رحلة كفاح.. حنان رغم الإصابة: أول من ساهم فى مناقشة وضع المعاقين بالدستور المصري
الخميس، 24 مايو 2018 02:00 ص
«حمى شوكية أدت إلى الفقد الكامل لحاسة السمع، في عمر السابعة».. كانت تلك المأساة التي بدأت بها الدكتورة المصرية الصماء حنان محسن على، حديثها مع «صوت الأمة» التي أصيبت بصمم حسي عصبي كامل بالآذنين منذ الصغر.
تقول الدكتورة «حنان»: لم يثن الإصابة والدي رحمة الله تعالى وأسرتي عن الاستمرار في التعليم العام بنفس المدرسة التي كنت فيها قبل الصمم، في عصر مقابل الدمج، عندما كانت قوانين وزارة التعليم لا تسمح للصم بالتعلم أو الاندماج عاصرت نبذا ورفضا وإقصاء يصل إلى حد الضرب اليومي من زملاء المدرسة الذين يرفضون أن تكون بينهم صماء.
حنان 4
الكتاب كان صديقي الوحيد، والرياضة ملاذي، حيث يبدأ يومي في المدرسة وحيدة منزوية، ومنه إلى تدريبات الرياضة في النادي، مثل السباحة والجمباز، واللذان أصبحا فيما بعد سبب شهرتي في المدرسة كحاصدة جوائز-حسب حنان-
وتابعت: «تحول الضرب اليومي من الزملاء إلى احترام وتكريم، بعدما أصبحت الفخر اليومي للمدرسة، بما أضيف لاسمها يوميا من جوائز وبطولات رياضية، تجعل مدير المدرسة يفخر بى يوميا في طابور الصباح، ورغم توقف الضرب والاعتداء، فمازلت وحيدة وصديقي الوحيد الكتاب، حتى حصلت على الثانوية العامة بتفوق بحمد الله وبصفة خاصة فى اللغة العربية، لأنها من بحور الأدب والشعر التي كانت مجال نبوغه وتميزي.
وأضافت: «بالفعل حصلت منها على الليسانس، في نفس الوقت الذي كنت فيه لاعبا بمنتخب مصر للجامعات، ثم أكملت الدراسات العليا في الشريعة والقانون، وبعدها في التربية حيث أصبحت أول معلم لغة عربية أصم للصفوف الثانوية للصم في مصر وهنا بدأ نشاطي مع الصم والمطالبة بحقوقهم، لأني لم ارض بالوضع الراهن الذي فوجئت به، حيث تعليم قاصر على التأهيل المهني، لا فرص للرياضة أو المساواة، لا فرص للتنمية الذاتية والحصول على وظائف جيدة بأجر طيب، لا فرص للمشاركة فى الأنشطة، لا وصول للجامعات ، لا ، لا ، باختصار، لا مساواة».
واستطردت: «بدأ نشاطي في جمعيات الصم، كنت عضو مجلس ومؤسس للعديد منها، ثم انضممت لعضوية مجلس إدارة الاتحاد العربي للصم، التابع لجامعة الدول العربية، وبهذا تحول نشاطي من محلى إلى إقليمي، بهدف الارتقاء بمستوى تعليم الصم وحقوقهم، وفى ذات الوقت بحمد الله تعالى وفقت لإقامة لجنة رياضات الصم باللجنة البارلمية المصرية، بعدها أصبحت رئيسا للجنة وعضو مجلس الإدارة، وهنا قمت أيضا بحمد الله بتأسيس أول اتحاد عربي لرياضات الصم، بالتعاون مع شخصية عزيزة من البحرين، وتم تأسيس الاتحاد في مدينة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح للصم العرب أول كيان رياضي عربي يمثلهم فى التاريخ».
وهنا قامت الثورة –حسب حنان- فكنا كيان تنفيذي لحقوق الصم، بالإضافة إلى أنني ساهمت بشكل مباشرة فى مناقشة وضع المعاقين في الدستور المصري الجديد بعد الثورة، وذلك بعد أن أصبحت عضوا مؤسسا للمجلس القومي لشئون الإعاقة، وبمساعدة من المنظمة الدولية للنساء المعاقات التى انتمى لها حصلت بحمد الله تعالى على أهم منحة دولية تمنح لقادة الصم على مستوى العالم للدراسة في جامعة جاليوديت ومن خلال هذه المنحة بحمد الله انتقلت لدراسة العلوم السياسية ونظم الإدارة والحكم.
وتابعت: «الحمد لله تعالى الذي رزقنا رئيسا مخلصا محبا لبدنا وناسها وأهلها، هل تعلم أن رسالة الماجستير الخاصة بى انصبت على تحليل وضع الصم في قانون الرئيس عبد الفتاح السيسى للمعاقين رقم ١٠ لسنة ٢٠٠١٨ لقد بدأت رسالتي بأن هذا القانون يعد فتحا للصم بحمد الله، فالحمد والشكر لله تعالى، والشكر لرئيس طيب صالح يمضى بهذا البلد قدما نحو العزة والكرامة، حيث اثق بأننا والصم فى بلدنا ماضون إلى خير عميم بإذن الله، بارك الله فى مصر ، وأعلى شأنها دائما وجعلها سباقة وأهلها في العلا دوما .