طهران تخشى غدر أوروبا.. خسائر حلفاء إيران بالمنطقة تقلق نظام الملالي

الثلاثاء، 29 مايو 2018 09:20 م
طهران تخشى غدر أوروبا.. خسائر حلفاء إيران بالمنطقة تقلق نظام الملالي
حسن روحانى رئيس ايران
كتب أحمد عرفة

تعيش إيران مرحلة خطيرة في ظل التصعيد الأمريكي ضد طهران عقب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، حيث بدأت طهران تقديم تنازلات إلى أوروبا، لضمان بقاء الاتحاد الأوروبي ضمن الاتفاق النووي.

 

في هذا السياق، أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، أن خسائر إيران لم تتوقف عند انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، بل أعقب ذلك سلسلة من القرارات والتحركات ضيقت الخناق على إيران التي فشلت في استثمار الاتفاق النووي بما يعود بالفائدة على الإيرانيين ويحمي النظام في الداخل من غضبهم، كما عجزت عن تحقيق طموحاتها التوسعية في المنطقة.

 

 وقالت الصحيفة، إنه بعد أن خسارة طهران الاتفاق النووي، تسعى إيران إلى استثمار دورها في الصراعات في دول المنطقة، على غرار ما يجري في اليمن، لحماية وكلائها ولضمان أكبر قدر ممكن من مصالحها في ظل تبدل المزاج الدولي وتغير الظروف الإقليمية التي ساعدت على تدخلها في منطقة الشرق الأوسط.

 

وأوضحت الصحيفة، أن طهران باتت مقتنعة بأن الأوروبيين عاجزون عن حمايتها رغم تمسكهم بالاتفاق النووي، وترى أن عليها التركيز في الفترة المقبلة على إنقاذ وكلائها الذين يتعرضون بدورهم للعقوبات الدولية ولخسائر ميدانية هامة على غرار الهزائم التي يتكبدها الحوثيون في اليمن، الورقة التي تسعى إيران إلى اللعب عليها تحت غطاء المفاوضات حول الاتفاق النووي.

 

وأكدت الصحيفة، أن إيران تمر بإحدى أسوأ فتراتها وهي تواجه انقلابا روسيا في سوريا وتصعيدا أمريكيا ضدها وضد حلفائها وازدواجية أوروبية في التعامل معها، فالحلفاء في الاتفاق النووي من جهة يدعمونها ويؤكدون على الاستمرار في الاتفاق، ومن جهة أخرى يدينون سياساتها في المنطقة ويدعمون فرض عقوبات عليها بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية.

 

وأشارت الصحيفة، إلى أن أكثر ما يقلق إيران في كل هذه الهزائم هو ما يتعرض له وكلاؤها وأذرعها من العراق، حيث ظهر مناخ رافض للسياسيين الموالين للعراق، وفي لبنان، في ظل تصعيد العقوبات الدولية على حزب الله، وفي اليمن، حيث يشهد حلفاء إيران، الحوثيون، انتكاسة مدمرة للمشروع الإيراني، كما أن إيران تدرك محدودية قدرتها على الرد على السياسات الأمريكية والإقليمية لمواجهتها، وحديثها عن حرب ضد إسرائيل لا يتجاوز البروباغندا.

 

ولفتت الصحيفة، إلى أنه على مدى السنوات الماضية استمدت إيران قوتها من مجموعة وكلائها وأذرعها المسلحة في العراق واليمن، كما تعتمد إيران على أسلوب الحرب بالوكالة، الذي يسمح لها بتنفيذ عمليات قتالية حيث لا تستطيع إرسال قوات نظامية، الأمر الذي يجعل قدرتها على الرد محدودة، ويضاعف من قلقها مع كل خسارة تلحق بأحد وكلائها، حيث يظهر هذا جليا من خلال المساعي الإيرانية الأخيرة لإثارة ملف اليمن مع الأوروبيين.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق