الرمال السوداء.. كنز الاقتصاد المصري برعاية الرئيس السيسي

تعد الرمال السوداء، كنزا ومنجم ذهب فعلي بالنسبة لأي اقتصاد عالمي، وخصوصا للاقتصاد المصري، لما تحمله من معادن هامة وثقيلة، والتى يزيد تركيزها على 3.5 %، حيث أن لها تركيب كيميائى ثابت لا يتأثر بعوامل الجو والبيئة، كما أن شدة صلابتها تجعلها مقاومة للتعرية الفيزيائية.

تعود الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء، لاحتوائها على نسب من المعادن الهامة ومنها  التي الألمنيت، والروتيل، المستخدمين في إنتاج معدن التيتانيوم الذي يدخل في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ ذات الأرتفاعات العالية لمقاومة الظروف الكونيه، كما أن الروتيل، يعتبر المادة الاساسية في صناعة البويات، ومعدن الزركون المستخدم لتزجيج السيراميك العالية على امتصاص النيترونات، كما يستخدم في المفاعلات النووية لكبح جماح التدفق النيتروني الهيفنيوم، ويكون مصاحبا للزوكلنيوم في مركباته أكاسيد الحديد لإنتاج الحديد الصالح للاختزال المباشر، والمونازيت فوسفات للعناصر الأرضية النادرة، و هو غني بمعدن الثوريا - أكسيد الثوريوم، المسخدم في المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الرمال السوداء، كما تحتوي الرمال السوداء على غازات كثيرة نادرة مثل، الذهب، وهو يقدر بحوالي نصف جرام في الطن، إلى جانب مجموعة من المعادن الثقيلة التي يزيد المعدن عندها عن 2.7، فضلا عن عدد من من الاحجار الكريمة، ومنها «الماس، الجارنت، الكورندم، البريل».

.

الرمال السوداء فى كفر الشيخ

تتكون الرمال السوداء، نتيجة للتفكك بسبب عمليات التجوية والحت، وتترسب بعد نقلها في بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر، ويؤكد العلماء أن الرمال السوداء تكونت نتيجة التفتت لعوامل كثيرة، ومع تحركها مع مياه النيل ترسبت بالشواطئ الشمالية، وأنها غنية بالذهب والبلاتين والمونازيت وهو من المعادن المشعة، والزركون والكاسترايت، مما يساعد على استحداث صناعات جديدة لاستخدامها فيها، لتحقيق أكبر قيمة مضافة، في الوقت الذي أكد فيه الخبراء أن فصل هذه المعادن واستخلاصها من الرمال يتم بطريقة سهلة جدا، اعتمادا على الفصل المغناطيسي، فتنجذب المعادن في محيط الجهاز، بينما تترسب المكونات الأخرى فنحصل على معادن ذات نقاوة عالية للغاية.

الرمال السوداء 1

بعد بدء تشغيل حقل ظهر للبترول في البحر المتوسط،  فطنت مصر إلى الأهمية الاقتصادية الكبرى، والفوائد العظيمة التي يجنيها الاقتصاد المصري من الرمال السوداء، وأعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولاوية كبرى لإقامة مشروع قومي للرمال السوداء، لات يقل أهمية عن مشروع قناة السويس، فأقامت الدولة مصنع لفصل الرمال السوداء على مساحة 80 فدانا بمنطقة البرلس بكفر الشيخ، باستثمارات مشتركة بين محافظة كفر الشيخ، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهيئة المواد النووية، لاستخراج 41 عنصرا معدنيا من الرمال السوداء التى تنتشر بالساحل الشمالى من رشيد وحتى رفح، في أقصى الشرق بطول 400 كيلو متر، في حوالي 11 موقعا رئيسيا،

 

مصنع الرمال السوداء، يفتح مجالات كثيرة لمصر فى صناعة الطائرات والمفاعلات النووية، وتنمية الصناعات الحيوية، بمعدلات إنتاج تتخطى مبدئيا قيمتها 3 مليارات جنيه سنويا، حيث يبلغ الاحتياطي التقديري من تلك الرمال بطول السواحل، نحو 300 مليون طن، وهو ما يجعل الرمال السوداء سببا في توفير 20 ألف فرصة عمل للشباب.

 

بداية يؤكد اللواء أشرف سلطان مستشار الشركة المصرية للرمال السوداء أن المشروع يعتبر نقلة نوعية واستثمارية فى الاقتصاد المصرى ومع وضع البنية الأساسية له بدأ العمل مؤخرا فى إقامة مصنع لاستغلال الرمال السوداء بمنطقة البرلس بكفر الشيخ باستثمارات مبدئية مشتركة  بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة المواد النووية ومحافظة كفر الشيخ تبلغ مليار جنيه، وهو أكبر مصنع على مستوى الشرق الأوسط من حيث التصنيع  والاستثمارات، للاستفادة من عناصر الرمال السوداء التى تتواجد بوفرة فى هذه المنطقة، حيث يجرى فصلها  من خلال المصنع، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج الفعلى بالمنطقة بحلول عام 2020 حيث يتيح فرص عمل لنحو 20 ألف شاب معظمهم من أبناء المنطقة المحيطة، كما يتوقع أن تصل قيمة الناتج السنوى أكثر من 3 مليارات جنيه مع التطوير..و استغلال الرمال السوداء بسواحل مصر يتيح الاستفادة من 41 معدنا استراتيجيا واقتصاديا منها مثل المونازينت واليورانيوم المشع والزريكون ومعادن أخرى كثيرة تستوعبها 41 صناعة نوعية، وهى معادن تدخل في  صناعات كثيرة ومهمة منها : صناعة الصواريخ والطائرات، وهياكل السيارات والسيراميك والبويات، ومواد الإشعاع النووي، ومواد التجميل، بالإضافة إلى المواد الخام التى تستخدم فى الصناعات الحديثة.

تتمثل أهداف المشروع في نقل تكنولوجيا تعدين الرمال السوداء، لتطبيق معايير الجودة لاستغلالها وتكوين وتدريب كوادر فنية متخصصة في مجال تعدين وفصل مكونات ركائز المعادن المستخلصة منها، والدخول فى مجال الصناعات التعدينية، وزيادة مصادر الدخل من العملة الأجنبية، وتوفير متطلبات السوق المحلية من المعادن المنتجة، وتصدير المعادن الثقيلة وبيعها فى الأسواق العالمية.