نهر من الحليب والدخل القومي.. خطة قومية مصرية للنهوض بصناعة الألبان

الإثنين، 04 يونيو 2018 06:00 م
نهر من الحليب والدخل القومي.. خطة قومية مصرية للنهوض بصناعة الألبان
الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي
كتب محمد أبو النور

أثار حديث الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، حول اتجاه الحكومة للتركيز على إنتاج الألبان، ضمن خطة قومية لزيادتها خلال الفترة القادمة، ردود أفعال متباينة، على اعتبار أنّ الألبان مكون غذائي هام لجميع المراحل العمرية، ويساهم في تحسين النمط الغذائي للمصريين، وفى نفس الوقت، تحتاج الحكومة للنهوض بهذه المنظومة الإنتاجية الصناعية، إلى توافر بيئة تدعم وتساهم في هذه الخطة.

دعائم النهوض بالثروة الحيوانية

النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، لخّص الدعائم الثلاثة التى يجب توافرها أولاً،قبل الحديث عن النهوض والطفرة المطلوبة، وهى توفير الغذاء الحيواني ثم الرعاية الصحية للحيوانات المنتجة، وكذلك مكافحة الأمراض التي تؤدى إلى نفوق أعداد هائلة من الثروة الحيوانية.

لنائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب
 
كما ركّز آخرون على هذه الدعائم الثلاث،خلال المؤتمرات وورش العمل الطبية البيطرية، ولكنهم أضافوا إليها- من وجهة نظرهم- عنصراً هاماً لتحقيق حلم زيادة إنتاج الألبان، وهو تحويل هذه المنظومة من طريقة الإنتاج البدائية البسيطة إلى الطرق الحديثة، علاوة على وجهات نظر لخبراء، يرون ضرورة توفير ودعم الأعلاف الحيوانية،خاصة وأنّ جانباً كبيراً منها يتم استيراده من الخارج ويخضع لسياسة تعويم الجنيه وارتفاع وتغير الأسعار، وهو الذرة الصفراء، إلى جانب اتجاه الحكومة لخفض مساحة زراعة البرسيم المصري، نظراً لاستهلاكه كميات كبيرة من المياه.
 
وفي هذا المجال تمكن مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة من استنباط أصنافاً مٌحسّنة من البرسيم المصري في الأراضي القديمة، تصل إنتاجيتها إلى 60 طنا للفدان الواحد بدلا من 30 طنا، للنهوض بزراعة محاصيل الأعلاف التي تدعم التوسع في زيادة الثروة الحيوانية، وقد رصد تقرير رسمي من مركز البحوث الزراعية، التابع لوزارة الزراعة وصول المساحة المنزرعة من البرسيم المصري إلى ما يقرب من 2 مليون فدان سنويا «مستديم وتحريش».
 

بذرة القطن والذرة الصفراء

جانب آخر قد يلقى بظلال الأمل من جديد، ويحرّك المياه الراكدة في صناعة الأعلاف المستخلصة من بذرة القطن، وهي المعروفة باسم «الكُسب»، والتي قد تلاشت خلال السنوات العشرين الماضية، عندما انخفضت مساحة زراعات القطن من حوالي 2 مليون فدان إلى 250 ألف فدان، وهو ماتسبب في دمار وخروج أهم صناعات الأعلاف في مصر.
 
وإذا كان الأمل معقود على إعادة إحياء زراعة القطن من جديد وزيادة مساحة زراعته،فإنّ هناك الضلع الأهم في تغذية الثروة الحيوانية، وهو الذرة الصفراء والتي يبلغ حجم احتياجات مصر منها حوالي 8 ملايين طن، منها حوالي 2 مليون طن يتم إنتاجها من الزراعة المصرية، بينما يتم استيراد حوالي 6 ملايين طن من الخارج لسد العجز،وهو رقم هام وكبير ويحتاج إلى ضرورة النظر إليه وبحثه ومناقشته بعناية،إذا أردنا فعلاً الاهتمام بالثروة الحيوانية وإنتاج وصناعة الألبان.


زيادة نصيب الفرد من الألبان

كل هذه المقومات وغيرها الكثير، تمثل الركيزة الأولى للنهوض بإنتاج وصناعة الألبان في مصر، حتى يمكن أن نصل بنصيب الإنسان المصري إلى حد ومستوى غذائي معقول ومقبول، بعيداً عن الوضع الذي هو عليه الآن والذي يتراوح مابين 33 – 35 لتر من الألبان سنوياً.
 
وفي نفس الوقت نقلل الفجوة الكبيرة بين نصيب الفرد محلياً وعالمياً، والذي يتجاوز 100 لتر، ولن يتحقق هذا الحلم إلاّ بإرساء دعائم هذه الصناعة الهامة، التي هي استثمار صحي ورهان على النهوض بالفرد والمجتمع، من خلال زيادة إنتاجنا من الألبان، والذي يصل حالياً حسب تصريحات الدكتورة منى محرز لـ 5 ملايين طن سنويا.
 
كما يصل نصيب الفرد منه إلى 50 كيلو جراما، ويتم استيراد ما يقرب من 166 ألف طن من ألبان الأطفال وألبان البودرة المستخدمة في صناعة الألبان، على الرغم من أننا نصدر حوالي 45 ألف طن من منتجات الألبان، خاصة الجبنة الدمياطي.
 
999999999

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق