«روسّى» من فضيحة المراهنات والسجن 3 أعوام إلى هداف كأس العالم 1982
الجمعة، 01 يونيو 2018 05:00 م
بولو روسى لاعب كرة القدم الإيطالى ، وهداف كأس العالم عام 1982 ، وهو اللاعب الذى أحرز لقب هاتريك فى البرازيل، بثلاثة أهداف فى مباراة واحدة، ضمت عمالقة كرة القدم البرازيلية فى ذلك الوقت ، أمثال الفيلسوف سقراطيس وزيكو وفالكاو وغيرهم.
أغرب من الخيال
كانت حكاية انضمام "باولو روسى" للمنتخب الآزورى عام 1982 أغرب من الخيال،ولم يكن تواجده ضمن التشكيلة النهائية كمهاجم يخطر ببال أكثر المتفائلين،فقد اجتاحت إيطاليا أزمة كروية رياضية أخلاقية عام 1980،كادت تداعياتها أن تعصف بالفريق القومى فى هذا الوقت،وهى المعروفة باسم ( فضيحة الدورى الإيطالى ) ، أو كما تسمى بالإيطالية "التوتونيرو"، و هى فضيحة "المراهانات" أو الرهانات ، والتى ألقت بظلالها السوداء على نتائج مباريات كرة القدم فى الدورى الإيطالى، وقد حدثت هذه الفضيحة فى عام 1980، وكان روسى أحد المتهمين فيها.
تداعيات فضيحة المراهنات
وتعتبر هذه الفضيحة هى الأولى فى تاريخ كرة القدم الإيطالية ، حيث بدأت حلقات وقائعها ، بعد توارد وظهور أنباء عن انتشار الرشاوى بين اللاعبين ، ووجود تلاعب فى المراهنات الرياضية التى تورطت فيها شركتان ، وكذلك أحد أكبر المراهنين، وهو ما جعل الدورى الإيطالى يمر بأخطر أزمة فى تاريخه.
وقد ترتب على هذه الفضيحة ، ومن نتائجها السريعة أن قام الاتحاد الإيطالى لكرة القدم بمعاقبة ناديين أو فريقين ، و هما إيه سى ميلان و لاتسيو ، وكان العقاب حاسماً وباتراً من أجل إصلاح الكرة،وهو هبوط الناديين إلى دورى الدرجة الثانية، علاوة على معاقبة رئيس نادى ميلان "فيليس كولومبو" والحارس "إنريكو ألبرتوسى" المتورطين فى هذه الفضيحة بالإيقاف، كما شمل الإيقاف بعض لاعبى لاتسيو فى ذلك الوقت ، ومنهم باولو روسى الذى اتهم بتورطه فى ترتيب نتيجة مباراة فريقه بيروجيا ضد افيللينو فى 30 ديسمبر 1979، وقد تمت معاقبته بالإيقاف لمدة 3 سنوات، ثم خُففت العقوبة بعد ذلك إلى سنتين بعد الاستئناف، كما تم أيضا معاقبة بعض الأندية الصغيرة ،التى كانت تلعب فى الدرجات السفلى لدورى كرة القدم الإيطالى.
بولو روسى شارك فى الفضيحة
وقد كان أحد أبطال هذه الفضيحة "بولو روسى" لاعباً موهوباً وهدافاً تفجرت إبداعاته فى سن 21 عاماً، و كان ينتظره مستقبلاً واعداً ، وربما أكبر من الذى قدمه فى مشواره الكروى الحافل و الذى استمر 12 عاماً.
ولد باولو روسى في سبتمبر من عام 1956 ، وبدأ مسيرته الكروية مع نادى يوفنتوس عام 1973، فى سن 17 عاما، ولصغر سنه لم يجد الفرصة للمشاركة، فتمت إعارته لفريق كومو، بعد أن أمضى مع يوفنتوس عامين، ومن كومو انتقل إلى فيتشينزا الذى يلعب في دورى الدرجة الثانية.
وقد نال باولو روسى مع فريق فيتشنزا لقب الهداف، وجعل الإيطاليين يؤمنون بمولد موهبة و هداف جديد ، سجل فى أول موسم له مع فيتشنزا 21 هدفاً، و نال فيها لقب الهداف وصعد بالفريق للدرجة الاولى، ليستمر معهم موسمين سجل خلالهما 39 هدفاً.
ومع تألق باولو روسى اللافت، كان فريقه السابق يوفنتوس يراقب من بعيد، وينتظر اللحظة المناسبة لعودته من جديد، حيث وضعوا بنداً فى عقده يسمح له بالعودة فى أى وقت، وقد كان لهم ما أرادوا، ولكن بعد أن توقف فى محطة بيروجيا لموسم ثم انضم إلى يوفنتوس موسم 1981
وكما هى عادة الكبار أن يعودوا للقمة سريعا مادامت لهم الإرادة، فقد عاد باولو روسى بشكل سريع جعل منه أسطورة حقيقية فى تاريخ المنتخب الإيطالى وفريق يوفنتوس.
روسى يعود لتشكيلة الآزورى
عاد بعد الإيقاف ليشارك فى 3 مباريات فقط، سجل خلالها هدفاً واحداً، لكن عودته الحقيقية كانت عندما استدعاه مدرب المنتخب الإيطالى وقتها ، إينزو بيرزوت لتشكيلة المنتخب فى مونديال 1982 الذى أقيم على الملاعب الإسبانية.
وقتها فوجئ الجميع به ، وقالوا: من أين وكيف خرج روسى؟
وهل يستطيع الجرى ولعب الكرة من جديد مثلما كان يفعل سابقا؟
غير أن الأسطورة الإيطالى باولو روسى التزم الصمت ، وشارك مع إيطاليا بهدوء،ولم يهز الشباك أبدا في دور المجموعات،إلاّ أنّ المدرب بيرزوت مازال يثق باختياره ويتحلى بالصبر.
انتهى دور المجموعات، وتأهلت إيطاليا على اسحياء، عندما سجلت 3 تعادلات دون أى انتصار، لتبدأ منافسات الدور الثانى، ويقع المنتخب الإيطالى مع الأرجنتين والبرازيل المرشحتين لنيل اللقب بفضل التشكيلة النارية التى تمثلهما، إلاّ أن إيطاليا فازت على الأرجنتين التى تحولت للحلقة الأضعف فى المجموعة بعد تلقيها خسارة أخرى من البرازيل.
لدغات روسى لألمانيا والبرازيل
وتأتى لحظة الحسم، عندما واجهت إيطاليا البرازيل لحسم أمر التأهل، فإذا بباولو روسى يظهر ويفاجئ العالم بتسجيله هاتريك فى مرمى البرازيل، ليقضى على أحلام زيكو وسقراطس ورفاقهم.
لم يكتف باولو روسى بإبعاد البرازيل، بل سجل هدفين فى الدور نصف النهائى في مرمى بولندا، ليصل بمنتخب بلاده للنهائى ضد ألمانيا، ويساهم فى تحقيق لقب كأس العالم ، بتسجيله هدفا من ثلاثة، لينال جائزة أفضل لاعب وهداف فى البطولة، وأفضل لاعب فى العالم.
وقد اعتزل باولو روسى اللعب عام 1987، وودع المستطيل الأخضر بعد مسيرة استمرت 12 عاما حافلة بإنجازات لم يتمكن أحد من جيله أن يحققها.