الشيخ محمد رفعت.. قيثارة السماء

«يفتح صوت الشيخ رفعت أمامي أبواب السماء».. هكذا قال عنه نزار قباني يوماً.. لمن رأى القرآن بقلبه وأوصله لكافة بقاع الدنيا ،الصوت المعجرة"صوت السماء" الذى عندما يغرد تسكت اصوات كل قرئي العالم، والذى برخامة صوته وشجنه والدموع التى تتساقط من عينيه فى كل مرة يتلو فيها آيات من الذكر يأخذ عيون وقلوب العالم معه.

استطاع بعذوبة وجمال صوته أن يدخل إلى القلوب، وانطلق صوت محمد رفعت  فى أول كلمات تخرج من الإذاعة المصرية بآيات "إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما " من سورة الفتح"، فى أولي كلمات موجات صوت الاذاعة المصرية 1934 .

اسلم على يديه قائد الجيش الكندى والفنان نجيب الريحاني

أثناء الحرب العالمية تحول الشيخ «رفعت» إلى أسطورة حتى أن قائد الجيش الكندى أسلم على صوته، ودخل إلى مدير الإذاعة طالبا مقابلة الشيخ "رفعت" وحينما سأله المدير: هل أعجبك صوته أم أنك وجدت فيه شيئا غريبا قال له الضابط:« لقد وجدت الله فى صوت الشيخ رفعت، وقد جئت لأشهده على إسلامى».

وكان"نجيب الريحانى كان يرفض تقديم أي عرض مسرحي له لو علم بتزامنه مع إحياء الشيخ ليلة بتلاوة كتاب الله، وكان دائم البكاء أثناء سماعه القرآن بصوت الشيخ، وعلمت أنه أشهر إسلامه أواخر أيامه على يد جدي بسبب الصداقة القوية بينهما».

 

 ولد القارئ محمد رفعت في 9 مايو 1882،زالتحق بالكتاب وحفظه كتاب الله وهو فى عمر العمر تسع سنوات.

ارتبط المصريون بصوت الشيخ محمد رفعت بروحنيات رمضان، حيث كان قارىء لقرآن ماقبل الفطار وايضاً صوت الآذان بصوت الشيخ.

كان له صالون ثقافي فى البغالة بجوار مسجد السيدة زينب المكون وكان دائم التردد إلى الصالون الموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وقتئذ وليلى مراد والشاعر أحمد رامى والفنان كامل الشناوى.

وكان صوت السماء"  يحب سماع الأغانى من المطرب القديم صالح عبد الحى.

الموسيقار وصوت السماء

وكنت علاقة محمد رفعت بالموسيقار محمد عبد الوهاب خاصة وقوية " لدرجة أنه كان يقول دائما أنا والشيخ أصدقاء، لكنه عندما يقرأ أتحول إلى خادم تحت أقدامه.

الست و قيثارة السماء

أم كلثوم كانت صاحبة فكرة تسجيل أداء الشيخ محمد رفعت للقرآن الكريم، لكن الشيخ رفعت كان يرفض ذلك باعتبار أنه لو جرى تسجيل القرآن كله بصوته قد يتم الاستغناء عنه، وهو كان يحصل على أعلى أجر لترتيل القرآن الكريم، وهو 30 جنيهاً فى الساعة، وهو أجر كبير بمعيار ومقياس زمانه.

وكانت سيدة الغناء العربي أم كلثوم صديقه مقربه للقاري الشيخ محمد رفعت.

 

عندما تحدث الشعراوى عن قيثارة السماء 

سئل الشيخ محمد متولي الشعراوي ذات مرة في حوار تليفزيوني عن رأيه في كل من الشيوخ: محمود خليل الحصري، وعبدالباسط عبدالصمد، ومصطفى إسماعيل ومحمد رفعت. فأجاب الشيخ بقوله: إن أردنا أحكام التلاوة فهو الحصري، وإن أردنا حلاوة الصوت فهو عبدالباسط عبدالصمد، وإن أردنا النفس الطويل مع العذوبة فهو مصطف ىإسماعيل، وإن أردنا هؤلاء جميعاً، فهو الشيخ محمد رفعت.