«ارحموا الغلابة وبيعوا بالتسعيرة».. جملة تسببت في مقتل بائع سمك بالقليوبية (فيديو وصور)

7 أيام بالتمام والكمال مرت على مقتل الشاب الثلاثيني «أحمد خلف» على يد زميله «محمود سعيد»، وشهرته «بيبو»، وذلك من خلال تمزيق جسده حتى الموت في شبرا الخيمة بسبب الخلاف على ثمن بيع السمك والتنافس بينهما.

«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»..حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، كان بمثابة السبب الرئيسي وراء مقتل «أحمد خلف» نتيجة حثه ومطالبته البائعين في سوق الأسماك بالبيع بأسعار أقل تكون في متناول الزبائن لمواجهة ارتفاع الأسعار التي يعيشها أبناء الشعب المصري.

في البداية لابد من الحديث عن علاقة «أحمد خلف» بأسرته ومن حوله، حيث رفض الشاب الشهير بـ«الخلوق» أن يترك والده المسن «الحاج خلف» يعمل بمفرده في محل الأسماك الواقع أسفل منزلهم بمنطقة شبرا الخيمة بعد إصابة شقيقه بكسر في ساقه، ليقرر العودة من رحلة عمل قصيرة بالغردقة، والعودة للعيش مع أسرته، خاصة أنه يحظى بحب واحترام الجميع، وعلاقة صداقة قوية تربطه بنجل مالك محل أسماك في الجهة المقابلة للشارع، لكنه لم يدر بأن نهايته ستكون على يده صديقه «محمود سعيد»، وشهرته «بيبو» بـ«دم بارد».

فى الواقع دائماً ما كانت تتكرر المشادات الكلامية، بين والده وصاحب محل الأسماك الآخر، بسبب التنافس بينهما على البيع بأسعار أقل، وفي يوم الثلاثاء الموافق 14 مايو تطورت تلك المشادات إلى مشاجرة بينهما أسفرت عن قتل «بيبو» لصديقه «أحمد»، بدم بارد، وشق بطنه بسكين.

«أحمد خلف» تخرج في كلية التجارة، وقرر مساعدة والده وأشقاءه في بيع الأسماك بمحل ملكه بسوق ترعة الشابوري، وتزوج بعدها، ورُزق بطفلين، قبل أن يقرر البحث عن تجربة جديدة بعيدا عن أسرته، وسافر مع شقيقه الأكبر «معتز» للعمل بمدينة الغردقة خلال العام الماضي، إلا أن رحلة العمل لم تستمر سوى أشهر قليلة، اضطر الشاب الثلاثيني للعودة لمعاونة والده في إدارة محل بيع الأسماك بعد إصابة شقيقه «محمد»، 32 سنة، بكسر في ساقه.  

محل أسرة الحاج خلف، فى الجهة المقابلة له يوجد محل أسماك منافس، دائما ما تحدث مناوشات بينهما بسبب الأسعار، لكنها لم تتحول إلى مشاجرات، ذلك ما جاء على لسان شقيقه «محمد» الذى أكد أنه شقيقه «أحمد» كان تربطه علاقة صداقة قوية بـ«بيبو» نجل مالك المحل المواجه لهم.  

التوقيت وصل للثانية ظهر الثلاثاء قبل الماضي حيث تبدلت الأحوال، يشير شقيق «أحمد» إلى أن شقيقه كان يتحدث مع أحد الجيران على خلاف مع مالكي المحل المنافس لهم، وحدثت مشادة كلامية حادة، حاول شقيقه الفصل بين الطرفين: «أنا هطلع أحسن منك يا بيبو ومش هاتكلم معاك عشان خاطر العيش والملح اللي بينّا».  

فى تلك الأثناء، ظن شقيق «أحمد» أن الأمور قد انتهت قبل أن يفاجأ بحضور أشخاص مجهولين، استقر بهم الحال داخل محل الأسماك المنافس لهم: «المجهولين دول كانوا شايلين حاجات ملفوفة.. عرفنا بعد كده إنها سكاكين وشوم، وإحنا مش في دماغنا، مانعرفش إنهم بيجهزوا لضرب أحمد بسبب إنه زعق فيهم جامد، واللى حصل بيأكد أنهم كانوا مخططين للموضوع».

«محمد» شقيق الضاحية يؤكد لـ«صوت الأمة»: «بعد المشادة الأولى بساعتين، واحد من المحل الثاني شاف واحد من اللي كانوا واقفين مع أحمد أخويا وهو بيزعق معاهم، وجريوا عليه ومعاهم شوم، وفضلوا يضربوا فيه، فاحنا كلنا جرينا عليه عشان نلحقه من إيديهم»، إلا أن «بيبو» أشهر سكينا كبيرة، ومزق بطن «أحمد»: «زي ما يكون كان شايل منه وعايز يموته رغم علاقتهما الطيبة».  

«بيبو» تمكن من الهرب هو وشقيقيه «سامح سعيد» و«محمد سعيد» لعدم تنفيذ قرار الضبط والإحضار الصادر من النيابة العامة، وذلك فى محاولة من «بيبو» من التنصل من إرتكاب الجريمة، إلا أن المفاجأة التى لم تكن على الحسبان تمثلت فى ظهور فيديو رصد وقائع الجريمة أشبه بفيديو رصد جريمة الشاب «زين» قتيل بولاق الدكرور.

وعلى الفور، أمرت النيابة العامة بتفريغ الفيديو الذى تضمن التالى: « الفيديو به دائرة على القاتل فاليمين منذ أن صعد على الترابيزة الموجودة وسحب سكينة من بائعة الفراخ وانتظر واتفرج على الخناقة من فوق لحين جاء الشاب احمد بالكاب والفانلة السماوي ومر من أمامه ودخل القاتل وراه مباشرة بعد أن التفت يمينا ويسار ا ليقتله بدم بارد بالسكينة الكبيرة ويخرج بعدها بحوالي ٤ ثواني ويشتبك مع فرد أخر بنفس السكينة ثم يهرب؟! التروسيكل القادم في أول الفيديو خاص بأحد العاملين في محل والد احمد».

بدورهم، استنكر الأهالي تأخر الشرطة في ضبط المتهم «محمود سعيد»، وشهرته «بيبو»، ورفضت أسرة المجني عليه تلقي واجب العزاء قبل ضبطه والثأر منهم، وناشدوا مدير أمن القليوبية اللواء إيهاب خيرت، بسرعة ضبطه، وتقديمه للعدالة.