المعارضة فى مؤتمر الشباب..!
السبت، 19 مايو 2018 04:39 م
هل الرئاسة الثانية لديها نية وارادة للانفتاح السياسى على الأحزاب ..؟ مؤشرات الانفتاح تبشر بالأمل بأن الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السيسى تحمل ما طالبنا به وتمنيناه ..وتوقعناه. فالاصلاح الاقتصادى والقرارات الاقتصادية الصعبة قد تم الانتهاء منها- أو أوشكنا على الانتهاء منها –وتحملها الشعب ومازال يتحمل..
فى المؤتمر الدورى للشباب بالقاهرة يوم الأربعاء الماضى ..كان الحديث عن ضرورة ضخ المياه والدماء فى الركود السياسى للحياه السياسية فى مصر التى غابت عن المشهد وترهلت باحزاب صغيرة غير معروفة الا لأصحابها ..,احزاب كبيرة انشغلت بصراعاتها ومشاكلها فى ظل غياب قياداتها التاريخية.
وجوه معارضة كثيرة رأيتها فى المؤتمر من بين الحضور المدعوين بما يعنى أن جسور التواصل مع الأحزاب السياسية والمعارضة بدأت فى تأسيس مرحلة جديدة فى العلاقات بين الدولة الجديدة وأحزابها السياسية بما فيها الأحزاب المعارضة. فى الصفوف الأولى رأيت والتقيت بسيد عبد الغنى رئيس الحزب الناصرى، وفريد زهران السياسي والمفكر الاشتراكي الديمقراطي ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وناجى الشهابى زعيم حزب الجيل وقيادات أخرى وشباب عدد من الاحزاب اليسارية.
وفى الجلسة الرئيسية الاولى لشباب الأحزاب ..كان الحوار صريحا وقويا وتطرق لكافة الملفات سواء ملفات حقوق الانسان والحريات والقلق بشأنهما وضرورة أن يتشكل جبهه معارضة من عدة أحزاب ووجود وسائل تواصل بين الحكومة وكافة الأحزاب. فالانفتاح الاقتصادى لا بد أن يكمله انفتاح سياسى ..وايضا انفتاح اعلامى. فالنجاح الاقتصادى وحده لا يكفى ويلزمه أيضا نجاح على جبهات أخرى بمزيد من الحرية والانفتاح.
بشرة الأمل بمزيد من الانفتاح السياسى سبقه الاعلان الرئاسى عن العفو عن 332 شابا محبوسا من بينهم محبوسين على ذمة قضايا التظاهر واعتبرها سياسيون أنها بداية خير للحراك السياسى الصحى والمطلوب فى مصر.
حالة التفاؤل دعمها الرئيس السيسى فى مداخلته خلال الجلسة بالقول لشباب الاحزاب "نحن فى حاجة اليكم جميعا معنا ..المؤتمر اطلق من أجل ذلك ليصبح منصة للجميع ومن اجل أن نستمع ونتفاهم "
لكن الرئيس قال وبصراحة أن الحياه السياسية تهدف الى وجود كيانات قادرة أن تدفع الدولة الى الأمام نحو تطورها "
فهل وجود 105 أو 108 حزب فى مصر يحقق الهدف .؟
اعتقد أن الدور الأن على الأحزاب فى مسألة التحالفات والاندماجات القوية.. فعلى سبيل المثال هناك أكثر من 10 أو 15 حزبا لها توجهات اشتراكية وناصرية أو يسارية بمعنى اشمل يمكنها فتح حوار ونقاش حول الاندماج أو تكوين كيان حزبى يمثل التوجهات اليسارية جميعا فى حزب او تحالف واحد. نفس الحال للأحزاب اليمينية .
ثم لماذا لا يكون لدينا حزب للبيئة وللمرأة وللطفل وللثقافة وللعمال وغيرها ، تهتم بقضايا هؤلاء فقط مثل ما هو الحال فى بعض الدول الأوروبية، بحيث تؤسس 6 أحزاب سياسية قوية وعدد أخر يهتم بقضايا مجتمعية حيوية ومهمة.
المعارضة الحديثة لم تعد فقط فى كشف عيوب الحزب أو النظام الحاكم بل أصبحت مشاركة وفاعلة بتقديم الحلول والبرامج والعلاج للقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقبل ذلك معرفة الصورة المكتملة والبيانات والمعلومات الكاملة، وكما قال الرئيس السيسى " من يريد ان يعارض فليعارض لكن المسألة ليست تحديا فى الرأى ..اذا كان هناك رأى آخر فعليك ان تسمعه لان غايتنا واحدة وهى الوصول الى الأفضل "
ماحدث فى المؤتمر ينبئ بما توقعناه للمرحلة الرئاسية الثانية..فبناء الوطن يحتاج الى أعمدة اقتصادية وسياسية واعلامية واجتماعية قوية وراسخة...بشرة خير