ليس دفاعا عن عمرو خالد.. «إمام الدعاة» فتح الباب للترويج لشركات توظيف الأموال ودعا الناس لتشغيل أموالهم.. وأشرف السعد: الشعراوي ظهر بجوار صاحب شركة الهدى مصر كرئيسا لمجلس الإدارة
الأربعاء، 30 مايو 2018 07:20 م
تحول عمرو خالد بين ليلة وضحاها من داعية مثير للجدل إلى نجم إعلانات مغضوب عليه، بعد إعلانه الترويجي لأحد منتجات الدجاج. وليس دفاعا عن الداعية المودرن ولكن الذين عاشوا فترة الثمانينات من القرن الماضى سيتذكرون الحملات الإعلانية لشركات توظيف الأموال التي شارك فيها قامات دينية.
في مشهد يعرفه جيدا المتابعون لمسلسل الريان، اعتزم المؤلف عدم ظهور الشخصيات الحقيقية بأسمائها، لذلك اختلق أسماء مستعارة مثل «عشماوي» للشيخ محمد متولي الشعراوي، و«أمجد» لرجل الاقتصاد المصري أشرف السعد ويجسده في المسلسل الفنان خالد سرحان.
ظهر الشيخ الشعراوي مع أحمد الريان، وهو يتوسط له لدى أحد المشايخ للعمل في شركاته، بدت كلمات الممثلين غريبة على مسامع المتابعين في الوهلة الأولى، أسئلة قفزت إلى الأذهان، تتعلق بعلاقة الشيخ بشركات الريان، والترويج للبيزنيس الخاص به، وعلاقته بأصحاب رؤوس الأموال.
جانب من مسلسل الريان
وبغض النظر عن قيمة الشيخ محمد متولي الشعراوي كقامة دينية، ولكن هل روج الشعرواي فعلا لشركات توظيف الأموال؟ هل كان الشيخ الجليل واحدا من أولئك المتاجرين بالدي؟
مع مطلع سبتمبر سنة 1989، تم فتح ملف الريان، بعدما اكتشفت الحكومة أن أموال المودعين التى حصل عليها الريان وأسرته تحولت إلى سراب - على حد التحقيقات الرسمية فى ذلك الوقت – حيث قيل إن آل الريان نهبوا أموالهم وغامروا بها فى البورصات العالمية، وحولوا جزءاً كبيراً منها إلى الولايات المتحدة والبنوك الأجنبية، وبلغ ما تم تحويله طبقاً للأرقام المعلنة رسمياً التى كشف عنها المدعى العام الاشتراكى وقتها 3 مليارات و280 مليون جنيه، وأشارت المعلومات إلى أن هناك مسئولين ورجال دين وإعلاميين تورطوا مع "آل الريان" وساهموا فى تهريب هذه الأموال مقابل حصولهم على ما كان يسمى وقتها بـ"كشوف البركة"، تحت بند تسهيل وتخليص مصالح شركات توظيف الأموال فى المؤسسات الحكومية.
كشوف البركة كانت كلمة السر في سقوط إمبراطورية الريان، اكتشفت الحكومة أن أموال المودعين التى حصل عليها الريان وأسرته تحولت إلى سراب - على حد التحقيقات الرسمية فى ذلك الوقت – حيث قيل إن آل الريان نهبوا أموالهم وغامروا بها فى البورصات العالمية، وحولوا جزءاً كبيراً منها إلى الولايات المتحدة والبنوك الأجنبية، وبلغ ما تم تحويله طبقاً للأرقام المعلنة رسميا التى كشف عنها المدعى العام الاشتراكى وقتها 3 مليارات و280 مليون جنيه.
النقطة المفصلية في التحقيقات أن هناك مسئولين ورجال دين وإعلاميين تورطوا مع "آل الريان" وساهموا فى تهريب هذه الأموال مقابل حصولهم على ما كان يسمى وقتها بـ"كشوف البركة"، تحت بند تسهيل وتخليص مصالح شركات توظيف الأموال في المؤسسات الحكومية.
من كتاب الاختراق للأستاذ عبد القادر شهيب ذكر أن شيوخ الإسلام يتحملون مسؤولية استفحال شركات توظيف الأموال وقتها، وبالطبع من ضمنهم الريان.
بالطبع يقصد الكاتب بشيوخ الإسلام وقتها الشعراوي والقرضاوي والغزالي وصلاح أبو إسماعيل والمحلاوي وحافظ سلامة وعبد المنعم النمر وعبد الصبور شاهين الذين أغرقوا العامة بفتاوى تحرم فوائد البنوك وتدعو إلى وضع المال في شركات توظيف الأموال «الريان وإخوته»، وافتتاح شركاتهم والتصوير مع أصحاب الشركات ثم الإفتاء دون قيد أو شرط بحلة نشاطات الشركات بناء على طلب أصحابها مثل حلة المضاربة على العملة والذهب والإتجار غير القانوني بالعملة.
لقد كتبوا المقالات التي تسب البنوك وتحسن شركات توظيف الأموال - نفس الشركات التي تودع كل أموالها في بنوك أوروبا - والأخطر قيام بعضهم مثل عبد الصبور شاهين بتنظيم لقاءات بين ملوك الشركات والكتاب والصحفيين ثم بات هو شخصيا عضوا بمجلس إدارة الريان؟.
وفقا للثابت فإن البعض يأخذ على الشعراوي ظهوره في إعلانات تليفزيونية لشركات توظيف الأموال الإسلامية تدعو المواطنين إلى استثمار أموالهم فيها قبل أن يهربوا بها، وذلك دون أن يعتذر الرجل عن مشاركته في هذه الدعاية، وفي مرحلة أخرى كتب ونادى بإيداع الأمول بتلك الشركات وعدم إيداعها بالبنوك ودافع عن نصوص العقود غير المحققة لمصالح المودعين.
ويقول د. أحمد صبحي منصور المفكر الإسلامي، في وصف علاقة الشعراوي بأصحاب شركات توظيف الأموال، إن هذا الشعب المطحون لم تصله من الشعراوي برقية اعتذار أو تعزية عندما نهب «أعوان الشيخ» أمواله في شركات توظيف الأموال.
عام 88 حدث الاندماج بين مجموعة شركات السعد والريان، سمي وقتها باندماج العمالقة، وكان رجل الأعمال أشرف السعد يشغل منصب نائب رئيس الشركة وعضوا منتدبا.
وأضاف السعد، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن الشيخ الشعراوي في عام 87 ظهر على صفحات الجرائد القومية بجوار رجل الأعمال طارق أبو حسين كرئيسا لمجلس إدارة شركة الهدى مصر، إحدى شركات توظيف الأموال، ومضى الشيخ عقد الوظيفة بنفسه.
وتابع السعد، أن الشيخ الشعراوي لاقى وقتها هجوما شديدا على صفحات الجرائد والأوساط الاجتماعية ومن رجال الدولة، دفعت به إلى التراجع عن قرار رئاسة مجلس إدارة الشركة، ولذلك أرى من حق الشيخ الظهور والترويج لشركته، لكن كما ذكرت هو لم يروج باسم شركة أخرى من الشركات، أو الحصول على أموال نتيجة ذلك.