الأزهر جامع وجامعة.. قبل 1078 عاما هجريا وقت رفع المصحف على أسنة المآذن
الأربعاء، 23 مايو 2018 03:00 م
الجامع الأزهر.. هو من أهم المساجد في مصر ومن أشهر المساجد في العالم الإسلامي وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، قد أنشأه جوهر الصقلي عندما قام بفتح القاهرة 970 ميلاديا بأمر من المعز لدين الله الفاطمي أول الخلفاء الفاطميين في مصر.
وضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في الرابع عشر من رمضان سنة 359 هجرياً، 970 ميلادياً وأتم بناء المسجد في شهر رمضان عام 361 هجريا، 972 ميلادياً فهو بذلك أول جامع أنشىء في مدينة القاهرة المدينة التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون في تسمية هذا الجامع والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناص بالسيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد وإشادة بذكراها.
في عام 972 ميلادياً بعد الإنتهاء من بناء المسجد وظفت السلطات 35 عالم في مسجد في 989، ويعتبر الجامع الأزهر ثاني أقدم جامعة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين، وقد اعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة، أو القانون الإسلامي.
تم تأميم جامعة متكاملة داخل المسجد كجزء من مدرسة المسجد منذ إنشائه، وعينت رسميا جامعة مستقلة في عام 1961ميلاديا في أعقاب الثورة المصرية لعام 1952م.
على مدى تاريخ طويل تجنب القائد صلاح الدين الأيوبي والسلاطين الأيوبيين السنيين الأزهر وتم إهمال المسجد بالتناوب وبشكل كبير ويرجع السبب في ذلك أن الغاية من تأسيسه نشر المذهب الإسماعيلي وقد أزيلت مكانته باعتباره مسجداً شيعياً وحرم الطلبة والمدرسون في مدرسة الجامع من الرواتب.
وكان العصر الذهبي للأزهر في عهد السلطنة المملوكية حيث بلغ الإهتمام بالأزهر ذروته فقاموا بالعديد من التوسعات والتجديدات التي طرأت على البنى التحتية للمسجد كما اظهر الحكام في وقت لاحق من مصر بدرجة متفاوتة الكثير من الإهتمام والإحترام للمسجد وتم تقديم مساعدات مالية من مستويات متفاوتة على نطاق واسع إلى حد سواء إلى المدرسة وإلى صيانة المسجد.
ونجد أن إسم المسجد الأزهر اشتق من الأسماء التي قدمها الخلفاء الفاطميين إلى قصورهم القريبة من المسجد والتي سميت بشكل جماعي بالقصور الزاهرة تيمنا بالحدائق الملكية بها التي اختيرت من قبل العزيز بالله.
وفي عصر الدولة الفاطمية سرعان ما أصبح الأزهر مركزا للتعليم في العالم الإسلامي وتم توسعة المسجد أثناء حكم الخليفة العزيز(975_996)، وفي عهد المستنصر نفذت إضافات وتجديدات على المسجد وقد أضيفت الكثير من التجديدات في عهد الخلفاء الفاطميين من بعده.
في عام 1005 وهب الخليفة الفاطمي للأزهر الآلاف من المخطوطات وكانت الجهود الفاطمية لإقامة المذهب الإسماعيلي ولم تنجح جهودهم إلى حد كبير وتلا ذلك سقوط الخلافة الفاطمية وأصبح الأزهر مؤسسة سنية بعد ذلك بوقت قصير.
في القرن الرابع عشر في عصر الدولة المملوكية حقق الأزهر مكانة بارزة ، بإعتباره مركز لدراسات القانون واللاهوت واللغة العربية ، وأصبح قبلة الأنظار للطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
خلال الفترة العثمانية وبنهاية القرن الثامن عشر أصبح الأزهر مرتبطا ارتباطا وثيقا بعلماء مصر، وقد كان للعلماء القدرة على التأثير على الحكومة بصفة رسمية.
وخلال الحملة الفرنسية على مصر استفاد الأزهر من ابتكار آلة الطباعة الحديثة التي أضافت بدروها بعداً آخر في مجال التعليم وقد تحولت المناهج الدراسية من محاضرات عن طريق الفم إلى درس بالنص.
وفي عهد محمد علي والإحتلال البريطاني وسعت مناهج الأزهر لتشمل لغات غير عربية والعلوم الحديثة وتواصلت الجهود المبذولة لتحديث وإصلاح الأزهر.
وفي أعقاب الثورة المصرية عام 1952 م أصبح الأزهر في هذه الفترة بشكل كامل كذراع للحكومة.
وبعد عام 2011 يأمل الأزهر أن يصبح مستقلا تماماً عن الدولة وله سيطرة كاملة لوضعه في الوزارات الدينية للدولة المالية، والقيادة، وأبعد من ذلك....
وإلى اليوم لا يزال الأزهر مؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع المصري ورمزاً من رموز مصر الإسلامية ويبلغ عدد المصلين فيه 20000 مصلي وعدد المآذن 4 مآذن وحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام.