علي طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة، تملأه الكتابات الكوفية، وأعمدة أثرية، يعود تاريخها إلي العصر الروماني.. مسجد الفتح، أو عمرو بن العاص بمدينة دمياط.
يعد المسجد الأثري ثاني مسجد بني فى مصر، يقصده أهالى دمياط، في صلاة التراويح، لسكينته المعروفة وعمارته المميزة.
يقول الدكتور رضا رمضان مدير إدارة آثار دمياط الإسلامية، إن تاريخ إنشاء المسجد يعود الى بداية الفتح الإسلامى لمصر، وبناه الصحابي الجليل المقداد بن الأسود في عهد عمرو بن العاص.
يعدُ المسجد من أشهر مساجد الوجه البحري ودمياط وأقدمها، وبالمسجد كتابات كوفية وأعمدة يعود تاريخها إلى العصر الروماني و قيد في عداد الآثار الإسلامية بدمياط تحت اسم «جامع أبو المعاطي».
المسجد مؤرخ كما ورد في دليل الآثار الإسلامية المسجلة بمصر، والصادر عن قطاع الآثار الإسلامية عام 1127 ميلادية، وورد بالدليل أن منشئ الجامع هو الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله على اعتبار أن الجامع الحالي بُني في عهده، أما قرار تسجيل الجامع فهو قرار وزاري رقم 10357 لسنة 1951.
ويقع جامع عمرو بن العاص بالجبانة الكبرى بمدينة دمياط، وتبلغ مساحته ما يقرب من فدان؛ حيث تبلغ أطواله 54م × 60م، وتقدر مساحته الإجمالية بحوالي 3240م2، هذا بخلاف مساحة الزاويتين وبعض الإضافات.
ويحتوي الجامع على أربع واجهات حرة حاليًّا بعد أعمال الترميم الحديثة، وتم تخطيط الجامع وفق النموذج التقليدي للمساجد حيث يتكون من صحن أوسط مستطيل مكشوف تحيط به الأروقة من أربع جهات، أهمها الرواق الجنوبي، وهو رواق القبلة الذي يضم أربع بلاطات، أما الرواقان الشرقي والغربي فيحتوي كل منهما على بلاطتين، وكذلك الرواق الشمالي فيحتوي حاليًّا على بلاطتين، وبالقرب من المدخل الغربي الرئيسي، والتي تتقدمه سقيفة توجد مئذنة المسجد، وقد شيدت جدران المسجد بحيث تواجه الجهات الأصلية الأربعة مواجهة تامة؛ ولذلك جاءت قبلته في وضع غريب في الزاوية الجنوبية الشرقية الحادثة من تقابل الضلع الجنوبي والضلع الشرقي لهذا المسجد، وهو أمر نادر الحدوث.
يضيف السيد يوسف أحد أهالي المنطقة المحيطة بالمسجد: «منذ صغري وكان والدي يقصد هذا المسجد طوال العام، وفي رمضان كان يأخذنا معه للصلاة فيه، فتشعر بهيبة الصلاة وروحانياتها، وكم كان حزننا على تهالك المسجد قبل أن يتم ترميمه وضمه للآثار الإسلامية منذ 10 سنوات».