تفاصيل أزمة استصلاح 20 ألف فدان غرب غرب المنيا
الأحد، 20 مايو 2018 10:00 صسامي بلتاجى
- الرئيس السيسي كشف عن المشروع خلال مؤتمر كلمة وطن للطرح نهاية يونيو المقبل وقال: "لو صدق وزير الزراعة".
- وزير الزراعة يسحب تكليف نائبه بالمشروع دون إبداء أسباب.. و"عبد التواب": مستعد للتحقيق أمام أي جهة
- مناقشة طلب إحاطة بلجنة الزراعة بمجلس النواب 3 يونيو المقبل.. وتلوح باستجواب وزير الزراعة
كشف النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والري والأمن مشروع الغذائي بمجلس النواب، عن تفاصيل طلب الإحاطة المقدم لنائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور محمد عبد التواب، والذي من المقرر أن تناقشه اللجنة يوم الأحد، 3 يونيو 2018، يمكن أن يتم بعده توجيه استجواب لوزير الزراعة، حول ما وصفه "تمراز" بالفشل في مشروع استصلاح أراضي 20 ألف فدان بغرب غرب المنيا، من خلال وزارة الزراعة؛ والذي أشارت إليه الوزارة -في وقت سابق- على أنه من المقرر أن يكون نموذجا حكوميا إرشاديا متكاملا، يتم من خلاله نشر التوصيات لمناطق الاستصلاح الجديدة في مشروعات الانتاج النباتي والحيواني والداجني، وذلك وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وفي تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أكد النائب رائف تمرز، أن مشروع استصلاح 20 ألف فدان غرب غرب المنيا، فشلت فيه تجربة زراعة القطن به مرتين، بسبب عدم وجود الرؤية العلمية، لأن القطن لا تتم زراعته في الأراضي غير الثابتة -أو الفايشة على حد تعبير وكيل لجنة الوراعة والري بمجلس النواب- حيث كان من المفترض أن يتم تثبيت الأرض من خلال ريها بالمياه، ثم زراعة محاصيل حقلية تساعد على تثبيت التربة، كالبرسيم على سبيل المثال؛ لافتا إلى أن طلب الإحاطة المقدم لنائب وزير الزراعة، يتضمن مناقشة إذا ما كان قد تم إشراك مركز بحوث الصحراء في المشروع لإمدادهم بالمعلومات الفنية والزراعية اللازمة، وأسلوب وكيفية الري ونسبة ملوحة المياه؛ كما يناقش الطلب مصدر الأموال التي تم إنفاقها على المشروع حتى الآن، خاصة وأن جزءا منها كان من الصناديق الخاصة، منها صندوق الدواجن، مما يهدد بكارثة لقطاع صناعة الدواجن لعدم توفر التمويل اللازم لها؛ كما أن أعمال تنفيذ المشروع تم إسنادها بالأمر المباشر وليس من خلال كراسة شروط ومناقصات -بحسب تمراز- منوها إلى أن طلب الإحاطة يناقش أيضا ما تم بخصوص قيام وزير الزراعة بسحب تكليف المشروع من نائبه الدكتور محمد عبد التواب؛ وإذا ما كانت قد تمت تحقيقات معه في هذا الصدد، ولماذا لم يدل الوزير أو نائبه بتصريحات للرأي العام، حول الموقف التنفيذي للمشروع.
من جانبه نفى الدكتور محمد عبد التواب، نائب وزير الزراعة لشؤون استصلاح الأراضي، خضوعه لأي نوع من التحقيقات حول مشروع استصلاح 20 ألف فدان غرب غرب المنيا؛ مؤكدا استعداده للمثول أمام أي من جهات التحقيق أو الجهات الرقابية المختصة في هذا الصدد؛ مشددا على أنه لم تعد له صلة بالمشروع منذ 7 أبريل 2018؛ وقال في تصريح خاص ل"صوت الأمة": "لم تعد لي علاقة بالمشروع منذ قبل شم النسيم بيومين، حيث خضعت لعملية بالعين لإزالة المياه البيضاء، وفوجئت بأن الوزير أصدر أمرا إداريا بتكليف آخرين بالمشروع بعد أن سحب تكليفه السابق لي كمدير تنفيذي لمشروع استصلاح 20 ألف فدان غرب غرب المنيا، والذي كنت مكلفا به من قبل رئيس الجمهورية".
وتابع نائب وزير الزراعة: مسؤوليتي تجهيز الأرض للاستصلاح والزراعة، وليس من اختصاصاتي اختيار المحاصيل التي تتم زراعتها فيها، ويسأل عنها وزير الزراعة؛ كنت مقيما في المشروع، وأتممت تسوية الأرض في 75 يوما، بعد أن كان من الصعب نزول المعدات والجرارات واللوادر لها، تم رفع إحداثيات موقع المشروع، وأنشأنا الطرق خاصة الطرق الخدمية، وتم توريد 40 طلمبة، لم يكن أغلبها قد تم توريده بعد؛ وتوليت عمل وتنفيذ بروتوكول مع محافظة المنيا وشركة الريف المصري الجديد، تحملت المحافظة من خلاله ثلث تكاليف المشروع.
