التعديات تأكل بحيرة المنزلة والتلوث يدمرها و150 ألف صياد مهددون بالجوع
الخميس، 31 مايو 2018 11:05 مالدقهلية - محمد كشك
الصيادون في محافظة الدقهلية ، خاصة مركزى المنزلة والمطرية ، يعانون من التعديات على بحيرة المنزلة ، وتجاهل المسئولين للمعتدين أوما يطلق عليهم بلطجية البحيرة ، ومافيا التعديات على حد قول الصيادين ، فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى التصدى الحاسم للمعتدين وتطهير البحيرات المصرية عموما و من بينها بحيرة المنزلة.
بحيرة المنزلة كانت تطل على خمس محافظات ، وأصبحت الآن تطل على ثلاث محافظات فقط من بينها مراكز" المنزلة، المطرية، الجمالية" فى محافظة الدقهلية، وكانت تبلغ مساحتها 750 ألف فدان ، أو50 كيلومترا طولا وما بين 30- 35 كيلومترا عرضا" ، حتى وصلت إلى 190 ألف فدان عام 1990 واستمرت فى التضاؤل، حتى بلغت مساحتها 125 ألف فدان ، وذلك نتيجه أعمال الردم والتجفيف والتجريف .
من جانبه قال طه الشريدي رئيس نقابة الصيادين المستقله وأحد أبناء مدينة المطرية، إن بحيرة المنزلة يعيش عليها أكثرمن 150 ألف صياد، يعانون من تدهور أحوال البحيرة وتجاهل المسئولين ،وأصبحت حياتهم مهددة داخل البحيرة على يد الخارجين عن القانون والمعتدين المعروفين بـ"الحيتان" وخارجها ، بعد أن لجأ أغلب الصيادين للسفر ، بحثا عن الرزق وعاد منهم الكثيرجثة هامده ،وتم احتجاز آخرين بتهمة تجاوزالمياه الاقليمية وأصبحت أسرالصيادين بين شقى الرحا ، ما بين اهمال البحيرة وضياع أبنائهم ، ورفعوا شعار "اتشردنا وبيوتنا اتخربت وعيالنا بيموتوا".
أشارالشريدى الى أن أكبر مصدرلتلويث البحيرة هو"بحرالبقر" البالغ طوله 190 كم بمياه البحيرة، والذى حول البحيرة الى مصبا لمياه الصرف الصحى، مؤكدا على خطورة صرف مياه المجارى والصرف الصحى الملوثة ، ولم يقتصرتدهورالبحيرة على الصرف الصحى، بل انتشرت المبانى الشاهقة داخل البحيرة وأصبحت مرتعا لتجارالمخدرات ، وجعلوا منها قصورا تحت الحراسة المشددة ، و لا يمكن للصيادين الإقتراب منها أوممارسة أعمال الصيد بالجوار، وإضطر العديد من الصيادين إلى الهجرة غيرالشرعية والصيد فى البحارالمفتوحة ،ولاقى مايقارب الـ 170 منهم حتفهم نتيجة الغرق فى البحارالمفتوحه.
وطالب الشريدى بحل مشاكل الصيادين التى لاتحصى لتراكمها منذ سنوات ، فالصياد مهمل صحيا واجتماعيا واقتصاديا ويعانى من الأمراض المزمنه نتيجه تلوث مياه البحيرة ، ويعانى من عدم الأمان داخل البحيرة ، بسبب كثرة التعديات ، ويعانى من فساد هيئه الثروه السمكيه لأنها المسؤله عن الحفاظ على البحيره, فهى تصرف ملايين الجنيهات سنويا للتطهير ،ولكن بدون جدوى لان تلك الاموال تهدر بلا فائده.
واستنكراللواء سيد خضرأمين حزب المؤتمر بالدقهلية الأعمال التى تتم فى بحيرة المنزلة، تحت مسمى التطهيروفى الواقع ازالة دون جدوى منها لعدم رفع نواتج الازالة الامر الذى ادى الى توسع المخالفين فى التعديات عقب تنفيذ اى ازالة
وقال خضرإن بحيرة المنزلة تقلصت من 750 ألف فدان إلى 100 الف فدان الأمرالذى يعد اهدارا كبيرا لثروة قومية مؤكدا صعوبة العودة بالبحيرة الى ما كانت عليه مشيرا الى ان هناك خطة لتطهير البحيرة ، ولكن إلى الآن لم تثمرعن شىء، وإزالة التعديات يجب أن يتبعها رفع لآثارالتعديات والاستفادة منها.
فى نفس السياق تم التنسيق بين رئاسة مجلس مركزومدينة المنزلة مع الجمالية والمطرية ، للتصدى للتعديات على بحيرة المنزلة ، وتم تشكيل لجنة لحصرالتعديات على بحيرة المنزلة، بمدينة الجمالية، وتم حصر 113حالة، بنطاق مدينة الجمالية، وتم إزالة 98حالة تعدي منهم ولا تزال تواصل أعمالها للتصدى لمافيا التعديات.
وأكد الدكتورأحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، أن الدولة تعمل على إزالة كافة التعديات والأحواش السمكية داخل البحيرة مع تطهيرالبواغيز القائمة بين البحيرة والبحرالمتوسط لإعادة الملوحة اليها وإزالة كافة الملوثات ، وإنشاء بوغاز جديد و2 قناة شعاعية، مشيراإلي أنه سيتم إنشاء 3 محطات للمعالجة الثلاثية بتكلفه مالية قدرها 64 مليارجنيه لتساهم في التخلص من كافه ألوان التلوث ، مؤكدا أن المشروع يعد نقلة حضارية كبيرة ليس لمراكزشمال الدقهلية أو للمحافظة فقط بل لمصر كلها.
وقال الشعراوي ، إن الدولة خصصت ما يقارب 120 مليار جنيه لتنمية بحيرة المنزلة وتنظيم عمليات الصيد ومنع الاحتكاربها، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حريص بشكل كامل على إتمام المشروع القومي لتنمية وتطهير وتطويرالبحيرات السمكية على مستوى الجمهورية، وأهم عناصر وبنود هذا التطويرالتركز على مواجهة الإجرام والبلطجة ومحاولات السيطرة على صغار الصيادين ومحاربتهم من جانب بعض الخارجين على القانون بالمنطقة.