتمكنوا من بث سموم أفكارهم بكل سهولة.
ما كان للمخرج أن يعرض لدور الإخوان في هذه الفترة وتحركاتهم في المنطقة، دون أن يضع معهم في جملة مفيدة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي سيقوم أحد الأشقاء الثلاثة في عائلة الطيان بحرق صورته بعد وفاته، لا لشيء سوى بتأثره بأفكار جاره السوري الممثل لجماعة الإخوان الإرهابية التي لم تكره شيئاً على وجه البسيطة مثلما كرهت عبد الناصر، بينما شقيق «الطيان» الذي درس الحقوق في القاهرة، يبكي على رحيل الزعيم، الذي رأى بأم عينه مقدار حب شعبه له، وانجازاته في وطنه.
المشهد الذي أثار الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فسره البعض بأنه تلميح إلى بداية فرار أعضاء جماعة الاخوان الارهابية من مصر في الثمانينات إلى الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، بعد أن أمن لهم الملك فيصل حينها الحماية وفتح لهم الأبواب بسبب اضطهاد عبد الناصر لهم.
يواجه المسلسل، الذي تم انتاجه في 2017، وأجل عرضه للموسم الرمضاني 2018، هجوماً ليس هيناً من قبل بعض النشطاء السعوديين، الذين يتهمون المسلسل بأنه يصور المرأة السعودية على أنها بلا حياء حيث تظهر في أحد المشاهد وهي تروي لصديقتها عما حدث معها ليلة الدخلة، وغيرها من الأحداث والمشاهد التي يرى النشطاء أنها تدعو إلى الرذيلة، وتصور انتشارها في هذه الفترة على غير الحقيقة.