فيها حاجة حلوة.. صناعة الدواجن
الجمعة، 18 مايو 2018 02:43 م
خلال المؤتمر الوطني الخامس للشباب اول امس استحوذت الزراعة على اهتمام الرئيس السيسي وهذا طبيعي لأننا اقدم دولة زراعية في العالم وحضارتنا نشأت على جانبي نهر النيل كما أن الزراعة مستقبلنا وهي التي توفر الغذاء للشعب كله ويعمل فيها أكثر من نصف عدد السكان، رئيس الجمهورية اهتم أيضا بصناعة الدواجن وهي من أهم الصناعات الوطنية المصرية الناجحة حيث تبلغ استثماراتها 65 مليار جنية وتوفر فرص عمل لحوالي 2،5 مليون عامل وتحقق الاكتفاء الذاتي من البيض و95% من اللحوم البيضاء،
قبل عام 2006 كنا نحقق الاكتفاء الذاتي من الدواجن والبيض ويصدر الفائض إلى الخارج ولكن تم تدمير هذه الصناعة بحجة القضاء على إنفلونزا الطيور وهي كانت مؤامرة على مصر شارك فيها بعض مسؤولينا سواء بقصد أو بدون،
صناعة الدواجن بدأت تتعافى رغم بعض محاولات ضربها من حين لآخر من أصحاب المصالح ومافيا الاستيراد لفتح الأسواق للدواجن المجمدة المستوردة من الخارج ولكن الحكومة حريصة على مساندة الصناعة الوطنية وعدم الرضوخ لضغوط المستوردين،
المزارع تنتج حاليا 75% من احتياجاتنا و 25% منزلي ووزراة الزراعة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي بل وإلى استعادة ريادتنا مرة أخرى في تصدير الدواجن ومؤخرا د عبدالمنعم البنا وزير الزراعة قام بتخصيص حوالى 40 الف فدان بنظام حق الانتفاع لعدد من المستثمرين المحليين والأجانب لإقامة مشروعات عملاقة لإنتاج الدواجن تضيف أكثر من 100 مليون دجاجة جديدة سنويا إلى إنتاجنا الحالي سوف تسهم في سد الفجوة الغذائية من اللحوم البيضاء والسيطرة على أسعار اللحوم الحمراء،
المشروعات الجديدة تحقق فوائد كثيرة بجانب توفير اللحوم وفرص العمل فإنها سوف تستفيد بالتكنولوجيا الحديثة التي يجلبها المستثمرون في هذا المجال كما تسهم في توزيع التنمية على مستوى الجمهورية خاصة في الصعيد كما أنها بنظام حق الانتفاع لمدة 30 عاما وبذلك استطاعت الحكومة التغلب على عقدة بيع الأراضي فحق الانتفاع يوفر للمستثمر أمواله لانفاقها على مشروعه بدلا من سدادها في ثمن الأرض كما يضمن عدم الاتجار فيها،
المشروعات الجديدة في الدواجن تعتبر أيضا ثمرة الاستقرار التي تشهدها مصر ونتيجة للجهود التي بذلتها الدولة لإصلاح البنية الأساسية (الكهرباء والطاقة والغاز والطرق والكباري ومياه الشرب والصرف الصحي) كما أنها ثمرة لجهود تهيئة مناخ الاستثمار وإصلاح البنية التشريعية وتشجيعا للقطاع الخاص للمشاركة في التنمية،
صناعة الدواجن واعدة واستثمارها مضمون ومربح لأن كل مقوماتها متوافرة في مصر سواء من الأرض أو العمالة الرخيصة المدربة والخبرات الفنية وأيضا المناخ المناسب ولكن هناك بعض المشاكل التي تواجهها مثل الاعلاف(الذرة والصويا) التي نستوردها بنسبة 90 % بسبب عدم وجود رؤية زراعية في السابق ولكن قانون الزراعة الذي وافق عليه مجلس النواب مؤخرا هو بداية لتصحيح مسار السياسة الزراعية من خلال تحديد السلع الاستراتيجية التي تحتاجها مصر والمساحات المطلوبة لها (الدورة الزراعية) ويمكن التعاقد مسبقا مع الفلاحين لزراعة وشراء الذرة والصويا أو منح مساحات أراضي لأصحاب المزارع الكبرى بحق الانتفاع لزراعة وتصنيع الاعلاف وبالتالي نضمن الحد من الاستيراد وتوفير العملة وتأمين هذه السلعة الحيوية
أيضا مشكلة الامصال ولدينا مراكز بحثية قد تستطيع حلها،
قطاع الدواجن في مصر ناجح ومتميز والعاملون فيه (حكومة وقطاع خاص) يقومون بدور وطني كبير ويستحقون الاحترام والتقدير والدعم وإلى اللقاء في المقال القادم وحاجة حلوة جديدة في بلدنا تقاوم اليأس والإحباط وتمنح الأمل والتفاؤل في مستقبل أفضل وتحيا مصر