قوى مصر المفقودة!
السبت، 02 يونيو 2018 05:54 م
لعلك قد تعرف أن إيرادات 10 أفلام أمريكية على سبيل المثال في عام 2017، تخطت حاجز الـ 10 مليارات دولار، فماذا عن الأرباح النهائية لكل الأفلام وحتى مدينة هوليوود نفسها! وهذا يعني أن الاستثمار في السينما بات يدر أرباحا خيالية تفوق كل أرباح المصانع والشركات، وقس على ذلك الاستثمارات الفكرية التي أضحت تعتمد اعتمادا كليا على الإبداع الفكري الإنساني.
وبما أن مصر كانت من أولى الدول التي سلكت هذا الطريق وقطعت فيه شوطا كبيرا قبل أن تتوقف- مرغمة أو عاجزة، فإن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد الآن تتطلب تفكيرا مغايرا يعيد للعقل المصري قيمته التي يستحقها، ويفتح آفاقا جديدة نحو تنمية المجتمع المصري تنمية حقيقية راسخة، تدفعه نحو العودة إلى ماضيه، إلى أمجاده وانتصاراته.
إن الاستثمار الفكري والإبداعي لم يعد شيئا ثانويا أو رفاهية في العالم كله، وفي مصر يجب أن يكون كذلك، ليس فقط لمساعدة موازنة الدولة الجريحة، ولكن لتستعيد مصر قوتها الناعمة مجددا بعد أن خارت لصالح الغزو السلفي القادم من الصحراء، وحتى يستعيد العقل المصري هويته المفقودة، ويخرج من زنازين الجمود القاتلة.
تحتاج مصر الآن بشكل عاجل، إلى خطة طموحة للتفكير في كيفية استغلال المواهب العقلية والفكرية التي تزخر بها أرض المحروسة أفضل استغلال.. استغلال يعود بالنفع على إيرادات الدولة ويساهم في حدوث تنمية طويلة الأمد، فضلا عن استخدام تلك المواهب كسلاح استراتيجي في مواجهة التطرف والإرهاب.
إن تحرير العقل المصري وإطلاق العنان لخياله، ستجني مصر من وراءه ثروات طائلة، ليس هذا فحسب، بل إن تحرير العقل المصري سيحافظ على كل البنية التحتية التي تشرع حكومة إسماعيل في تنفيذها منذ 2015، فبإمكان أي حكومة أن تبني الجسور وأن تشيد الطرق لكن لا تستطيع حمايتها من التصرفات الخاطئة، بينما تحرير العقول يضمن لك ذلك، وأكثر.
ما أقوله هنا هو، إنه بإمكان «تطبيق موبايل» من اختراع أو تطوير فريق من المبرمجين المصريين الشبان، أن يحقق أرباحا خيالية تفوق كل أرباح المصانع والشركات التي تحمل الموازنة أعباء كثيرة، ما أريد قوله هنا هو إنه، بإمكان رواية مبدعة لكاتب مصري أن تحقق ما عجز عن تحقيقه جيوش الموظفين البيروقراطيين.. ما أقوله هنا هو، إن الثروة البشرية هي أفضل وأقوى وأبقى سلاح تمتلكه مصر.