كيف يروج أردوغان لنفسه في القارة العجوزة؟.. وهل يفوز برئاسة جديدة؟ (تحليل)

الأربعاء، 23 مايو 2018 09:00 ص
كيف يروج أردوغان لنفسه في القارة العجوزة؟.. وهل يفوز برئاسة جديدة؟ (تحليل)
اردوغان
كتب أحمد عرفة

يسعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لاستمالة أنصاره في أوروبا قبل الانتخابات الرئاسية التركية، عبر استخدام شعارات دينية، وتصوير نفسه على أنه منقذ المسلمين، مستعينا بجماعة الإخوان في الخارج للترويج له، رغم الممارسات القمعية التي يمارسها الرئيس التركي ضد شعبه في الداخل.

في هذا السياق، أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، أن الرئيس التركي يسعى لتقديم نفسه باعتباره زعيم المسلمين في أوروبا، مستخدما لهجة حادة خلال خطاب جماهيري انتقد خلاله معاملة الحكومات الأوروبية للأتراك المقيمين في أوروبا، حيث أنه خلال حشد من أكثر من 15 ألفا من المناصرين لأردوغان، تم شحنهم في حافلات من ألمانيا وهولندا وسويسرا، تبنى أردوغان نهجا عاطفيا كان واضحا من خلاله أنه يحاول ضمان أصوات الناخبين الأتراك الأوروبيين.

وأضافت الصحيفة، أن دوافع الرئيس التركي في إظهار تمتعه بشعبية بين الأتراك الأوروبيين، لا يمكن أن تخفي الانقسام الحاد الذي تظهره استطلاعات الرأي في الداخل التركي حول مواقفه، حيث ظهر هذا الانقسام في الاستفتاء على تعديل الدستور، الذي أجري في أبريل 2017، وحقق خلاله معسكر أردوغان فوزا ضئيلا دفعه إلى القلق على مستقبله السياسي، كما أنه في كل عمليات التصويت التي قادها أردوغان، منذ توليه رئاسة الوزراء عام 2003، لعب الأتراك المقيمون في أوروبا، الذين يزيد عددهم على 6 ملايين شخص، دورا حاسما في مساندته.

وأوضحت الصحيفة، أن رجب طيب أردوغان حاول استثمار علاقة ملتبسة تحكمها الريبة بين شريحة واسعة من المسلمين غير القادرين على الاندماج في المجتمعات الأوروبية، وبين الحكومات التي تنظر إلى أردوغان باعتباره قوة دافعة لعودة الدكتاتورية والحكم المستبد مرة أخرى إلى تركيا، فإذا كان أردوغان يبحث عن نفوذ في أوروبا فلن يواجه عناء كبيرا، حيث يعمل تنظيم الإخوان الذي يشترك أيديولوجيا مع حزب العدالة والتنمية التركي الذي يتزعمه أردوغان، منذ عقود على السيطرة على الجاليات المسلمة في أوروبا.

ولفتت الصحيفة، إلى أن مقاربة أردوغان كلعبة تبادل أدوار مع قطر، التي حاولت تبني الكثير من هذه التنظيمات بحثا عن نفوذ بين المسلمين في أوروبا لكنها تجد نفسها اليوم عاجزة تماما عن الاستمرار بالقيام بهذا الدور، إذ تخضع لمقاطعة صارمة فرضتها عليها السعودية ومصر والإمارات والبحرين في يونيو 2017، ساهمت في تراجع حاد في نفوذها الخارجي عموما، وأنشطتها المثيرة للريبة بين الجالية المسلمة في أوروبا على وجه الخصوص.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق