بخطاهم نقتدي.. سعد بن الربيع: لكل أجل كتاب (4)
الثلاثاء، 22 مايو 2018 04:00 مإعداد: صابر عزت
سعْد بن الربيع.. أحد النقباء ليلة العقبة، ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ودارت المعارك بين المسلمين والمشركين شهد سعْد بن الربيع غزوة بدر وأبلى فيها بلاء حسناً، وكانت نفسه تتطلع لنيل الشهادة في سبيل الله تعالى ولكن (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ).
ثم تمضي الأيام.. وتجيء غزوة «أُحُد»، ولمَّا فر بعض المسلمين من أرض المعركة، كان سعد بن الربيع، قد ثبت كالجبل العظيم، يدافع عن دينه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم، يصول ويجول كالأسد الضاري في أرض المعركة، يضرب بسيفه ويطعن يميناً وشمالاً وفي كل اتجاه تصل إليه يداه!!.
ويزداد القتال ضراوة ويزداد سعد بن الربيع صلابة، وأحسَّ المشركون بخطورة وجوده، فأحاطوا ب،. وأثخنوه بالجراح فسقط على أرض القتال يعالج آلامه، وتتطلع آماله إلى رحمة الله تعالى.. ولما انجلى غبارُ المعركة، وانتهت أحداثها، لم ينس رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن الربيع.. فعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«من رجلٌ ينظر لي ما فعل سعدُ بن الربيع؟.. فقال رجل من الأنصار: أنا.. فخرج يطوف في القتلى، حتى وجد سعدا جريحا مُثْبَتاً بآخر رمق.. فقال: يا سعد! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظرَ في الأحياء أنت أم في الأموات؟.. قال: فإني في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وقل: إن سعداً يقول: جزاك الله عني خير ما جزى نبيا عن أمته، وأبلغ قومك مني السلام، وقل لهم: إن سعدا يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خُلِصَ إلى نبيِّكُم وفيكم عَيْنٌ تَطْرِفُ».
هكذا عبر سعد بن الربيع، عن مدى حبه ومدى حب صحابة رسول الله لمحمد (صلى الله عليه وسلم).