قصة منتصف الليل.. النصاب والخطة الشيطانية
الإثنين، 21 مايو 2018 08:00 مأحمد سامي
من ينتزع الله من قلبه الرحمة، ويزرع بها الحقد والقسوة، يظل مذمومًا طوال حياته فلا رفيق يظل بجواره، فيعيش بمفرده يستمتع بأذية الآخرين وتعذيبهم حتي أقرب الأقربون لا يسلموا من شروره.
لم تترك « سمية» بابًا إلا وطرقته من أجل الوصول إلي بصيص أمل يعيد إليها فلذة كبدها بعد أن حرمت منها إلي الأبد بفضل جنون والدها وحرصه علي الانتقام منها في ابنتها الوحيدة وابعادها عنها مدي الحياة.
بدأت مأساة «سمية» قبل عشرة سنوات عندما تزوجت من زميلها في العمل ورغم ما أشتهر به من محاولات النكاية والوقيعة بين الأخرين، ولكنها وجدت فيه المنقذ من شبح العنوسة الذي أصبح يطل برأسه علي حياتها فقد تجاوزت الواحد والثلاثين من عمرها وترغب في أن يكن لها منزل وعائلة وتنجب أطفال يكونوا السند في الكبر.
انهت سمية تعليمها الجامعي فتخرجت في كلية الأداب قسم علم النفس ولكنها لم تعمل في هذا المجال وقررت البحث عن مجال أخر حتي أستقر بها المقام للعمل في شركة للتمويل العقاري بمجال التسويق، ورغم ضئالة المقابل في البداية وكثرة المجهود، لكنها شعرت بالارتياح في مجال عملها وحرصت علي الاجتهاد حتي تصل إلي مكان أفضل.
ظلت تعمل لمدة عام بهذه الشركة حتي اكتسبت خبرة في مجال التسويق العقاري وقررت أن تنتقل للعمل بشركة أخري أكبر في هذا المجال وبعد قليل من البحث والمقابلات الشخصية استقر بها المقام في واحدة من أهم الشركات في البلد، استطاعت بخبرتها القليلة ولباقة أسلوبها أن تنال اعجاب رؤسائها وتحصل علي ترقية سريعة في مجالها، وكلما أثبتت جدراتها زاد المقابل المادي والمعنوي وأصبحت تشغل منصب هام في الشركة ولكن رغم ما حققته ولكنها تفتقد الحب والسعادة فقد شارفت علي الثلاثين من عمرها ولم يدق قلبها أو تجد من يقترب منها.
تم تعيين «سعيد» بالشركة فأثبت من البداية قدرته علي العمل وجدراته ورغم خوف كثير من العاملين من أسلوبه الحاد وطريقته العصبية معهم ولكنها وجدت فيه الأمل بالزواج منه وبدأت في التقرب منه ومساعدته في العمل حتي عرف ما تسعي إليه ووجد هو الأخر فيها فرصته للإرتقاء والحصول علي منصب أفضل، ليفاجأ الجميع بخبر خطبتهما وتحديد موعد العرس بعد خمسة أشهر ، حاولت خلالهما أن تكسب وده وقلبه ومساعدته في العمل ليحقق ما يطمح إليه فتشبث بها أكثر ليتم الزفاف وتغلق عليهم الأبواب.
مرت الشهور والحياة تسير بينهما ما بين الجذب والشد خاصة أثناء التعامل معها أمام الموظفين فقد حرص أكثر من مرة علي فرض سيطرته عليها أمام الجميع بطريقة تثير السخرية من خضوعها واستسلامها، حتي يوصل للجميع أنها خادمته وليس العكس، ومع زيادة المشاكل بينهما، شعرت بتأخر الحمل فقررت أن تستشير الطبيبة من أجل معرفة السبب.
لتكن المفاجأة فقد اخبرتها الطبيبة بأنها حامل في شهرها الأول وعليها ألا تتحرك من الفراش لضعف الحمل، طارت من الفرحة وزفت الخبر لزوجها ليرد بمنتهي البرود بأنها لا يمكن أن تترك العمل فهو في حاجة لمساعدتها الأمر الذي قابلته بالاعتراض فالأهم لديها هو الجنين والعمل يؤجل.
استمرت الخلافات بينهم ورغم تعبها ولكنها حرصت علي مساعدته في العمل حتي تضع حملها وتحصل علي ما تريد، لتجد الكارثة في انتظارها، فبعد الوضع توصل لخطة لضمان بقاء زوجته إلي جواره من خلال تغيير أسم الزوجة في شهادة الميلاد دون أن تعلم بخطته وأعطائها شهادة ميلاد مزورة.
مر عام علي ولادة الطفلة وزادت المشاكل بينهما فطلبت منه الانفصال ، فشعر انه سيخسر عمله وحياته التي سعي اليها وهداه تفكيره الشيطاني بطلب مهلة يومين يدبر أمره، ووضع خطته بخطف الطفلة والهروب لإرغامها علي البقاء معه أو حرمانها من الطفلة إلي الأبد بعد علمها بتغيير اسمها في شهادة الميلاد وقررت الرضوخ لتهديده والعدول عن فكرة الطلاق، والعودة لحياة الذل فاصبحت تعمل لتمنحه الأموال مقابل ترك الفتاة في رعايتها.