كان مشروع استزراع 20 ألف فدان بمنطقة غرب غرب المنيا، أحد النقاط التي تطرق إليها حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر حكاية وطن، والذي عقد في الفترة من 17 إلى 19 يناير 2018؛ والتي كشف فيها عن أنه جار استصلاح وزراعة 200 ألف فدان؛ متابعا: تصل إلى 220 ألف فدان، إذا صدق معي وزير الزراعة؛ تكون كاملة المرافق والخدمات للاستصلاح الزراعي، وجاهزة للطرح في 30 يونيو 2018، لافتا إلى أنه بنهاية العام الجاري ستكون مساحة مليون فدان جاهزة للطرح؛ وهو مشروع لا تدخل أراضيه ضمن أراضي مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، بحسب رئيس الجمهورية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد اجتمع يوم الثلاثاء، 3 أبريل 2018، مع كل من المهندس شريف اسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور مصطفي مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، والدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ وتطرق وزير الزراعة، خلال الاجتماع، إلى الجهود المبذولة لخفض مساحات المحاصيل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه مثل الأرز، كما استعرض تطورات استصلاح الأراضي الزراعية الجديدة، والارتقاء بجودة الانتاج من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، بما فيها القطن، وذلك من خلال توفير أجود البذور وأحدث الآلات واستخدام أفضل أساليب الزراعة والري والحصاد والتجميع؛ وهو الاجتماع الذي نفى -حينها- الدكتور محمد عبد التواب، نائب وزير الزراعة، علمه بما عرضه الدكتور عبد المنعم البنا خلال الاجتماع المشار إليه، حول استصلاح الأراضي؛ وقال "عبد التواب" في تصريح خاص ل"صوت الأمة": (لا أعرف فيه أيه ولا راح ليه)؛ متابعا: (الوزير مانع أي حد يتكلم في المشروع ليدلي هو بالتصريحات بخصوص المشروع.. واحنا سايبين الفرصة له يتكلم.. هو عاوز يقول أنه خلص المشروع).
كان مصدر بشركة الريف المصري الجديد، قد أوضح ل"صوت الأمة" في وقت سابق، من أن المساحة التي أعلنت عنها وزارة الزراعة في غرب غرب المنيا، كانت في البداية تدخل ضمن الأراضي المخصصة لمشروع المليون ونصف المليون فدان، التي كلفت الشركة باستصلاحها، وطلبتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لتكون نموذجا إرشاديا، على أن تقوم وزارة الزراعة بتعويض شركة الريف المصري الجديد بمساحة بديلة، تعادل المساحة التي تم استقطاعها من أراضي الشركة؛ موضحا أن مشروع وزارة الزراعة لاستصلاح 20 ألف فدان بمنطقة غرب غرب المنيا، لا يدخل ضمن أراضي الشركة، والتي تطرح جزءا منها بنفس منطقة غرب غرب المنيا، خلال الطرح الثاني من أراضي المليون ونصف المليون فدان.
وحبنها لفت نائب وزير الزراعة لاستصلاح الأراضي إلى أن الجزء المستقطع يقع على طريق بني مزار - البويطي، بمنطقة غرب غرب المنيا، وهي منطقة تحتاج لتنمية، وتتطلب دخول الوزارة بكافة أجهزتها وإمكانياتها؛ وهو ما أكده الدكتور محمد عبد التواب، من أن المشروع المشار إليه في غرب غرب المنيا، هو الذي كان يعنيه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمة بمؤتمر حكاية وطن.
كان وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد نفذ جولة تفقدية لمشروع استصلاح 20 ألف فدان المشار إليه؛ وذلك في 27 ديسمبر 2017، وأكد -حينها- الانتهاء من أعمال تحليل التربة والمناخ وإعداد كافة التراكيب المحصولية التي تتناسب مع طبيعة هذه المنطقة؛ لافتا إلى أنه من المقرر أن تكون تلك المنطقة جاهزة للزراعة خلال شهر على الأكثر، حيث تم حفر كافة الآبار التي تكفي للزراعة وفقا للتراكيب المحصولية التي تم اعدادها؛ حيث تشمل محصول القطن والذي سيتم استخدام الميكنة الزراعية في كافة مراحل انتاجه بدءا من الزراعة وحتى الجني؛ كما تشمل بنجر السكر، فول الصويا، الذرة الرفيعة، الطماطم، الكنتالوب، فضلا عن النباتات الطبية والعطرية؛ وفي آخر زيارة له إلى موقع المشروع، في أول مايو الجاري للوقوف على تأثيرات الطقس السيئ الذي أصاب عددا من مناطق ومحافظات الجمهورية، وتأثيرات الظروف الجوية على التجهيزات التي تتم في الوقت الحالي، عقد وزير الزراعة لقاء مفتوحا مع العاملين بالمشروع، وقيادات مركز البحوث الزراعية والوزارة، للاستماع الي المشاكل التي تواجههم، لإيجاد الحلول المناسبة لها؛ إلا أن الدكتور عبد المنعم البنا لم يفصح عما لحق بالمشروع من تأثيرات.