«إنجر عشان مش فاضي».. حكاية «عم حسن» على رصيف التضامن الاجتماعي
الثلاثاء، 22 مايو 2018 05:00 م
بالرغم من أن الدولة تتبع سياسة الاهتمام بمحدودي الدخل إلا أن هناك عدد من المسؤولين الذين يحاولون تحطيم آمال وأحلام الفقراء وتعجيزهم عن الحصول عن أبسط حقوقهم التى كفلها لهم الدستور والقانون وفى واقعة هى أغرب من الخيال ترصدها جريدة صوت الأمة عم حسن جابر هو بطلها المظلوم الذي يظهر عجزه الحقيقى أمام الأعين، لا يحتاج إلى فحص أو كشف طبى ولكن موظفيين التضامن الاجتماعى بالإسكندرية عجزوا عن رؤية الحقيقة.
عم حسن جابر.. رجل فى العقد الخامس من عمره ظل طول عمره يحارب من أجل لقمة العيش وأيضا مرض السكر الذى انتصر فى النهاية وتم بتر قدميه الإثنين ولم يكن عم حسن موظف فى شركة أو بالقطاع العام لكي يحصل على معاش يستطيع أن يستمر فى الحياة بعد فقده قدميه.
«أنا أب لطفلين في المرحلة الإعدادية تركتهم أمهم منذ فترة ولا يوجد عندي مصدر للرزق أو معاش وكل ما أحلم بيه معاش بسيط استطيع أن أكمل بيه تعليم أبنائي وتوصيلهم إلى بر الأمان».. هكذا بدء عم حسن جابر حديثه، ليستكمل «كنت عامل في أحد شركات الخشب بنظام اليومية، وبعد اصابتي بالسكر تم بتر قدمي الإثنين ثم ذهبت إلى مكتب التضامن الاجتماعى بمنطقة الدخيلة للحصول على معاش تكافل وكرامة لكى استطيع استكمال هدفى فى الحياة وتعليم أبنائي والعبور بهم إلى بر الأمان».
وقال عم حسن: «بداية المشكلة منذ عامين حين ذهبت إلى مكتب التضامن الاجتماعى وقمت بتسليم جميع الأوراق المطلوبة وقالت لي الموظفة إنه سوف يتم إرسال الأوراق إلى القاهرة ثم العودة مرة أخرى وسوف يتم صرف المعاش ولكن هذا لم يحدث إلى الآن، وفجأة بعد مرور شهر ونصف من تقديمي الأوراق اتصل أحد الموظفين بالمكتب التضامن وقال يا عم حسني الملف ضاع تعالى عشان تعمل ورق تاني».
واستكمل عم حسن حديثه قائلا: «ثم قمت بعمل الأوراق مرة أخرى وذهبت إلى (عبير) موظفة بالمكتب وقمت بتسليم الملف بالأوراق ولكنه اختفى مرة أخرى وعملته للمرة الثالثة بدون أي فائدة ونتيجة، وذهبت إلى مكتب وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بوسط الإسكندرية للتظلم ومعرفة أين يختفي الملف الخاص بى.
أكد عم حسن، أن ما حدث بمكتب المديرية عكس الطبيعى، حيث قابلت أمال إحدى الموظفات المسؤولة وكنت لسه هبدأ فى تعريفها بمشكلتى قالتلى: «اسكت وهات البطاقة علشان أكشف عليه على الكمبيوتر لمعرفة موعد المعاش وهل تم قبول الأوراق»، ولكن إجابتها أنه لا يوجد شئ إلى الآن، وطلبت مقابلة وكيل الوزارة محمد كمال لحل هذه المشكلة، وعند الدخول إلى مكتبه بعد معاناة كبيرة وكان هناك شخصين على الباب الخارجي للمكتب يمنعنا من الدخول ولكن بعد مشادات كلامية وأنا عاجز وصلت إليه وكانت أول كلماته لي «انجز أنا مش فاضي» وقلت له أنا مشكلتي في المعاش من سنتين وأنا مش عارف أخد المعاش إيه الحل، قام باستدعاء «أمال» التى قامت بالاتصال بموظف بالوزارة بالقاهرة يدعى «مصطفى» وقصت عليه المشكلة وكان رده سوف أبحث المشكلة وأرسل الرد خلال يومين وكان هذا الكلام منذ شهرين وإلى الأن لم يرد على أحد.
وقال عم حسن فى صوت حزين، أنا مش عايز حاجة من الدنيا غير أنى أفرح بنور الدين وأحمد أبنائي الإثنين ويكملوا تعليمهم زي كل الأطفال اللى فى سنهم ومحدش يمشينى من الشقة إلى عايش فيه ايجار، حيث ولو وقفت أهالى المنطقة وولاد الناس كان زمانى أنا وأبنائي فى الشارع بنشحت ونايمين على الرصيف كل ده ليه بسبب موظفين التضامن الاجتماعى.