«يسري».. معاناة معاق ضاقت به الحياة وشقيقه لم يرحمه (صور)
الأربعاء، 30 مايو 2018 09:00 م
في منزل بسيط يعيد للأذهان مشاهد البيوت القديمة من الطوب اللبن والطين في أفلام الخمسينيات يعيش شاب ثلاثيني، يدعي يسري أمين سعد (39)عاما من عزبة أبو الروس التابعة لمركز أولاد صقر بالشرقية، يعاني من شلل الأطفال وضمور في العضلات مع زوجته وطفليه ويقتسم معه المنزل أيضا شقيقه وزوجته.
يقول الشاب، «حرمتني الحياة من العيش مثل بقية الأصحاء فأصبت بمرض شلل الأطفال منذ سنوات حياتي الأولي ولكني حمدت الله علي تلك المحنة، ومرت الحياة بمرها وحلوها ووجدت ضالتي في فتاة بسيطة ولكن كان حظها من طيبة القلب وجمال الجوهر الكثير، تزوجتها وأنجبت منها ولد وبنت، تحملت معي عبء الحياة فخرجت للعمل باليومية لكي نتمكن من تعليم أبناءنا، وعملت في بعض الأعمال التي لا تحتاج للوقوف على قدمي فعملت ببعض الحرف اليدوية ولكن متطلبات الحياة كثيرة وما أحصل عليه قليل لا يستطيع معي مجابهة النفقات، وأعمل الآن بميزان بسكول مساعدة من صاحب العمل».
ومن المفارقات الغريبة التي يرويها سعد، أن إيصال الكهرباء يتجاوز أحيانا ال 300 جنيه في منزل يخلو من كافة الأجهزة التي تستهلك الكهرباء بمعدل أكبر.
وتابع، تقدمت مرارا وتكرارا للحصول على معاش تكافل وكرامة ولكن لم أتمكن من الحصول عليه دون سبب واضح فليس لي أرض أو لزوجتي.
واستطرد سعد، قائلا: "أعيش وزوجتي وأولادي مع شقيقي وزوجته نقتسمه سويا فهذا ما بقي لنا من حطام الدنيا، ولكن البيت ضيق ومتهالك ولا يسعنا جميعا فالسقف من القش والطين القديم ونصيبنا من البيت غرفة واحدة والحمام والمطبخ مشترك".
ثم صمت لبرهة ورفع بصره إلي السماء وحملق في اللا شيء وكأنما كان يداري شيئا بداخله ثم عاد ليقول شقيقي يريد أن يبيع نصيبه في البيت لشخص آخر، فكيف لي أن أعيش وزوجتي مع غرباء يقتسمون معنا المنزل ويكشفوا سترنا ويطلعواعلي حياتنا.
وأردف قائلا: "حاولت جاهدا أن أثني شقيقي عن فكرته ولكن محاولاتي باءت جميعها بالفشل، فلم يرثي لحالي ولم يهتم لتوسلاتي فقد بني بيت آخر حيث يعمل هو سمسار وحالته منتعشه بعض الشيء".
وطالب سعد، من المجلس القومي لشؤون الإعاقة توفير فرصة عمل له حتي يتمكن من إعالة طفليه دون الحاجة إلى سؤال الناس فهو لديه شهادة محو أمية.
أما زوجته (25 )عاما فتقول: "قانعة بما قسمه الله لي ولكن البيت متهالك ونصفه مهدم تدخل منه القوارض والثعابين في الصيف، وحمام البيت قديم وآيل للسقوط وليس له باب فقط عليه ستارة قديمه وبجواره المطبخ وكثيرا ما تحدث مواقف محرجه"، وتابعت: "كثيرا ما أكون بالمطبخ ويدخل شقيق زوجي الحمام فأترك المطبخ، فكيف لو كان القادم غريب لا نعرفه ويقتسم معنا البيت المتهالك، فليس لدينا مال نشتري به نصيب شقيقه".
وأردفت، يقتسم طفلاي معنا السرير فليس هناك مكان آخر ينامون فيه، وتشفق السيدة علي أولادها من الغريب الذي سوف يعيش معهم ولا يعرفون طباعه واختصرت أمنيتها في حصول زوجها علي عمل يكفيهم ذل السؤال وشفقة الناس.