صاحبة الجلالة في عيون السينما.. من عصفور قمر الدين إلى رامى قشوع

الإثنين، 21 مايو 2018 03:00 م
صاحبة الجلالة في عيون السينما.. من عصفور قمر الدين إلى رامى قشوع
الشربينى العطار

 

مثل مهنة الصحافة أرضا خصبة ومثيرة فى آن واحد، وصراع إنسانى بين المهنة والهوية الشخصية ما جعلها محط أنظار كتاب الدارما سواء تليفزيونيًا أو إذاعيًا أو سينمائيًا فهي دائما ملعب ثري ومنطقة ثرية للكثير من الأحداث التي يعتمد الكتاب والمؤلفون عليها كمسرح لأعمالهم وإثارة وجذب المشاهد لهذا العالم المليء بالصراعات.

الصورة الذّهنية التى نقلتها الدراما عن بيع الصحفى ضميره فى صالة التحرير وأسلوب الكتابة النمطية فى التحقيقات الصحفية، كشفت نصف الحقيقة عن الصحفيين والصحافة، ولكنها أغفلت فكرة الصحفى النزيه الذّى يبحث فى تحقيقات وملفات  تكشف المعاناة التى يعيشها بصورة متكررة للوصول إلى معلومات مدققة.

تنوع دور الصحفي بين شخصية الشريف النزيه المتصدي للفساد، والذى ينتصر أحيانًا أو يكون ضحية للفساد في أحيان أخرى، أو شخصية المضلل الوصولي الانتهازي الذى يبيع مبادئه، أو المنافق والآفاق، وفي أحيان كثيرة سوي مقاوم للفساد، لكن في الحقيقة هو الباحث عن المتاعب من أجل الآخرين، ولذلك أطلقوا عليها لقب «مهنة البحث عن المتاعب».


- رؤوف علوان «اللص والكلاب»

من الأعمال السينمائية التي قدمت شخصية الصحفي فيلم «اللص والكلاب» من خلال شخصية رؤوف علوان، التي جسدها الفنان الراحل كمال الشناوي، وهو نموذج الصحفي الانتهازي المحرض، الذي يستخدم قلمه في تحريض الجمهور، حين يتحالف مع السلطة حتى يصبح مشهورًا وثريًا. ا

لفيلم مأخوذ عن قصة بنفس الاسم للأديب العالمى «نجيب محفوظ»، وشارك في بطولته شادية، وشكري سرحان.


- لعبة الست

قدم الفنان حسن البارودي في فيلم «لعبة الست»، دور المخبر الصحفي الذي يفرض نفسه على الجميع، وهو وصاحب السؤال الشهير للفنانة الصاعدة بسرعة الصاروخ تحية كاريوكا وقتها: أين ترعرعت سيدتي؟


- عصفور قمر الدين «سر طاقية الإخفاء»

قدم عبد المنعم إبراهيم أقدم شخصية صحفي في السينما، حيث جسد عام 1959 في فيلم «سر طاقية الإخفاء»، شخصية عصفور قمر الدين الصحفي الكوميدي.



- صلاح «يوم من عمري»

جسّد المطرب عبد الحليم حافظ دور الصحفي، في فيلم «يوم من عمري»، بطولة عبدالسلام النابلسي، الذي كان يعمل معه مصورا صحفيا في نفس الجريدة، إلى جانب زبيدة ثروت، ومحمود المليجي، وتدور أحداث العمل حول صحفي ومصور فاشلين في وجهة نظر رئيس التحرير، يقرران مساعدة فتاة هاربة، ويكتشفان أنها ابنة المليونير الذي تتحدث عنه الصحافة، لكن الصحفي يقع في حبها، وتؤرقه الحيرة، بين حبه لها والسبق الصحفي.


- محجوب عبد الدايم «القاهرة 30»

تناول الفيلم شخصية الصحفي الذي يعاني الفقر الشديد، ويتنازل عن مبادئه وشرفه مقابل الحصول على الأموال والترقية بالعمل، وجسد شخصية «محجوب عبد الدايم» الفنان حمدي أحمد.


- حسام منير «امرأة واحدة لا تكفي»

جسد أحمد زكي من خلاله شخصية «حسام منير»، الصحفي الذي يستغل علاقاته النسائية من أجل الوصول للشهرة والترقية، فيتعرف في البداية على الصحفية «أميرة» التي تتميز بالثراء ولها علاقات كثيرة بالمسؤولين في الدولة.


