لماذا فرض الله الصوم؟.. علماء دين يجيبون

الخميس، 17 مايو 2018 03:00 ص
لماذا فرض الله الصوم؟.. علماء دين يجيبون
احمد عمر هاشم والشيخ الشعراوى وزغلول النجا
زينب وهبه

تعالت بعض الأصوات بشأن فريضة صوم رمضان بعد أن أبدى البعض استغرابهم من حكمة صوم رمضان ،فلماذا شرع الله الصوم وما الحكمة من ذلك؟..هذا ما يجيب عنه كبارعلماء الدين فى السطور التالية :

يقول الدكتور زغلول النجار زميل الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية وعضو مجلس إدارتها و أحد مؤسسي الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة :«أن هذا الصيام كان مفروضاً على الأمم من قبلنا قبل أن يفرض علينا ولذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «صوم رمضان كان مفروضاً على الأمم من قبلكم كما هو مفروض عليكم».

يتابع «النجار»: «وتقول الآية الكريمة «ياأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» وقال أن هذه الآية الكريمة تأكيد على وحدة رسائل السماء على الأخوة بين الأنبياء و الأخوة بين الناس كلنا إخوة وأخوات في عائلة واحدة ينتهي نسبهما إلى آدم وحواء عليهما السلام.

وأكد أن الحكمة من صيام رمضان هي تقوى الله  و التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والإستعداد ليوم الرحيل بمعنى فهم الإنسان لحقيقة رسالته في هذه الحياة. عبداً لله يعني يعبد الله تعالى بما أمر ومستخلفاً ناجحا في الأرض مطالباً بعمارتها وإقامة شرع الله فيها وعدله.

وأشار «النجار» أن الصيام عبادة والأصل في العبادة  أنها لاتُعلل ولكن إذا فُهمت الحكمة من وراء العبادة أداها العبد بطريقة أفضل واستمتع بأدائها إستمتاعا أوفر وأجر عليها أجرا عظيماً.

تابع: لا بد أن نبحث  ما هي المكاسب التي يكتسبها الإنسان من أداء عبادة الصيام أولا: تقوى الله لأن الإنسان ينصاع لأمر الله انصياعا كاملا طلبا لمرضاته يؤكد معنى التقوى لله سبحانه وتعالى الإيمان بالله والخضوع لأوامره وتنفيذ تعليماته.

 ثانيا لا بد لنا أن ندرك أن الصيام وسيلة من الوسائل التربوية الهامة للجانب الروحي ، يقوي عزيمة الإنسان، يرى الإنسان الطعام والشراب أمامه وهو يشعر بالجوع والعطش ولا يغريه طلباً لمرضاة الله سبحانه وتعالى موضحاً ان الإنسان محتاج إلى هذه الممارسة كي يقوى عزيمته وإرادته وان يقوى القدرة على التحكم في شهواته، هذه وسيلة من الوسائل التربوية الهامة  من فريضة الصيام.

ثالثاً شعور الغني بآلام الجوع والعطش يلين قلبه ويرقق قلبه تجاه الفقراء في مجتمعنا وهي وسيلة من وسائل إصلاح المجتمع فيوجد شيء من التواصل بين الأغنياء والقراء في المجتمع الواحد مما يؤدي إلى إصلاح هذا المجتمع.

 رابعاً أن الصيام له فوائد صحية عديدة فهذا الجسد الذي يأكل 3 وجبات في كل يوم « إفطار ،غداء ، عشاء»محتاج إلى فترة ترميم فترة صيانة يتخلص فيها الجسد من كم هائل من السموم والنفايات والدهون والشحوم التي تتجمع في جسده .

وقال «النجار» أن كثيرا من الناس يتخيل أننا نصوم أو أننا نعظم شهر رمضان لأن فريضة الصيام قد فرضت فيه ولكن الحقيقة أن سيدنا رسول الله يخبرنا  بأن الله تعالى قد تخير هذا الشهر لإنزال جميع الهدايات البشرية فيه، فيقول عليه الصلاة والسلام «أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان و أنزلت التوراة لست خلت من رمضان وأنزل الزبور لثلاثة عشر خلت من رمضان، وأنزل الإنجيل لعشرين خلت من رمضان، وأنزل القرآن الكريم لأربعة وعشرين خلت من رمضان وقد أنزلها الله تبارك وتعالى في هذا الشهر الفضيل لحكمة يعلمها هو وليس فقط لأن الله تعالى افترض صيام نهاره وقيام ليله ولكن لأن الله تعالى قد اختاره لإنزال هدايته للبشرية فيه(صحف إبراهيم ، التوراة،الزبور، الإنجيل، القرآن الكريم».

