أردوغان يدفع أنقرة للصدام مع واشنطن.. أزمة اقتصادية بين تركيا وأمريكا
الجمعة، 25 مايو 2018 02:00 ص
أزمة اقتصادية يبدو أنها في الطريق، بين كل من أنقرة وواشنطن، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض رسوم على منتجات الصلب التركية، لتعن تركيا أنها ستتخذ نفس الأسلوب مع المنتجات الأمريكية.
في هذا السياق، أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، أن التوتر التركي الأمريكي خرج من البعد السياسي المباشر بسبب تقاطع المصالح في الأزمة السورية إلى تصعيد اقتصادي بدأته واشنطن منذ أيام بفرض رسوم على منتجات الصلب التركية، فيما ردت عليها أنقرة بالإعلان عن فرض رسوم جمركية على منتجات أمريكية تستوردها تركيا من بينها الجوز واللوز والسيارات ومواد التجميل.
وأوضحت الصحيفة، أن هذا التصعيد هو نتيجة مباشرة لسياسة التوتر التي يعتمدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إدارة العلاقات الخارجية، وهي سياسة امتدت إلى إرباك علاقات أنقرة ومصالحها مع أغلب حلفائها مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فضلا عن توتير العلاقات التركية العربية سواء مع السعودية أو مصر أو سوريا، فيما أبلغت تركيا، منظمة التجارة العالمية، أنها ستتخذ تدابير ضد فرض الإدارة الأمريكية رسوما إضافية على واردات الصلب والألمنيوم.
ولفتت الصحيفة، إلى أن أن تركيا أبلغت منظمة التجارة العالمية، أنها ستفرض رسوما جمركية إضافية على بعض المنتجات الأمريكية، وبشكل متساوي على 22 منتجا تستوردها من الولايات المتحدة، حيث ستعادل نسبة الرسوم التي ستفرضها تركيا النسبة التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب التركية والبالغة 25 %.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الرسوم الإضافية ستشمل الفحم والورق والجوز واللوز والتبغ والأرز والسيارات ومواد التجميل والآلات والمعدات والمنتجات البتروكيمياوية، التي تستوردها تركيا من الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، إن الرئيس التركي يدير الملف الاقتصادي بعقلية الشعارات السياسية دون أن يراعي مصالح تركيا، وخاصة في وضع اقتصادي صعب مع تواصل التهاوي السريع لليرة، وصدور تصنيفات تؤكد المخاطر الكثيرة التي بات على الاقتصاد التركي مواجهتها، وتأثير ذلك على الثقة في تركيا كوجهة محبذة للاستثمارات وجذب رجال الأعمال، متسائلة: ما الذي يدفع أنقرة للرد برسوم جمركية مضادة على الخطوة الأميركية مع أن قوى اقتصادية وازنة، مثل الاتحاد الأوروبي أو الصين، تبدي مرونة لإنجاح المحادثات مع واشنطن وتجنب لي الذراع الذي يعتمده الرئيس التركي.
وأكدت الصحيفة، أن أسلوب أردوغان في إدارة الأزمات، الذي يتسم بالرعونة وتغليب الشعارات، سيجلب على تركيا الكثير من الأزمات الدبلوماسية والاقتصادية.