وصفتهم إسرائيل بالأقمار الصناعية.. أبطال ساهموا في تحرير سيناء من الاحتلال الصهيوني
الأحد، 27 مايو 2018 11:00 م
تحفل سجلات منظمة سيناء العربية، وجمعية مجاهدي سيناء، بالعديد من البطولات لشخصيات سيناوية سطرت أسماءها بحروف من نور، خلال حرب السادس من أكتوبر، الموافق العاشر من رمضان من عام 73، ومن بين هؤلاء هذه المجموعة التي كانت لها دورا وطنيا، وساهموا خلالها في تحرير سيناء من الاحتلال الصهيوني، ونالوا نوط الامتياز من الطبقة الأولي من رئيس الجمهورية، وشهادات تقدير.
محمد محمود اليماني
يعد المقاتل محمد محمود اليماني، من الرجال المجاهدين، وهو أحد أبناء سيناء، عمل ضابطا للمخابرات، وقام بالعديد من المأموريات لجمع المعلومات عن العدو بعد نكسة 1967، كما قاد مجموعات فدائيين من أبناء منظمة سيناء، الذين حيروا المخابرات الإسرائيلية، وكبدوا العدو خسائر جسيمة في المعدات والأفراد.
وعمل البطل الراحل محمد اليماني، رئيسا لمدينة العريش، وساهم في تعمير سيناء بعد تحريرها، كما عمل أيضا، رئيسا للمجلس المحلي لشمال سيناء، ثم رئيس مجلس إدارة جمعية مجاهدي سيناء، التي ترعى كل المجاهدين الذين ضحوا بالغالي والرخيص في سبيل تحرير تراب بلادهم، وحصل على عدد من الأنواط والنياشين
النمر الأسمر حسن خلف
لقب الشيخ المجاهد حسن خلف، بـ «النمر الأسود»، وهو أحد أبناء قبيلة السواركة، ويقيم في قرية الجورة جنوب من الشيخ زويد، كان وقتها لا يزال طالبا بالصف الثاني الثانوي عندما احتلت القوات الإسرائيلية سيناء، وشهدت منطقة الجورة والشيخ زويد ورفح مجازر حقيقية على يد قوات الاحتلال، التي كانت تقتل كل من يقابلها من المصريين في سيناء سواء جنود أو مدنيين، رجالا ونساء.
وشاهد حسن خلف كل ذلك أمام عينيه، فأرسله والده إلى بورسعيد، عبر الملاحات، خوفاً عليه، وبعد وصوله إلى البر الغربي، التحق بأفراد منظمة سيناء العربية التي شكلتها المخابرات الحربية، وبعد تدريبه، ذهب في أول مهمة بسيناء خلف خطوط العدو، لتصوير المواقع الإسرائيلية في شمال سيناء بمناطق رمانة وبئر العبد والعريش.
نجح النمر الأسمر، توالت العمليات الناجحة التي قام بها، وكانت من بين العمليات التي قام بها، ضرب قيادة القوات الإسرائيلية في العريش ،والتي كانت تضم عناصر المخابرات ومبيت لطياري الهليكوبتر، وكان مقرها في مبنى محافظة سيناء القديمة بالعريش.
المجاهد حسن خلف
عودة صباح لويمي
ينتمي الفدائي عودة لويمي، لقبيلة الترابين، بوسط سيناء، وهو الذي أبلغ المخابرات الحربية عام 1972 عن أن القوات الإسرائيلية في سيناء تقوم بالتدريب على عبور مانع مائي عند منطقة سد الروافع بوسط سيناء، وأنه شاهد معدات عبور، وكان هذا الخبر من الأخبار المهمة جداً والغريبة، فكيف تقوم إسرائيل بالتدريب على مانع مائي في هذا الوقت الذي تقوم فيه قواتنا أيضا بالتدريب على عبور قناة السويس.
أرسل عودة صباح لويمي، إلى المخابرات الحربية المصرية، بعض الصور الفوتوغرافية التي التقطها لمعدات العبور الإسرائيلية، وفي أكتوبر عام 1973، وبعد عبور قواتنا المسلحة قناة السويس، وقبل حدوث ثغرة الدفرسوار، أبلغ عودة لويمي المخابرات الحربية أن معدات العبور السابق الإشارة إليها تخرج من المخازن وتتجه نحو قناة السويس، وكان ذلك أول بلاغ صحيح عن احتمال عبور العدو لقناة السويس في الدفرسوار.
موسى رويشد مهندس الألغام
المجاهد موسى رويشد، هو شاب من أبناء سيناء المجاهدين، تخصص في زرع الألغام في طريق مدرعات وعربات القوات الإسرائيلية في سيناء، وقام بعدة عمليات ناجحة بعد وضع الألغام في أماكن مختلفة وإخفائها بطريقة فنية رائعة يصعب على القوات الإسرائيلية اكتشافها، لذلك سمي بمهندس الألغام وزاع صيته في سيناء وبدأت المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) في البحث عنه في كل مكان دون جدوى.
المجاهد موسى رويشد
الشيخ سمحان موسى مطير
ينال الشيخ سمحان موسى مطير، كل التقدير والاحترام بين الأهالي في جنوب سيناء، فهو ابن قاضيهم الشرعي السابق ورجل الدين وأكثرهم خبرة ودراية بسيناء وجبالها ووديانها، وأكثر المشايخ تعاوناً مع الحكومة المصرية.
