قضاة الإسلام.. الأذرعي الذي وقف ضد الظاهر بيبرس ورد الحقوق لأصحابها
السبت، 02 يونيو 2018 11:00 مكتبت إيمان محجوب
حينما تتجول في سيرة قضاة الإسلام ستري أن جميعهم كانوا لا يرهبهم سلطان أوملك عن قول الحق والحكم بما أمر الله فأصبحوا منارة للأمة وسراجا يهتدون به ومن حاملي مشاعل الحق عبر التاريخ الإسلامي كان قاضي القضاة أبو محمد شمس الدين الأذرعي الحنفي ولد سنة 595 من الهجرة إبن الشيخ شرف الدين محمد بن عطاء بن حسن بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب الأذرعي الحنفي وعاش في دمشق.
وتتلمذ علي يد أحمد بن حنبل وابن طبرزد والكندي وإبن ملاعبٍ والموفق الحنبلي، وتفقه ودرس، وأفتى وصار مشاراً إليه في المذهب، وولي عدة مدارس، وناب في القضاء عن صدر الدين إبن سني الدولة وغيره، وولي قضاء الحنفية لما جددت القضاة الأربع.
موقفه من الظاهر بيبرس
كان المماليك يسيطرون علي مقدرات البلاد الزراعية وعلي أراضيها ومن حين للأخر يقوم السلطان المملوكي أو نائب السلطنة بمصادرة بعض البساتين مع إضافة ضرائب باهظة علي الملاك وقد قام الظاهر بيبرس ملك مصروالشام بانتزاع أراضي كثيرة من أيدي ملاكها سنه 666 هجرياالموافق 1267 ميلاديا بزعم أن المغول كانوا استحوذوا عليها وبعد استرجاعها لم يردها لأصحابها إلى بعد دفع ضرائب باهظة ولما علم الأذرعي وكان يتولي وقتها قاضي قضاة دمشق بما يفعل الظاهر.
قال قولتله المشهورة التي أعادت الحق لأصحابه: ما يحل لمسلمٍ أن يتعرض لهذه الأملاك بعد استردادها من المغول ولا إلى هذه البساتين فإنها ملك أصحابها وملكيتهم عليها ثابتةٌ.
فغضب الظاهر بيبرس وقام وقال: إذا كنا ما نحن مسلمين إيش قعودنا؟ فأخذ الأمراء في التلطف وقالوا: لم يقل عن مولانا السلطان.
ولما سكن غضبه قال: فأرسل كتاب إلي الاذرعي، يمتن له صلابته في الدين وقول الحق.
قالوا عنه معاصريه وتلاميذه
قال عنه الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية كان ابن عطاء من العلماء الأخيار كثير التواضع قليل الرغبة في الدنيا
توفي في "دمشق" يوم الجمعة 9 جمادي الأولى 673 هـ، 1274 م ودفن بالقرب من "المعظمية بسفح قاسيون" رحمه الله تعالى
روى عنه قاضي القضاة شمس الدين الحريري وابن العطار وجماعة، وشيع جنازته جمع غفير من أبناء الأمة الاسلامية