في ذكرى وفاتها.. الملكة نازلي من الزواج العرفي لاعتناق المسيحية
الثلاثاء، 29 مايو 2018 08:00 ممحمد أبو ليلة
تمر اليوم الذكرى وفاة الملكة الأكثر إيثارة وجدل داخل المجتمع المصري في القرن العشرين، الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد الأول ووالدة الملك فاروق، التي وفاتها المنية يوم 28 مايو من عام 1978، لكن الملكة نازلي وحياتها كانت مليئة بتفاصيل وأسرار كثيرة جداً بعضها سياسي والأخر يمس حياتها الشخصية.
الملكة نازلي هي ابنة عبد الرحيم باشا صبري الذي كان مديرا لمديرية المنوفية والذي أصبح وزيرا للزراعة بعد زواجها من الملك فؤاد في عام 1920، ويؤكد الكاتب الصحفي الراحل محمد التابعي في كتابه "من أسرار الساسة والسياسية.. احمد حسنين باشا"، أن الملكة نازلي عانت كثيراً من زواجها بالملك فؤاد لأنها كانت تحب شخص أخر وأجبرته أسرتها على الزواج من ملك مصر وقتها، لدرجة جعلت حياتها قاسية طوال فترة العشرينيات ومنتصف الثلاثينيات، حتى وفاة فؤاد عام 1936.
وبعد وفاة الملك فؤاد تحرّرت الملكة نازلي من القيود التي كانت مفروضة عليها، وانطلقت إلى الملاهي الليليّة والسهرات التي كانت محرومة منها بأمر من زوجها الذي كان يغار عليها، لكنها منذ فترة تحررها تسبّبت الملكة نازلي في جلب الفاضئح لابنها الملك فاروق.
علاقتها بأحمد حسنين باشا
كان أحمد حسنين باشا المستشكف والمبارز الشهير من رجال الملك فؤاد، حيث استعان به الملك ليكون راعياً لابنه فاروق وهو في سن الـ15 أثناء رحلته التعليمية إلى لندن، وبعد عودة حسنين برفقة فاروق ووفاة فؤاد، إنجذبت نازلي إليه وبدأت العلاقة العاطفية بينهما تتطور بشكل سريع، ووصلت لأن تزوجها عرفياً.
نازلي وأسمهان
تعرف أحمد حسنين على المطربة السوريّة أسمهان، وشعرت نازلي بالغيرة الشديدة بعد انتشار الأنباء عن تكرار لقاءات الثنائي حسنين وأسمهان بأحد فنادق القاهرة، فقررت الملكة أن تستغلّ نفوذها في إبعاد أسمهان عن مصر نهائيّا بإلغاء إقاماتها، لكن الكاتب الصحفي محمد التابعي الذي كان مقرب من الأسرة الملكة ورجال الدولة، تمكّن من إقناع نازلي بإلغاء قراراها، وتجديد إقامة أسمهان.
رحيلها عن مصر
وفي عام 1946 قررت نازلي الرحيل عن مصر، فجمعت ما تسني لها من الأموال في سرية تامة، وأذن لها الملك فاروق بالسفر إلى فرنسا بحجة العلاج من مرض الكلى، وبالفعل سافرت إلى سويسرا ومنها إلى فرنسا، واستقرت فيها للعلاج عدة أسابيع ولكن حالتها لم تتحسن.
اعتناقها المسيحية
سافرت إلى الولايات المتحدة للعلاج أيضًا، واصطحبت معها ابنتيها فايقة وفتحية وكل من كان معها في فرنسا بما فيهم موظف علاقات عامة صغير اسمه رياض غالي مسيحي الديانة، قامت ضجة كبيرة في مصر بعد زواج الأميرة فتحية من رياض غالي، وسمت نفسها باسم ماري إليثابس وأعتنقت المسيحية هي ووالدتها نازلي ومالبث الملك فاروق أن أصدر قرارًا بحرمانها من لقب الملكة الأم في جلسة مجلس البلاط في 1 أغسطس 1950، وتم الحجر عليها للغفلة وإلغاء وصايتها على ابنتها الأميرة فتحية. بالرغم من ذلك اشترت بيتين أحدهما في بيفرلي هيلز والآخر في هاواي وأعطت لرياض غالي توكيلا عاما بإدارة أعمالها، لكنه خسر كل أموالها وابنتها في استثمارات فاشلة ورهن البيتين وتراكمت عليه الديون، مما إضطرها إلى أن تشهر إفلاسها سنة 1974.
سكنت بعد ذلك شقه متواضعه في حي للفقراء اسمه ويست وود في مدينة لوس أنجلوس، وحصلت الأميرة فتحية على حكم بالطلاق من رياض غالي بعد انفصالهما من سنة 1965، وفي العام 1976 قام رياض غالي بقتل الأميرة فتحية بإطلاق عدة رصاصات عليها ثم حاول الانتحار. وبعد وفاه ابنتها عاشت إلى أن توفيت في 29 مايو 1978، ودفنت في الولايات المتحدة بعد مراسم دفن تمت في أحد كنائس لوس أنجلوس.