الشرطة النسائية المصرية.. كوماندوز بالقوات الخاصة (صور)
الأربعاء، 23 مايو 2018 01:00 صالشربينى العطار
شابات ارتدين لباسا أسود وحملن أجهزة وعتادا وانطلقن في المهمة التي نيطت بهن، من سائقة تاكسي، إلى سائقة حافلة وباصات مدرسية ، إلى السلك العسكري والأمني، وصولا إلى قيادة الطائرات المدنية.. تثبتت الشرطة النسائية كل يوم أنها قادرة على تخطي العوائق الاجتماعية في أي مجال تدخل إليه..
لم يكن سهلا على الأسر في مصر استيعاب إمكانية إلحاق بناتهن بأكاديمية الشرطة، منتصف ثمانينيات القرن الماضي؛ لكن مع توالي السنوات صارت لمصر شرطيات يحملن السلاح، ويقدمن أنفسهن فداءً للوطن.
"الشرطة النسائية كيان مجتمعى لا يمكن إنكار دوره وسط توابيت الجهل المجتمعى الذّى يرفض عمل الفتيات فى تلك المهنة الشاقة، ورغم الصعوبات التي تعترض العمل الشرطي النسائي، وما يتطلبه من جهد ومشقة تتعارض مع طبيعتها، وتكوينها البيولوجي" روبرت هيلم ، مسئول بجهاز الصاعقة الأمريكية.
في عام 1984، فتحت أكاديمية الشرطة المصرية، أبوابها لأول مرة في تاريخها، أمام الفتيات للالتحاق بها؛ إلا أن الإقبال في البداية محدودًا من الفتيات على الالتحاق بأكاديمية الشرطة؛ تأثرًا بالثقافة المجتمعية التي كانت تصنف العمل بالشرطة ضمن المهام التي لا تتناسب الفتاة.
في 1990، قررت السلطات المصرية وقف قبول الفتيات للعمل ضابطات بالشرطة بعد مرور سنوات على إطلاق التجربة دون تحقيق أي تأثير ملحوظ، إلا أنها استمرت في قبول الطبيبات والإخصائيات الاجتماعيات في الشرطة.
بيد أن وزارة الداخلية أعادت فتح باب القبول أمام خريجات الجامعات من التخصصات المناسبة، للالتحاق بالوظائف الأمنية والعمل ضابطات شرطة ، قبل أن يطال هذا القرار الاعتماد على عناصر الشرطة النسائية فى المرافق الشرطية التي تتعامل بشكل مباشر مع الجمهور.
وأنشئت الوزارة إدارة خاصة للشرطة النسائية، من بين مهامها حفظ الأمن في محيط مدارس الفتيات والانتشار بأماكن التجمعات وسط مدينة القاهرة لمواجهة جرائم التحرش بالإناث، التي بدأت تشكل آفة في الفترة الماضية.
ويبدو أن الشرطة النسائية نجحت في كسر "الثقافة المجتمعية" التي كانت سائدة في ثمانيات القرن الماضي، وحالت دون الإقبال الكثيف للنساء على الالتحاق بالعمل الأمني. فلقد قوبل قرار الوزارة عام 1984 بفتح أبواب كلية الضباط المتخصصين بأكاديمية الشرطة أمام خريجات الجامعات للالتحاق بوزارة الداخلية والعمل ضابطات للمرة الأولي في تاريخ الشرطة المصرية، بفتور.
التطور فى الشرطة النسائية لم يقتصر على العمل فى الوظائف المكتبيبة أو مواجهه التحرش أو فى معامل علم النفسى بوزارة الداخلية بل تتطورت الضابطة النسائية بإلتحاقها بالقوات الخاصة..
وتتقلى العناصر النسائية بالقوات الخاصة المصرية، تدريبا قاسيا بقساوة المهنة والمهمة، فمن القفز بالحبال إلى الغوص في المياه والمطاردة الساخنة بمركبات مخصصة لذلك، حيث قدمت المنتسبات عرضاً لحماية شخصية مهمة تعرضت لاعتداء إرهابي وأظهرن مهارة ومهنية عالية في التعامل مع الحالة والخروج بالضيفة من المنطقة بسلام.
فى 15مايو 2018، افتتح اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، المعهد القومي لتدريب القوات الخاصة، والذّى شهد تخرج الدفعة الأولى للقوات الخاصة النسائية فى تطور أمنى ملحوظ فى الشرطة النسائية.
المعهد القومى الذى تم تنفيذه على مساحة 78 فدانًا، يعد من أكبر المعاهد التدريبية الأمنية فى منطقة الشرق الأوسط من أكبر المعاهد التدريبية الأمنية في الشرق الأوسط، ويعتمد على أحدث الأساليب والإمكانيات للتدريب وإعداد عناصر قادرة على مواجهة جميع الصعاب والتحديات خلال العمليات المختلف.
وقال المقدم محمد صفوت، مسئول التدريب بالمعهد القومي لتدريب القوات الخاصة، إن عناصر نسائية شاركت في التدريبات للقوات الخاصة بصرامة ودقة.
ويكشف اللواء بهاء حلمى، مساعد الوزير الأسبق- والذي عمل في قطاع الأمن المركزي إبان ثورة 25 يناير- أنَّ فكرة إنشاء القوات الخاصة النسائية، جاءت بعد العام 2011، حينما كانت هناك تظاهرات نسائية، كان من الواجب التصدي لها عبر قوات نسائية، بدلا من مواجهتها بالأمن المركزي، وهذا يحافظ على حماية حقوق الإنسان، كما أن ظاهرة التحرش كانت سببًا آخر للتفكير في تكوين قوات شرطة نسائية على مستوى خاص وكفاءة عالية.
«التخصص سمة العصر».. يؤمن اللواء حلمي بهذا التوجه، مؤكدًا أنَّ الاستفادة ستكون أكبر من مواجهة التظاهرات والتحرش، وأنها ستشمل المأموريات والتفتيش في المواقع المهمة، وهو ما لم يكن متاحًا بنفس الدقة حينما يكون القائم على التفتيش رجل شرطة، لافتًا إلى أن عناصر الشرطة النسائية المصاحبة لدوريات الأمن موجودة باستمرار في أي حملات لأجهزة الأمن المتطورة، وهذا الأمن أيضًا نوع من التحضر
الاستعانة بالقوات الخاصة النسائية، أمر شائع في أجهزة الأمن المحترفة حول العالم، وفي الوطن العربي سبق أن ظهر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحرير تُحيطه حراسات خاصة من الشرطة النسائية..
وأحرزت الشرطة النسائية بالإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي تقدماً ملموساً على المستوى المحلي والعربي.
ويٌستعان بنساء الحرس النسائي الكوري الشمالي فى حماية ومراقبة السجون السرية للزعيم كيم جونج أون فى كوريا الشمالية، وهى مهمة شاقة ومتعبة جدا، وتتطلب قدر كبير من الدهاء فى التعامل مع السجون..
وكان الحرس النسائى يرافق الزعيم معمر القذافى فى كل تحركاته فى المحافل الدولية وفى المؤتمرات والنداوت العامة، بالملابس الصارخة والأزياء الغريبة.