- عادل عيسى «الغول»
قدم الزعيم عادل إمام، شخصية الصحفي «عادل عيسى»، في فيلم «الغول»، وهو الصحفي النزيه الذي يدافع عن الحق والعدل، وتدور أحداث العمل حول صحفي يصبح شاهدًا في واقعة قتل ارتكبها ابن أحد رجال الأعمال، ويستخدم نفوذه في نفي التهمة عن ابنه، لكن الصحفي يخوض صراعًا لكشف الحقيقة، لكنه يفشل في إثباتها، ويلجأ إلى تنفيذ العدالة بطريقة أخرى وهي القتل.


- سوسن «بطل من ورق»

في شكل جديد ومختلف، قدمت الفنانة آثار الحكيم دور الصحفي بشكل أنثوي كوميدي؛ فالصحفية «سوسن» كانت باحثة عن سبب تتابع مجموعة من الجرائم في أوقات متتالية، وفي مقابل ذلك تقع في مشاكل عديدة خاصة مع الشرطة.


- عصمت و «الإرهابي»

جسدت الفنانة نادية الجندي شخصية الصحفية «عصمت»، التي تتعاطف مع «عمر» الذى جسد شخصيته الفنان فاروق الفيشاوي، وهو إرهابي هارب من العدالة، يخدعها بأنه بريء فتتعلق به، بعد أن يمثل عليها الحب.


 - «ضربة شمس»

لعب الراحل نور الشريف، في فيلم «ضربة شمس»، دور المصور الصحفي «شمس»، الذي بمحض الصدفة يكتشف عصابة دولية للتهريب وتزييف العملات، وفي إطار من الأكشن، يقرر أن يكشفها وينجو طول الوقت من مكائد تلك العصابة.


- محفوظ عجب «دموع صاحبة الجلالة»
كما جسد الفنان سمير صبري شخصية محفوظ عجب، الصحفي الشاب المتملق الذي يكسب وينافق رئيس تحريره، ويتجسس على زملائه ويدعي حب زميلته الثرية، ثم يطيح بها، ويتملق السياسيين، وبهذا الأسلوب يواصل الصحفي صعوده.



- ريهام عثمان «عفريت النهار»

قدمت إلهام شاهين دور الصحفية ريهام عثمان، التي ساهمت في كشف إحدى العصابات الكبيرة أمام نور الشريف.



- «قضية سميحة بدران»

قدمت نبيلة عبيد دور «سميحة بدران»، الصحفية التي تهاجم الفساد وتفضحه في الجرائد، وتتحالف ضدها مجموعة من رجال الأعمال من خلال فيلم «قضية سميحة بدران».



- حنان «الآخر»

جسدت الفنانة حنان ترك شخصية الصحفية المناضلة «حنان» في فيلم «الآخر» من إخراج يوسف شاهين.

 

- نهى «عيال حبيبة»

جسّدت غادة عادل، شخصية الصحفية «نهى» بشكل عصري؛ فتحاول كشف الفساد الذي يحيط بأحد رجال الأعمال المشهورين في الدولة، وتحاول دائما الوقوف ضد من يحاولون العبث باقتصاد الوطن مما يجلب لها الكثير من المشاكل.



- نادر سيف الدين.. «جاءنا البيان التالي»

جسد الفنان الكوميدي محمد هنيدي «نادر سيف الدين»، شخصية الصحفي المذيع الباحث عن الحقيقة، فطوال فيلم «جاءنا البيان التالي»، يحلم «نادر» أن يصير مذيعًا، لذا يتقدم للعمل في قناة «الحقيقة» للأخبار، لكن يتم رفضه بسبب عدم امتلاكه للوساطة الكافية، لكنه ينجح كمحرر أخبار، ويتعرض للعديد من المواقف الكوميدية خلال مشواره في إعداد التقارير.

- عزمي «الستات»

لعب الفنان محمود ياسين، دور الصحفي بطريقة كوميدية، فهو مجتهد يتولى رئاسة تحرير إحدى الصحف، وعلى الرغم من أن جاد جدا في تعامله مع الناس، وعلى الرغم من أنه متزوج، إلا أن بعض السيدات يحيطن به، منهم سكرتيرة مكتبه وفنانة مشهورة كانت تزامله في سنوات الدراسة، ما يدخله في العديد من المواقف المحرجة.
 

- يوسف فتح الله «العصفور»

جسد الفنان صلاح قابيل، دور صحفي وطني حاول بشتى الطرق الخروج من عباءة الأب رجل الدولة النافذ، وكان همه الكشف عن عصابة «أبو خطوة»، التي تسرق آلات وماكينات أحد المصانع المهملة.

