دراما رمضان ترد «وداعا للإبداع»

فى مشهد مثير للجدل، انتقلت حالة الدراما من الشاشة الصغيرة، إلى بعض النقابات، والتى أكدت رصدها الكامل لكل الأعمال الدرامية، واتخاذها كافة الإجراءات فى حال وجود أى تجاوزات بتلك الأعمال، وهو ما أكده نقيب المحامين سامح عاشور، من خلال تشكيل غرفة عمليات لرصد تجاوزات الدراما المصرية والإساءة للمحامين، والقيام بتتبعهم قانونيا.

البرلمان: من حق المجلس مراقبة الأعمال الدرامية 

لم يكن مجلس النواب ببعيد عن ذلك الملف أيضا، حيث طالب النائب جلال عوارة وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، المجلس الأعلى للإعلام، مراقبة الأعمال الفنية التليفزيونية قبل عرضها على الشاشات سواء كانت تلك الأعمال برامج ترفيهية أو دراما تليفزيونية أو أعمال سينمائية، اشترتها الفضائيات تمهيدًا لعرضها على جماهير الشاشات الفضية.

جلال عوارة

وأشار عوارة فى تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أن من حق المجلس الأعلى للإعلام بما خوله له القانون والدستور، مراقبة تلك الأعمال الفنية قبل عرضها، وليس من بعد إذاعتها وطرحها على الجمهور بما فيها من بذاءات وإيحاءات جنسية ومواد تنافي قيم وأخلاقيات المجتمع المصري.

وشدد وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، على ضرورة حسم المجلس الأعلى للإعلام، المشهد الإعلامي، وذلك من خلال إعطاء القنوات الفضائية مهلة شهرين لتقيد إعلاميها في نقابة الإعلامية لضبط الأداء الإعلامي حتى لا نطالع تصريحات وأداء إعلامي غير مسئول، داعيًا إلى ضرورة فصل المجلس الأعلى للإعلام فصل هؤلاء الإعلاميين بعد انتهاء المدة المحددة.

طارق الشناوى: لجنة الدراما عقابية

ومن ناحيته، قال الناقد السينمائى طارق الشناوى، إن المجتمع المصرى سيدفع ثمن فرض الوصاية على الفن، مشيرا إلى أن محاولة فرض الوصاية على الدراما من اللجنة التى شكلها المجلس الأعلى للإعلام، أو غيرها من النقابات التى تحاول القيام بدور رقيب على الفن، سينعكس بالسلب على على البيئة الثقافية بشكل عام وليس الفن فقط.

وأنتقد الشناوى، قيام المخرج محمد فاضل برئاسة لجنة الدراما، للقيام بدور رقابي على الأعمال الفنية، مؤكدا أن دور الكاتب هو الكتابة، والمخرج هو الإخراج، وليس أن يصبح رقيب ويطالب الأخرين أن يلتزموا بقناعاته وأفكاره، ولا يليق بمخرج فى تاريخ فاضل أن يشارك فى لجنة عقابية تحت مسمى (لجنة الدراما).

وأكد الشناوى، أن الريادة للأعمال الفنية المصرية، تأتى من خلال فتح المساحة للمبدعين المصريين، وترك المساحة للاعمال الفنية تفرز نفسها بنفسها، مؤكدا أن الرقابة فى المصنفات الفنية فقط هى الجهة الوحيدة المنوط بها القيام بالدور الرقابى، وأستطرد قائلا «لو أستمر الفن المصرى بذلك الشكل الرقابى سنصطدم بالحائط».

طبيبي نفسى: الفن يعكس المجتمع

وقال الدكتور جمال فرويز الاستشارى النفسى بالاكاديمية الطبية، إننا لسنا مجتمع ملائكى، والإعمال الدرامية التى تنتقد بعض الفئات، هى تجسيد لبعض الحقائق التى يعانى منها المجتمع، وهو ما يمثل قيمة حقيقية للفن، مشددا على أن الفن مرآة عاكسة للمجتمع.

جمال فرويز

وأكد فرويز فى تصريحات خاصة لــ«صوت الأمة»، أن المجتمع المصرى الأن يعانى من حالة إنحدار ثقافى، وهو ما يتطلب رقابة حقيقية على الأعمال الدرامية والسينمائية، لمواجهة الأعمال التى دمرت المجتمع المصري، من خلال تجسيد شخصية البلطجى، تحت دعوى الإبداع، مشيرا إلى أن المجتمع المثقف قادر على الفرز والتفرقة، وهو ما نفتقده الأن.