رغم تبرؤها منهم.. كيف حافظت تركيا على علاقتها مع كيانات إرهابية بسوريا؟
الإثنين، 28 مايو 2018 10:00 صمحمود علي
في مؤشرات مغايرة للتصريحات التركية التي يخرج بها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارًا وتكرارًا حول تصنيف جبهة النصرة في سوريا على إنها جماعة إرهابية محظورة، وصفت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقًا المحظورة في روسيا وسوريا وعدد من الدول المجاورة) العلاقة مع انقرة بأنها مازالت متواصلة ومتوازنة من أجل «تحقيق الأمن والاستقرار في الشمال السوري»، بحسب زعمها.
ودائمًا ما تصدر تصريحات عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته واعضاء السلك الدبلوماسي بأن الجيش يحارب العناصر الإرهابية في سوريا بما فيها التي مازالت لها علاقات مع النصرة وداعش، لكن الكثير من المواقف والتحركات التي تجريها مثل هذه الجماعات وأنقرة تعكس كذب الإدعاءات التركية، ففي حوار لمسؤول إدارة الشئون السياسية في «الهيئة» يوسف الهجر مع قناة الجزيرة القطرية أكد أن الروابط التاريخية المشتركة بين الشعبين المسلمين التركي والسوري لها امتداد عميق بعمق التاريخ نفسه، مؤكدًا أن تواصل العلاقة والتنسيق لابد أن يستمر خاصة في محافظة إدلب.
وتصنف وكالات عالمية وإذاعات أوروبية هيئة تحرير الشام على إنها فصيل متشدد وأحدث نسخ تنظيم القاعدة في سوريا ويندمج فيه كل الفصائل التي تصنف إرهابيًا في الدول العربية وروسيا والامم المتحدة وبعض الدول الأوروبية، فبعد أن أعلنت النصرة عن حل الجبهة وتفكيك جناحها العسكري اعتبر الإعلان عن تأسيس هيئة تحرير الشام في فبراير2017 شكلًا من أشكال إعادة النصرة تشكيل نفسها خلال فترة قصيرة، بعد أن أدعت إنها قطعت علاقاتها بالقاعدة بشكل علني وأعادت تسمية نفسها باسم «جبهة فتح الشام» في نهاية يوليو 2016.
ويعتبر موقف تحرير الشام ذاته مغاير لما كانت عليه العلاقة العلنية بين الجانيين في السابق، حيث تأتي هذه التصريحات التي تؤكد استمرار التواصل بين تركيا والكيانات الإرهابية في سوريا رغم مهاجمة هذا الفصيل المعارض من قبل «الجيش السوري الحر» المصنف بالتابع لتركيا مباشرة ووصفه بـ «العلماني» الذي يريد تسليم «بلاد الشام» للنظام والتآمر معه، وهو أمر يعتبر هجوم على تركيا ذاتها.
لكن وفقًا لتصريحات لمسؤول إدارة الشئون السياسية في «الهيئة» الجديدة، يتطابق موقف «تحرير الشام» من نقاط المراقبة التركية مع موقف المعارضة السورية لتحقيق مصالحها نظام أردوغان، وقال المهجر «نحن من أسهم بإدخال انقرة وتثبيتها في سوريا بعد محاولات من المتعارضون الذين أرادوا أن يحصل اصطدام بيننا وبين حليفتنا (تركيا) حين وضعوا الأخيرة أمام اتفاق دولي قد يؤثر على العلاقات بين الجانبين»، مؤكدًا أن الهيئة استطاعت الحفاظ على خيارها المفضل بتقوية الحليف التركي في الشمال السوري.
ولم تكن هذه المرة الأولي التي تثبت فيها تقارير وتصريحات استمرار علاقات النظام التركي مع كيانات وفصائل صنفت في السابق على إنها إرهابية في عدد من الدول، حيث أثبت تقرير لصحيفة زمان التركية يكشف منح تركيا حق اللجوء السياسي لأحد قيادات تنظيم «القاعدة» الإرهابي أن هناك علاقات طيبة تجمع انقرة بمثل هذه الفصائل، وأكدت الصحيفة أن الحكومة التركية منحت بطاقة لاجئ للأمير السابق لـ«جبهة النصرة»، الموالية لتنظيم القاعدة في حلب، والملقب بـ«أبو العبد أشداء».