العرب أول من قدم المستشفيات للعالم.. علاج مجاني وعيادات متنقلة من 900 سنة
الجمعة، 18 مايو 2018 02:00 مهناء قنديل
في الوقت الذي يتشدق في العالم الغربي برعاية حقوق الإنسان، وبأنه أول من وضع قواعد العلاج التي تراعي حاجة البشر إلى الصحة، فإن التاريخ يحفظ للعرب أنهم أصحاب قصب السبق تاريخيا في هذا المجال.
كيف لا والعرب هم أول من قدم للعالم المستشفيات، والعيادات المتنقلة، قبل أكثر من 1300سنة، بل إنهم أول من قدم العلاج مجانا للأمراض المستعصية، وأخطرها في هذا الوقت كان الجذام.
ويقول الدكتور محمود قمر، أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الزقازيق، إن العرب كانوا أول من أسس المستشفى، وذلك في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، خلال فترة حكمه التي امتدت من سنة لعشر سنوات.
وأشار إلى أن هذا المستشفى تخصص في علاج الجذام، وتلا ذلك إنشاء عدد كبير من المستشفيات، التي عالجت المرضى مجانا، قبل أن تعرف أوروبا هذا النشاط الإنساني بـ 900 عام على الأقل. وعرف العرب الـ «بيمارستان»، وهي العيادات المتنقلة حاليا، حتى لم تعد هناك مدينة إسلامية دون خدمات طبية، مهما كانت نائية.
كانت العيادات المتنقّلة تتنقل على ظهور الإبل، حتى وصل الفوج الطبي المتنقل لعلاج المقيمين داخل حدود الدولة الإسلامية، إلى 40 جملا، وذلك في عهد
السلطان محمود السلجوقي، 511هـ، وكانت هذه القوافل الطبية مزودة بالآلات العلاجية والأدوية، ويرافقها عدد من الأطباء.
وشهدت عاصمة الخلافة الإسلامية، بغداد، أرقى مستشفى في العالم آنذاك، هو مستشفى العضدي أقيم سنة 371هـ، وتلاه مستشفى النوري بدمشق سنة 549هـ، وبعدهما مستشفى المنصوري الكبير بالقاهرة سنة 683هـ.
ونعود إلى الدكتور محمود قمر، أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الزقازيق، الذي أوضح أن المستشفيات في ذلك الوقت كانت تقسم بحسب التخصص، للأمراض الباطنة، والجراحة، والأمراض الجلدية، والعيون، وبل وحتى للأمراض النفسية، والعظام.
وعملت المستشفيات على تأهيل الأطباء المتخصصين، الذين يتعلمون على أيدي أساتذتهم، خلال مساعي علاج المرضى. وكانت المستشفيات الإسلامية تضم في داخلها مكتبات ضخمة تحوي عددا من الكتب المتخصصة في الطب والصيدلة والتشريح ووظائف الأعضاء.