كان الشيخ سمحان موجودا في سيناء عند اجتيازها بواسطة القوات الإسرائيلية، وبدأ مباشرة في تقديم المساعدات لأفراد القوات المسلحة المنسحبين من سيناء وتسكين الشاردين منهم، ثم تمكن من العبور إلى البر الغربي، حيث وصل إلى سفاجا على متن سفينة صغيرة وقدم نفسه إلى المخابرات الحربية المصرية، وبدأ يتعاون معها في إرسال رسائل إلى قبائل الجنوب، عبر إذاعة صوت العرب لحثهم على الصمود والنصر.
الشيخ متعب هجرس
شيخ قبيلة البياضية وأول شيخ ينضم لمنظمة سيناء العربية، وأول من فتح بيته لاستقبال الآلاف من الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام 1967، كما أن الشيخ متعب هجرس، هو أول من قام بتوصيل الجنود المصريين إلى البر الغربي بنفسه ومعه رجاله.
تم القبض على الشيخ متعب هجرس، هو ومجموعة من رجاله بواسطة القوات الإسرائيلية عام 1968، ووضع بالسجون الإسرائيلية، وكان أول شهيد يتم دفنه في سيناء بعد عودة جزء منها عام 1977.
الشيخ عيد أبو جرير
من قبيلة السواركة، وله دور بارز في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أمر مريديه وأتباعه بجمع الأسلحة التي تركها الجيش المصري بعد الانسحاب في يونيو 1967، وأخفاها في أماكن سرية، ثم أعادها إلى القوات المصرية بعد الانسحاب.
قام الشيخ عيد أبو جرير، بترشيح بعض الشباب السيناوي لتدريبهم على أعمال المخابرات، وتحققت على أيديهم نجاحات كبيرة في مهام صعبة كلفوا بها داخل إسرائيل.
قام وزير الدفاع الأسبق محمد صادق، بزيارته في جزيرة مسعود بالشرقية، وشكره على مجهوداته لصالح القوات المسلحة وعلى إيوائه للمجاهدين ومباركته لهم قبل انطلاقهم إلى الأرض المحتلة لتنفيذ العمليات الفدائية.
شلاش خالد.. «هدهد بئر العبد»
يعتبر المجاهد السيناوي شلاش خالد العرابي، من أنشط مندوبي المخابرات الحربية وأبرز رجال منظمة سيناء العربية، الذي أتعب المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها وأفقدها توازنها في أواخر الستينيات، لذلك سمي بهدهد بئر العبد.
رصد جهاز الأمن الإسرائيلي المعروف باسم «الشين بيت»، آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عن المجاهد شلاش خالد، أو يساعد في القبض عليه حياً أو ميتاً.
نُشرت قصة المجاهد شلاش خالد في كتاب «المخابرات السرية العربية» للكاتب الإسرائيلي ياكوف كاروز، وهو الفدائي الذي قال عنه المدعي العام العسكري الإسرائيلي عوزي زاك، بأنه وشبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التي كشفت عنها إسرائيل حتي الآن، وذلك أثناء محاكمته أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية والتي حكمت عليه في التهم الأربعة التي وجهت إليه بالسجن لمدة 39 عاما.
قبضت عليه المخابرات الإسرائيلية في آخر عملية قام بها خلف خطوط العدو في ديسمبر 1968، وهي العملية رقم 64 بعد مقاومة عنيفة منه، وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته في الفك وقطع في اللسان، وعذبوه بقسوة وهو جريح فلم يزده ذلك إلا حماساً وقوة.
المجاهد عودة موسي مطير
المجاهد عودة موسى مطير، أحد أبناء سيناء، الذي قام بزرع ألغام في منطقة جبل تنكة وأبو زنيمة، وكان معه من أبناء سيناء المجاهدين كل من سليمان سليم وجديع عيد وحسين مبارك سعيد، من قبيلة الصوالحة بجنوب سيناء.
قبض عليه لأول مرة عام 1968 وتم التحقيق معه في سجن صرفند، ثم نقل إلى سجن الرملة بتهمة التعامل مع المخابرات المصرية، بعد انفجار الألغام، لكن دون محاكمة، حيث لم يثبت عليه شيء وأفرج عنه بعد عدة أشهر، وقبض عليه مرة أخرى 1972 مع زميلين سليمان سليم وجديع عيد، وتم التحقيق معهم بتهمة إيواء بعض الجنود المصريين والرائد إبراهيم زياد من القوات المسلحة.
لم يعترف المجاهد عودة مطير، على العمليات التي قام بها، في الوقت الذي قام شقيقه عبد الله موسى مطير، بنقل الرائد إبراهيم ومن معه إلى جبل البتة، عند شخص من قبيلة الحويطات.
أفرج عن سليمان وعودة ولم يفرج عن جديع، وبعد الإفراج عنه شُرد في الجبال إلى أن تمكن من الحضور لوادي النيل عام 74، واستقبله وزير الدفاع وتم منحه نوط الإمتياز من الدرجة الأولى.
المجاهدة فرحانة الرياشيه
أول سيدة بدوية تعمل في منظمة سيناء العربية، فكانت تحمل جهاز اللاسلكي المتنقل، ولم يحمل قلبها يوما أي خوف من العدو الإسرائيلي، كما كانت تنقل التموين للأفراد والجنود خلف خطوط العدو، وهي أول سيدة يتم تكريمها بواسطة رئيس الجمهورية هي وزوجها، ومنحها نوط الشجاعة من الطبقة الأولي.
قامت المجاهدة فرحانة، بإيواء أحد الفدائيين في منزلها لفترة طويلة، بعد أن حفرت له حفرة كبيرة ووضعته فيها وغطته بأكوام من الحطب، وكانت تقدم له الطعام والشراب وهو في حفرته، كما كانت سعيدة لأنها تقدم العون لمصر والمعلومات التي تفيد القوات المسلحة المصرية.
المجاهد شلاش خالد