وأضاف :«الحكمة الخامسة من صيام رمضان رمز لتوحيد الأمة صيامها في شهر  واحد وإفطارها في وقت واحد، فيجمع الأمة على هدف واحد، بعد ان تمزقت إلى اكثر من 62 دولة ودويلة، فإحياء رمضان دعوة للمسلمين أن يتوحدوا في جسد واحد كما أرادهم ربنا تبارك وتعالى».

وأشار إلى أن شهر رمضان هو شهر الجهاد وأغلب الإنتصارات الإسلامية حدثت فيه ( غزوة بدر الكبرى، فتح مكة،أغلب غزوات رسول الله كلها تمت في هذا الشهر حتى في زماننا إنتصار أكتوبر  1973 كان علامة فارقة في تاريخنا المعاصر إشارة إلى بركة هذا الشهر الذي إذا أحيا فيه المسلمون روح الجهاد فإن الله قادر على أن يكتب لهم النصر والنجاح والتفوق فيه ومن هنا نقول أن هذا التشريع الإلهي بفرض الصيام صيام شهر رمضان لأنه شهر تربوي تتزكى فيه النفس وترقى فيه الروح ويتعلق المسلم بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنعلم أننا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .

واختتم د. زغلول النجار قائلا أننا في أمس الحاجة إلى الوقوف عنده والعمل على إحيائه من جديد وليعلم كل المسلمين الحكمة من هذا التشريع الإلهي العظيم لفرض صوم شهر رمضان والتأسي برسول الله عليه الصلاة والسلام بصيام النوافل على مدار السنة إحياءا للسنة الكريمة.

main_image595de0a908924-715x400
 

أما الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله فقد كان قد قال أن:« الصوم هو العبادة الوحيدة اللتي لا يتقرب فيها بشر لبشر ولذلك يقول الله في الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» لو حللت العمل كله تجده عائد عليه إلا الصوم  فكل عبادة من العبادات داخلة في كادر الجزءات عند الله والكادر هو الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف هذا هو الكادر أما الصوم فهو خارج عن هذا الكادر والله وحده هو الذي يقدر الجزاء فيه هذا هو شرف الصوم».

تابع «الشعراوى» فى تصريحات سابقة له الصوم له هذه المنزلة رفيعة لأنه لايتقرب فيه بشر لبشر بل التقرب فيه خالصا لله ولأنه سر لا يمكن أن يُحكم أبدا برؤى العين ولا بالرقابة مشيرا إلى أن الهيمنة الإيمانية هي المسيطرة عليه.

فالصيام - وفقا للشيخ الشعراوى - هو النجاح في الإلتزام العبودي المُصعَّد  أي أن الصيام تصعيداً للتكليف العبادي ومعنى تصعيد أنه حرمت فيه أشياء كانت حلالاً بالأمس والنفس تألفها فالنفس بالصيام تتصعد في التقوى فجاء رمضان ليصعد تكليفك فلا تهبط أنت بالتكليف الأصيل، لذلك يطلب الحق سبحانه أن نخلص الصوم لذاته فإذا ما أخلصناه لذاته وصعدنا الإيمان ذلك التصعيد استطاع رمضان بما فيه من صفاء أن يستطرق في كل الزمن، لأن اصطفاءات الله للخلق وللملائكة وللأزمنة وللأمكنة فاصطفى الله شهر رمضان ليشيع صفاءه في كل الأزمنة.

 

alsh3rawi
 

 

 

فيما أكد د. أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء  أن سبب إختصاص شهر رمضان بالصوم دون سواه من بقية الشهور لأنه الشهر المبارك الذي ميزه الله تعالى بنزول أكبر نعمة فيه وهي وحي القرآن الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم وفيه شفاء لما في الصدور وتطهير للقلوب وتزكية للأرواح.

 وأضاف أن نعمة القرآن الكريم من أعظم النعم ويجب على من اهتدوا بها أن يشكروا صاحبها والشكر على النعمة ينبغي أن يكون من جنسها في المضمون وفي النتيجة فكان ذلك هو الصوم الذي يعمل على تطهير القلوب والسمو بالأرواح. 

560

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق