كتاب أنزلناه.. سبب نزول قول الله تعالى: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها» (6)
الخميس، 24 مايو 2018 02:00 م
للقرآن مفاتيح ابحثوا عنها فلم ينزل الله تعالى، آياته عبثا فجعل منها طبطبة ورحمة، على قلب محمد رسول الله وأتباعه. على «صوت الأمة» في رمضان «كتاب أنزلناه»، برنامج إذاعي، من إعداد وتقديم محمد الشرقاوي، وإخراج مالك الرفاعي، يبحث أسباب نزول آيات القرآن الكريم.
«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا» سورة النساء.
نزلت الآية الكريمة، في حق عثمان بن طلحة رضي الله عنه لما أخذ منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة، ودخل به البيت الحرام يوم الفتح، وخرج وهو يتلو هذه الآية: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا. فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح.
وإن كان سبب نزولها في عثمان لكنها عامة في كل أمانة فالعبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وورد في التفاسير:
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل فيمن عُني بهذه الآية.
فقال بعضهم: عني بها ولاة أمور المسلمين.
ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا أبو أسامة، عن أبي مكين، عن زيد بن أسلم قال: نزلت هذه الآية: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها»، في ولاة الأمر.
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، حدثنا ليث، عن شهر قال: نزلت في الأمراء خاصة «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».
وحدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، حدثنا إسماعيل، عن مصعب بن سعد قال، قال علي رضي الله عنه كلماتٍ أصاب فيهن: «حقٌّ على الإمام أن يحكم بما أنـزل الله، وأن يؤدِّيَ الأمانة، وإذا فعل ذلك، فحقّ على الناس أن يسمعوا، وأن يُطيعوا، وأن يجيبوا إذا دُعوا».
حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال، حدثنا موسى بن عمير، عن مكحول في قول الله: وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ، قال: هم أهلُ الآية التي قبلها: «إن الله يأمرُكم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها»، إلى آخر الآية.