- الرجل الذّى فقد ظله
قبل ثورة يوليو يصعد يوسف السيوفى في عالم الصحافة على أكتاف أستاذه محمد ناجى فهو شخصية انتهازيه باعت نفسها من اجل تحقيق طموحها الفردي وتخلت عن كل القيم والتقاليد الإنسانية بهدف الارتباط بطبقة اعلى ممثلة في سعاد الأرستقراطية.. يسافر في مهمة صحفية ويعود منها كى يتزوج سعاد لكنها ترفضه مجددا يفقد يوسف مكانته الاجتماعية التي وصل إليها عندما تتغير الظروف الاجتماعية عقب قيام ثورة يوليو.

اختلف كبار النقاد الفنيين والكتاب الصحفين فيما بينهم عن الصورة الذّهنية التى تنقلها الدراما عن صورة الصحفى وطبيعة عمله ومعضلة المهنة المحفوفة بالمخاطر، وتصوير غاليبة الصحفين على أنهم مرتع من الفساد وخزائن مملوءة بالأموال الطائلة والهدايا فى أورقة الوزارات والإستخفاف أحيانا فى تكفكيك العلاقة بين الصحفى ورئيس التحرير.

يرى طارق الشناوى، الناقد الفنى، أن الصورة التى نقلتها الدراما التليفزيونية عن الصحافة المصرية غير واقعية، فعلى حد تعبيره: «منذ عامين تقريبا شاهدنا أحد الأعمال التليفزيونية التى تتحدث عن الصحفيين قامت ببطولتها يسرا، حيث شاهدنا صورة غير واقعية للصحفى، وغير حقيقية»، وأكد الشناوى أن هناك بعض التفاصيل التى تختلف تماما عن الواقع كأن يقوم الصحفى بحجز الصفحة التى سينشر فيها الخبر وهذا لا يحدث على أرض الواقع، حيث ينتهى دور الصحفى عند تقديمه الخبر لمديرى التحرير بالجريدة.

ويتحدث الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين إلى الصورة الذّهنية عن كرامة الصحفيين فى الدراما، قائلاً" لستُ ضد أن يتم تجسيد شخصية الصحفيين ورؤساء التحرير فى الأعمال الدرامية المقرر عرضها فى شهر رمضان الكريم، مضيفا أنه يؤيد أن تكون هناك أعمال تجسد حياة الصحفيين باعتبار أنهم جزء حى من المجتمع. فمن المهم أن يشارك الصحفيين فى الحياة الفنية و الدرامية مثل باقى فئات المجتمع، متمنيا أن يكون هناك تقديم موضوعى لشخصية الصحفيين فى الأعمال الدرامية».

فيما قالت ماجدة خيرالله، الناقدة الفنية، إن ما نقلته الدراما الرمضانية عن صورة الصحفى كانت واقعية بدرجة كبيرة وأقرب إلى الواقع الصحفى فعادة كانت الدراما التليفزيونية تجسد الصحافة بمثال غير واقعى كأن يقوم الصحفى بتسليم الخبر للمطبعة وهذا مثال غير واقعى، ولفتت إلى أن صورة الصحفى الحقيقية بدت أقرب فى مسلسل «أهل كايرو»، ولفتت إلى أن طريقة الحوار التى دارت فى المسلسل بين الصحفى ورئيس التحرير طبيعية ومن الممكن أن تحدث فى الصحف الخاصة.

وأكد سمير الجمل، الناقد الفنى أن هناك مشكلة بشكل عام فى الدراما التليفزيونية، وأوضح أن سببها هو عدم بذل الجهد الكافى من المؤلفين بشكل عام فى كتابة أو رصد التفاصيل الصغيرة لكل مهنة، وللأسف الشديد نجد فى بعض الأعمال صورة الصحفى مختلطة ومشوشة، فيختلط على الناس الأمر بين رئيس مجلس الإدارة وبين صحفى تحت تمرين، وبين الصحفى فى جريدة حزبية أو مستقلة أو خاصة، فلكل صحيفة أسلوبها الخاصة.

وأشار «الجمل» هناك مبالغة فى رصد صورة الصحفى إما أنه صاحب سطوة أو نفوذ أكثر من الواقع، أو أنه شخصية لا قيمة له، يسير وراء الفنانين، ولكن الواقع عادة يكون غير ذلك، ووصف أساليب الكتابة بـ«النمطية»، موضحاً أنه لا أحد يحاول بذل مجهود لنقل الصورة بتفاصيلها الدقيقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق