قصة منتصف الليل.. مراتي بشنب ودقن
الجمعة، 01 يونيو 2018 09:43 مأحمد سامى
«العين تري قبل القلب».. فالرجل دائما ما يبحث عن الجمال في المرأة مهما كانت صفاتها الحسنة الأخري، ولكنه يريد أن تكن شريكة حياته في جمال نجمات السينما، فأذا نظر إليها سرته بحسن جمالها وحلاوة لسانها، وكثيرا من الرجال يبرر بحثه عن المرأة الجميلة شكلًا حتي لا يلجأ للخيانة.
تخرج «محمود» في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وبدأ البحث عن عمله، فأقترح عليه صديقه أن يشاركه بالعمل كمترجم سياحي في المناطق الأثرية بأن يصطحب الزوار الأجانب في جولات علي المزارات السياحية في مصر ويشرح لهم تاريخها، تردد محمود كثيرا في قبول هذا العمل خاصة لقلة خبرته بالأماكن السياحية، ولكن أمام إصرار صديقة وتحفيزه بالمقابل المادي المغري وافق علي التجربة.
بدأ محمود عمله بزيارات قصيرة لبعض الأماكن السياحية في الحسين وخان الخليلي والأهرامات وغيرها، فوجد أن الأمر فيه الكثير من المتعة وأن التعامل مع الأجانب أكسبه خبرات أكبر، فبدأ في تعلم لغات أخري تفيده في العمل وتطور قدراته علي الترجمة بالمصطلحات التاريخية فتقدم للحصول علي دورة لتعلم اللغة الفرنسية والألمانية.
لفت جمال الفتيات الأجانب عينه خاصة أنهم غير مطصنعين ولا يلجأوا للبهرجة في وضع المساحيق التجميلية، فركز علي أن تكن شريكة حياته تجمع بين الجمال والعادات والتقاليد الشرقية ولكن الجمال هو الأهم .
أثناء حضوره لمحاضرات تعلم اللغة لفت انتباهه وجود فتاة تدعي « أنجي »تتمتع بجمال هادئ وخفيفة الظل في تعاملها مع الجميع، واستغل فرصة تواجدهم في مجموعة واحدة في الاختبارات وطلب منها بعض أوراق المحاضرات وحصل علي رقم هاتفها للتواصل معها، بدأت المكالمات الهاتفية بينهما فهي الأخري تدرس التاريخ الفرعوني وتهتم بالآثار المصرية، فعرض عليها أن يصطحبها في جولة سياحية مع الأفواج التي يعمل معها.
شعر بالارتياح للقرب منها فصرح بحبها ورغبته بالإرتباط بها، فهي تتوافق مع مواصفات فتاة احلامه فهي جميلة ورقيقة، لم يمر شهر حتي إعلان الأثنين خطوبتهم وإرتداء محابس الزواج في حفل عائلي بسيط.
مر عام من الخطوبة كان الإثنين في غاية السعادة والتفاهم فهما دائمًا سويًا في كافة تجهيزات شقة الزوجية واختيارات الديكورات وخلال فترة الخطوبة لاحظ اعتناءها الشديد بمظهرها فهي دائمة الذهاب لمراكز التجميل وتهتم بأناقتها.
تم الزفاف وسافر الزوجين لقضاء شهر العسل في أحد المدن الساحلية للاستمتاع بالأيام الأولي للزواج، ولاحظ حرصها الشديد علي عدم الخروج أو الظهور أمامه دون ميكاب حتي أثناء نومها لا تقم بإزالته الأمر الذي أثار استغرابه ولكنه برره بالاهتمام الزائد بجمالها.
مر أيام العسل وبعد ثلاثة أشهر ظهرت أعراض الحمل علي الزوجة فرغم حرصها علي الإهتمام بشكلها ولكن لاحظ «محمود» ظهور شعر كثيف بشكل ملفت في وجهها، حاول الزوج تجاهل الأمر فزوجته في شهور الحمل وقد يكن الأمر نتيجة تغير في الهرومانات.
وضعت «أنجي» طفلتها الأول وأطلقت عليها أسم » نادين»، وبعد شهور الحمل والسهر بدأت ملامح الإرهاق تظهر علي وجه الزوجة وإهمالها في شكلها بشكل كبير فبعد أن كانت تحرص علي الذهاب للكوافير بشكل أسبوعي وتضع المساحيق وغيرها أصبحت تهمل في نظافتها الشخصية بشكل كبير، حاول كثيرا لفت انتباهها لمظهرها ويجب عليها أن تعود لسابق عهدها.
رغم النصح المتكرر من الزوج لزوجته إلا أنها ظلت علي إهمالها ولاحظ انتشار الشعر الكثيف علي وجهها وفي بعض المناطق الحساسة بصورة أقرب للرجال حتي أصبح ينفر من مجرد النظر إليها، فلم يجد سوء أن يطلب منها أن تذهب للكوافير لإزالة الشعر من جسدها وجهها مازحا «أنتي بقيت بشنب ودقن »، ومذكرها بجمالها الذي كان السبب في الزواج منها وأنها يتعامل مع فتيات أجانب ولا يريد أن يغضب الله ويذهب لطريق الحرام، انفعلت الزوجة أمام الإهانات المتكررة من الزوج وعدم تقديره لإهتمامها بتربية الطفلة الصغيرة وعدم مساعدتها وحرصه فقط علي راحته وأنها ليست دمية تتزين لتعجب حبيبها وعليه أن يتقبلها كما هي لم يقبل الزوج طريقتها وانهي الأمر بإلقاء يمين الطلاق عليها.